"ما بين صدمة وتساؤلات" جاءت تعليقات المواطنين بالإسكندرية حول ارتفاع تسعيرة الميكروباص"السرفيس الداخلي"، وذلك عقب إعلان وزارة البترول عن ارتفاع سعر المواد البترولية.
تفاصيل ما أسماها الأهالي "المعاناة" جاءت بعد بيانٍ صادرٍ عن وزارة البترول، تضمَّن الأسعار الجديدة، حيث بلغت نسبة الارتفاع 47%، إذ ارتفع بنزين 80 لـ 2.35 جنيه للتر بدلًا من 01.6 جنيه بزيادة 46.9%، وبنزين 92 إلى 3.5 جنيه للتر بدلًا من 02.6 جنيه بزيادة 34.6%، والسولار إلى 2.35 جنيه للتر من 01.8 جنيه بزيادة 30.6%، مع ارتفاع غاز السيارات إلى 01.6 جنيه للمتر المكعب من 1.1 جنيه بزيادة 45.5%.
هذه الزيادة جاءت بعد قرار البنك المركزي الصادر أمس بتحرير سعر صرف الجنيه ما يعني تعويمه بشكل كامل وفقًا لآليات العرض والطلب، وخفض قيمته بنسبة 48% مؤقتًا، ليُسجل الدولار 13 جنيهًا.
في موقف الميكروباص بمنطقة المنشية، رصدت "مصر العربية" آراء المواطنين التي جاءت جميعها رافضة لزيادة الأسعار، بينما أكَّد السائقون تعاطفهم مع المواطنين وأنَّهم مضطرون للالتزام بالتسعيرة الجديدة التي أعلنتها محافظة الإسكندرية اليوم.
تعريفة جديدة
مديرية أمن الإسكندرية أعلنت التعريفة الجديدة لأجرة الميكروباص "سرفيس داخلي" بالمحافظة، وجاءت الزيادة 25 قرشًا للمسافة حتى عشرة كيلو مترات، ومن عشرة إلى 25 كيلو مترًا بلغت الزيادة 50 قرشًا، بينما وصلت الزيادة إلى 75 قرشًا في المسافة من 25 إلى 50 كيلو مترًا، وجنيه واحد في المسافة أكثر من 50 كيلو مترًا، وذلك حسب تأكيد أحد السائقين عقب حضوره اجتماع المحافظ اللواء رضا فرحات واللواء هاني خير مدير إدارة المرور.
وارتفعت تسعيرة الأجرة من المنشية إلى باكوس جنيهين بدلًا من جنيه ونصف، ومن المنشية إلى البيطاش جنيهين بدلًا من جنيه ونصف، بينما أصبحت تسعيرة الأجرة من الموقف الجديد لبرج العرب ستة جنيهات بدلًا من خمسة.
معاناة سائق
محمد إبراهيم "سائق ميكروباص" قال إنَّ الزيادة لم تتوقف فقط على البنزين والجاز، وإنَّها شملت كافة مشتقات البترول حيث ارتفع سعر زيت "الموتور" 50%، وزيت الفرامل والشحم وغيرها، موضِّحًا أنَّ ارتفاع الأسعار طال قطع غيار والإكسسوارات الخاصة بالميكروباص، حيث وصل سعر طقم "التيل" إلى 95 جنيهًا بدلًا من 50 جنيهًا والذي يتم تغييره كل 15 يومًا.
وأضاف أنَّه فوجئ عقب وصوله إلى موقف السيارات بخبر زيادة سعر التسعيرة 50 قرشًا في المسافة بين المنشية وسيدي بشر، معلقًا: "أنا جاي محمل بـ2 جنيه وهرجع بـ2 جنيه ونص.. أنا لسه مش مستوعب أي حاجة".
وأوضَّح أنَّ هذه الأسعار سيكون لها تأثير واضح على محدودي الدخل، مشيرًا إلى أنَّ الركاب يعترضون على زيادة الأجرة التي تمَّ تحديدها.
حمادة حسن "سائق ميكروباص" ذكر أنَّ سعر البنزين زاد 75 قرشًا، بينما ارتفع سعر الجاز 55 قرشًا، وهو ما يؤدي إلى رفع التكلفة الإجمالية للوقود اللازم لسيارته، معلقًا: "بعد ما كنت بفول بـ40 أو 45 جنيه دلوقتي هفول بـ60 أو 65"، متسائلًا: "الزيادة دي لغاية إمته؟".
وأضاف أنَّ الأسعار تشهد ارتفاعًا يوميًّا في الوقت الذي يحاول فيه المواطن توفير نفقاته، معلِّقًا: "هم فاكرين إن الناس معاها فلوس وعاوزين يطلعوها من الناس.. الناس ممعهاش حاجة والأيام الجاية ربنا يستر على البلد".
وأشار إلى أنَّ الركاب لم يعلقوا على الزيادة فقال: "الركاب مش قادرين يفتحوا بقهم.. ما هو إنت يا تنزل تعمل ثورة والدنيا تخرب يا إما تقفل بقك وتبقى عبد عند الحكومة".
أزمة مواطن
إيمان رجب، من المواطنين، وجَّهت سؤالًا للحكومة فقالت: "لغاية إمته الأسعار كده؟"، كما تساءلت عن كيفية تحمل رب الأسرة نفقات أبنائه من الطلاب، مشيرةً إلى أنَّ ارتفاع الأسعار جاء مفاجئًا لكثير من السلع، معلِّقةً: "كل حاجة مرة واحدة؟ طيب حاجة تدريجي مش كله مرة واحدة".
وأضافت أنَّ ما يحدث في الفترة الحالية أمر خاطئ، وأنَّه من المفترض أن يكون هناك حل لارتفاع الأسعار، مشيرة إلى أنَّ الخدمات في المستشفيات العامة تكلِّف المواطن نفقات زائدة، متسائلةً: "لغاية إمته لا صحة ولا تعليم ولا مواصلات ولا أكل.. إشمعنى العهد ده؟".
وأوضحت سحر عبد الحميد من محافظة أسيوط أنَّها فوجئت أثناء زيارتها لوالدتها في الإسكندرية بارتفاع الأسعار في أجرة المواصلات الداخلية بالمحافظة، وأجرة سيارات القاهرة - الإسكندرية، إضافةً إلى ارتفاع الأسعار في كثير من السلع، وقالت: "إحنا حنوصل لغاية فين؟"
ووجَّهت سؤالً للحكومة حول المسؤول عن ارتفاع الأسعار، مؤكِّدةً أنَّ المواطن في أسيوط يعاني من ارتفاع أسعار اللحوم، وأضافت: "الأسرة المتوسطة تاكل لحمة إزاي؟ وتشرب كام مرة شاي في اليوم علشان تجيب كيس سكر بـ15 جنيه؟.. يا ريت نعرف بس إحنا رايحين لغاية فين؟".
وذكر عبد العال عبد الحي، من الأهالي، أنَّ أجرة الميكروباص من مطار النزهة للمنشية بجنيه وأصبحت بجنيهين، معلقًا: "مش عارفين ناكل بكام ولا نركب بكام ولا نتعالج بكام؟.. 600 جنيه يعملوا إيه للي زيي ومعاه عيال؟"، موجِّهًا رسالة إلى الحكومة فقال: "ربنا يصلح حالكم وترخصوا الحاجة".