"من بين كل صوره ستظل واحدةٌ منها أكثرها التزامًا به.. صورة قيل إنَّها للتاريخ، توثِّق التزام الجيش نحو شعبه".. يومًا وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وقت أنَّ وزيرًا للدفاع يخاطب شعبه وهو يقول "إنتو مش عارفين إنكم نور عينينا ولا إيه".
كلمات نطق بها وزير دفاع - كانت رئاسته وقتها مرتقبة - طمأن به الشعب، الذي قال جيشه إنَّه عانى كثيرًا ولم يجد من يحنو عليه، كان ذلك في 2013، ولسان حال قطاعات كثيرة من الجيش تتغنى بوزير دفاعها، لكن بعد ثلاث سنوات يرى كثيرون أنَّ لسان حالهم هذا قد تغيَّر.
يوم أمس - الذي وصفته الحكومة بـ"الهام" شهد قرارات هامة، استهله البنك المركزي بإعلان تعويم الجنيه واختتمته وزارة البترول بإعلان ارتفاع أسعار البنزين وما يستتبعه بالضرورة ارتفاع في تعريفة ركوب المواصلات، ما فرض معاناة شديدة اشتكت منه قطاعات عديدة من الشعب.
محافظة المنيا - صاحبة التسعة مراكز الإدارية والتي تخطى سكانها الخمسة ملايين نسمة - عانى أهلها - كما أغلب المحافظات - من ارتفاع أسعار البنزين، فبينما تكدست المحطات بالسائقين فإنَّها لم تخلُ من المشادات، كما ساد الاعتراض على الركاب جرَّاء ارتفاع أسعار التعريفة.
"مصر العربية" رصدت زحامًا كبيرًا بعددٍ من المحطات، ومنها القرطبي بحي الحبشي والمنصورة جنوب مدينة المنيا، والإخصاص شمال المدينة، ومصر للبترول.
تفاصيل ما أسماها الأهالي "المعاناة" جاءت بعد بيانٍ صادرٍ عن وزارة البترول، تضمَّن الأسعار الجديدة، حيث بلغت نسبة الارتفاع 47%، إذ ارتفع بنزين 80 لـ 2.35 جنيه للتر بدلًا من 01.6 جنيه بزيادة 46.9%، وبنزين 92 إلى 3.5 جنيه للتر بدلًا من 02.6 جنيه بزيادة 34.6%، والسولار إلى 2.35 جنيه للتر من 01.8 جنيه بزيادة 30.6%، مع ارتفاع غاز السيارات إلى 01.6 جنيه للمتر المكعب من 1.1 جنيه بزيادة 45.5%.
"رضينا بالهم والهم مش راضي بينا".. جملة جاءت على لسان عددٍ من سائقي سيارات الأجرة، ومنهم صلاح حامد، سائق سيارة تعمل على خط المنيا - سمالوط، والذي أكَّد أنَّه رغم رفع أسعار الوقود إلا أنَّه يجد صعوبة كبيرة في "تفويل" سيارته من السولار، الأمر الذي يؤدي إلى تعطله عن العمل وتوقفه بالساعات داخل المحطات.
عددٌ من السائقين تحدَّثوا مع "مصر العربية" وطلبوا عدم ذكر أسمائهم أنَّه بسبب رفع أسعار الوقود، وقعت العديد من المشاداة الكلامية والمشاجرات بين السائقين والمواطنين، بعد رفع تعريفة الركوب، نتيجة لارتفاع أسعار الوقود.
وكذلك، اشتكى عددٌ من المزارعين المتواجدين بالمحطات من عدم صرف السولار لهم، مؤكِّدين أنَّ عدم صرفه يهدِّد بتلف محاصيلهم وبوار أراضيهم الزراعية لصعوبة ريها لعدم وجود السولار الخاص بماكينات الري.
عصام البديوي محافظ المنيا - من جهته - تفقَّد محطات الوقود للتأكُّد من توافر السولار والبنزين وبيعها للمواطنين طبقًا للأسعار الجديدة.
المحافظ قال إنَّه سيعقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها بشأن زيادة أسعار الوقود، حيث سيتناول الاجتماع مناقشة نسب زيادة تعريفة الركوب.
وكلَّف المحافظ، مباحث التموين بتشديد الرقابة على هذه المحطات وعدم السماح بظاهرة الجراكن ومتابعة الكميات الواردة لتلك المحطات وبيعها للأهالي، والعمل على تنظيم حملات مفاجئة من مفتشي مديرية التموين للمرور على جميع محطات الوقود على مستوى المحافظة لتحقيق الرقابة التموينية المشددة على الوجه الأكمل.