سعد الحريري .. حليف أعدائه بروفايل

سعد الحريري رئيس الوزراء الجديد للبنان

تجمعه بسوريا والعراق علاقة نسب، وبالمملكة العربية السعودية إبوة وانتماء، أسقطه خصومه من رئاسة الوزراء في 2011 وجاء على أكتافهم ليقود الحكومة من جديد في 2016.

 

سعد الحريري كُلف بالأمس بتشكيل الحكومة الجديدة للبنان بعد أن أصبح للدولة أخيرا رئيسا عقب غياب دام عامين ونصف منذ انتهاء ولاية الميشال سليمان مايو 2016.

 

الحريري كان أبعد ما يكون عن السياسة، فصاحب الـ46 عاما كل مجال دراسته وعمله كان البيزنيس وإدارة الأعمال على غرار والده رفيق الحريري، فقد تخرج في جامعة جورج تاون بأمريكا، وحصل على شهادة في إدارة الأعمال الدولية عام 1992 وأصبح المدير التنفيذي لشركة "سعودي أوجيه" من عام 1994 إلى عام 1998.

 

وانصب كل اهتمام الحريري بالبيزنيس فأهلته ملكيته لـ2.3 مليار دولار أن تضمه مجلة "فوربس" الأمريكية لقائمة أغنى أغنياء العالم.

 

علاقة الحريري بالسعودية أذلية منذ أن ولد بها عام 1970، لأم عراقية وحصل على جنسيتها عام 1978 حيث كان يعمل الحريري الأب هناك، ومن حينها تدعمه المملكة بقوة حتى الآن.

 

الحريري الذي كان مهتما بالاقتصاد ورث السياسة من والده الذي حظي بشهرة كبيرة نظرا للدور الذي لعبه في إخماد نيران الحرب الأهلية اللبنانية برعاية سعودية أيضا وإعادة إعمار الدولة المهترئة حينها، وذاع سيطه في كل أرجاء لبنان حتى تولى رئاسة الحكومة فترتين من 1992 وحتى 1998، ومن من 2000 وحتى 2004.

 

لم يكن أمام الحريري الابن خيارا إلا ملء فراغ والده الذي اختطفه الموت فجأة بحادثة اغتيال 14 فبراير 2005 بطن من المتفجرات، وبدأ الحريري المسيرة بتشكيل تحالف 14 آذار من كبار الأحزاب والحركات السياسية التي عارضت بقوة الوجود السوري – الذي يتهم باغتيال الحريري- رغم أنه متزوج من سورية تسمى لما بشير العظم وأنجب منها ثلاثة.

 

ودخل سعد السياسة من بوابة البرلمان عندما شارك بالانتخابات ونجح بها وترأس كتلة برلمانية مكونة من 35 نائبا تعد الأكبر حينها حيث عدد نواب البرلمان 128، ومن ثم أسس تيار المستقبل الذي يضم المسلمين السنة حيث ينتمي الحريري في 2007 وإلى الآن يتزعم التيار.

 

كما سار الحريري على نهج والده في الاقتصاد والسياسة فعل في رئاسة الحكومة التي تولى الولاية الأولى منها عام 2009 بعد فوز ثان حققه في الانتخابات البرلمانية وحقق التحالف الذي هو جزء منه 71 مقعدا.

 

2011 كان موعد إسقاطه من رئاسة الحكومة بفخ من "حزب الله" ذراع الشيعة في لبنان وخصمه الأول حيث سحب الحزب جميع وزرائه، وهو نفس التكتيك الذي اتبعه حزب الله حتى لا يصبح لبنان رئيس إلا الذي يريده منذ انتهاء ولاية الميشال سليمان.

 

سعد الحريري الذي لم يستطع أن يكون درعا لسنة لبنان الذين يمثلهم أراد هو وتحالفه في البداية تنصيب النائب سليمان فرنجية رئيسا للبنان وأفشل مساعيه مقاطعة نواب نواب "حزب الله"، و"التيار الوطني الحر"، ونواب "تيار المردة" لرغبتهم في تنصيب الميشال عون حليف حزب الله رئيسا للبلاد.

 

وبعد إفشال 45 جلسة برلمانية لانتخاب رئيس الدولة بسبب عدم اكتمال النصاب، قبل الحريري الذي خفت وميضه في لبنان بصفقة غريمه حزب الله بالقبول بالميشال عون رئيسا للبلاد مقابل أن يرأس هو الحكومة الجديدة رغم بعض الأصوات المعارضة في تحالف 14 آذار لهذه الصفقة نظرا لمسؤولية عون عن كثير من الدماء فترة الحرب الأهلية.

 

وبعد أن ظفر ميشال عون، برئاسة لبنان كلف يوم الخميس 3 نوفمبر زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وفقا لم تم الاتفاق عليه.

 

 

مقالات متعلقة