النيران تلهم النفط .. داعش يبدأ الأرض المحروقة بالموصل

داعش يحرق أبار نفط في العراق

بعد أن دخلت أسبوعها الثاني اشتد وطيس معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش، الذي يدافع عن المدينة بشراسة غير مسبوقة وبدأ تطبيق استراتيجية الأرض المحروقة من خلال حرقه لحقول النفط ومصانع الكبريت والفسفور، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على نحو مليون موصلي.

 

وكشفت منظمة أممية في بيان لها تعرض الموصل للكثير من الأضرار البيئية جراء حرق داعش لمنشآت نفطية ومصانع، الأمر الذي وصفته وصفته بكارثة صحية خطيرة يتعرض لها المدنيون هناك.

 

أضرار بيئية

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للبيئة تسجيل أضرار بيئية نجمت عن إحراق داعش منشآت نفطية ومصانع مع بدء عملية استعادة الموصل قبل 13 يوماً.

 

وحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي استولى على المدينة قبل عامين،  من إشعال الحرائق تعطيل الأقمار الاصطناعية والغارات الجوية، من دون جدوى بحسب تقارير إعلامية.

 

وقال المدير التنفيذي للمنظمة البيئية الأممية إريك سولهايم إن "الانتهاكات المستمرة التي ما زالت تتعرض لها دولة العراق على مدى العقود الماضية من عملية تجفيف الأهوار وتلوث الأرض والمزروعات إلى انهيار النظم البيئية تدعو للحزن والأسف البالغ".

 

كارثة حقيقية

 

وأشار إلى أن "هذه الإبادة البيئية الجارية بمثابة كارثة حقيقية تجعل ظروف المعيشة في المنطقة شبه مستحيلة، ما يتسبب في زيادة غير مسبوقة في نسبة النازحين واللاجئين عالميا".

 

وأطلقت القوات العراقية في 17 أكتوبر الماضي عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على الموصل ثاني أكبر مدن العراق وآخر أكبر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد.

 

ودفع عدم وجود مقاومة شرسة من قبل داعش في الايام الأولى لانطلاق معركة الموصل الكثيرين إلى التوقع أن القوات العراقية أمام معركةٍ سهلةٍ، أو سيناريو هروب عناصر داعش إلى خارج الموصل، وعدم القتال بصورة فاعلة إلا أن التنظيم أخلف كل هذه التوقعات .

 

معركة حياة

 

ويخوض أهالي الموصل والقرى والبلدات المحيطة بها في الأيام الأخيرة معركة حياة على جبهتين، كلتاهما لا تقل صعوبة عن الأخرى، إحداهما مع قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية والتحالف الدولي، والثانية مع جرائم تنظيم داعش، فيما يطاردهم شبح ميليشيات الحشد الشعبي الموجودة على خط المواجهة.

 

 بدوره قال السياسي العراقي صفاء الموصلي، إن  تكلفة استعادة الموصل من قبضة داعش ستكون باهظة جداً، لافتاً إلى أن المدنيين وحدهم سيدفعون الثمن الأكبر، لاستخدامهم كدروع بشرية لداعش، دون أي إجراء من إيجابي من القوات العراقية والتحالف الدولي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن داعش يعلم تماماً أن عدده قليل أمام القوات التي تقوم بتحرير الموصل، لذلك استخدم استراتيجية الأرض المحروقة، كما منع خروج المدنين من الموصل لاستخدامهم كورقة رابحة له.

 

الرمق الأخير

 

 وأوضح أن التنظيم سيظل متمسكا بالموصل حتى الرمق الأخير نظرا لما تمثله له من أهمية على اعتبارها عاصمة دولة الخلافة المزعومة، لذلك المعركة ستطول ما يدفعه لتدمير الموصل ما يزيد من معاناة أهالي المدينة.

 

 ويعتمد "داعش" في مواجهة التحالف الذي يتضمن 90 ألفاً من القوات الحكومية العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية وجنود الميليشيات غير النظامية، على تكتيكات الحرب غير المتناظرة لإلحاق الضرر بمعارضيها، وترويع المدنيين المحليين الذين يعانون منذ فترة طويلة.

 

وميدانيا دخلت القوات العراقية في تطور نوعي، الحدود الإدارية لمدينة الموصل بعد 17 يوما من المعركة المتفاوتة مع مقاتلي تنظيم داعش في عدد من القرى المحيطة بثاني أكبر مدن العراق.

 

وسيطرت قوات من الجيش  العراقي على مبنى التلفزيون في حي كوكجلي بالموصل ، بعد ساعات من بدء الهجوم على الضاحية الشرقية، واخترقت في وقت لاحق محيط حي الكرامة وسط مقاومة شرسة من مقاتلي التنظيم ضد أول تقدم حقيقي للجيش العراقي على الأرض.

 

وتعد منطقة كوكجلي التي تقع في أطراف مدينة الموصل أول الأحياء التي تؤدي إلى الأحياء الداخلية في مدينة الموصل التي يتوقع أن تشهد قتال عنيف مع مقاتلي تنظيم داعش.

 

وقال المحلل السياسي العراقي أحمد الملاح إن العراق أصبح بين مطرقة الملشيات وسندان داعش وبين هذا وذاك تحدث كمية فظائع بحق الإنسان بغض النظر عن الانتماء لذلك الإنسان .

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ما يحدث من جنون حالي تقوم به داعش والميلشيات على حد سواء أمام الكاميرات والعالم أجمع، سيؤدي لخلق جيل متوحش وهذا بحد ذاته كارثة لا تقل قبح عن الكوارث الحالية.

 

وأشار إلى أن المطالبين بحقوق الإنسان والطفل لا يجدون خريطة العراق على كوكب الأرض فهم لا يشاهدون ما يحدث فيه من انتهاكات بل جرائم حرب لابد من معاقبة كل من فعلها.

 

وأكد ان داعش كتنظيم لن يصمد أمام القصف الجوي المكثف من التحالف الدولي، لكن ثمة سؤال مطروح الآن هل نحن أمام نهاية حقيقية لداعش محلياً وعالمياً أم أنه سيتحول إلى عصابات أخطر مما كان عليه؟.

مقالات متعلقة