استياء وغضب عارم، وأجواء من خيبة الأمل تسود المواطنين، في مواقف ومحطات سيارات الأجرة بمحافظة المنوفية، كرد فعل لارتفاع أسعار الوقود المفاجئ وما ترتب عليه من غلاء تعريفة الأجرة.
فبعد قرار تعويم الجنيه، الخميس الماضي، بدأ الخوف والترقب، يتسربان إلى قلوب المصريين، وبدا القلق واضح المعالم على وجه الكثيرين ممن طحنهم البحث على لقمة العيش في سراب الاستقرار المجتمعي والكرامة الإنسانية.
الأزمة تتصاعد.. والدولار مازال يغرق الجنيه المصري العائم بأمر من البنك المركزي، ووعود حكومية بتجنب سخط الشعب، ومراعاة محدودي الدخل، فسائقي الأجرة بالمنوفية لم يأبهوا بغلاء أسعار السولار والبنزين، منطقهم في ذلك "كله على الزبون".
"ضربتان في الرأس توجع".. هكذا وصف عدد من أهالي المنوفية، حالهم بعد استقبالهم لقرارين حكوميين لم يفصل بينهما سوى ساعات قلائل، ففي صباح الخميس الماضي، أطلق البنك المركزي قرارًا بتعويم الجنيه، وتحرير سعر صرفه، فيما لم يزل الأهالي غير مستوعبين لذلك، تفاجئهم الحكومة برفع أسعار الوقود في الثانية عشر من صباح الجمعة الماضية.
يقول أحمد سعيد، مدرس، من أهالي مركز قويسنا، إنه حتى الآن لم يستوعب الموقف، فكل السلع الأساسية إلى غلاء، وليس هناك ضابطًا لتلك الأسعار، مبينًا أن قرارات الحكومة ستزيد من أعباء المواطن البسيط ولن تحد منها.
وأضاف أكرم مصطفى، سائق ميكروباص بخط قويسنا – القاهرة، إنه تفاجئ برفع أسعار السولار، لذلك قام من تلقاء نفسه برفع الأجرة إلى سبعة جنيهات بعد الاتفاق مع زملائه من السائقين.
وأعرب حسين الزغبي، مواطن، عن تخوفه الشديد بعد رفع الأسعار، وأن السائقين استغلوا الأزمة كالعادة، متسائلا: "لدي ثلاث أبناء في التعليم، اثنان منهم يسافران إلى القاهرة يوميًا، فكيف يكون الحال إذا طالب كلاهما "25 جنيهًا" على الأقل لكفاية مواصلاته يوميًا، معلقًا "حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا حكومة".
وطالب أحمد السيد، طالب من مركز شبين الكوم، مسؤولي المحافظة بضبط أسعار التعريفة على السرفيس الداخلي، مواجهة لجشع السائقين الذي لا ينتهي، ويتجدد عند كل أزمة.
وأوضحت فاطمة السيد، معلم خبير، أن كل قطاعات الشعب تقريبًا تأخذ حقها كاملا عند حدوث أزمة في أي سلعة، إلا الموظف والفقير، التجار يرفع الأسعار وكذلك السائق وأصحاب المحلات والتجارات وأصحاب المدارس.
وأكدت أن ابنتها في مدرسة خاصة، وأن إدارة المدرسة رفعت ثمن اشتراك "الباص" على خلفية ارتفاع أسعار الوقود.
وقال مينا حبيب، سائق تاكسي بشبين الكوم، إنه اضطر لرفع تعريفة الركوب، حتى لا يتحمل عبء ارتفاع أسعار الوقود، معلقًا: "كله على الزبون".
وأشار محمد رشدي، إلى أنه اتجه إلى ركوب القطار في سفره اليومي إلى القاهرة بعد ارتفاع تعريفة الأجرة، موضحًا أنه بالرغم من الزحام القاتل به، إلا أنه يعد أكثر وسائل المواصلات مناسبة للمواطن البسيط.
وفي صباح اليوم السبت، سادت حالة من المشادات الكلامية، بين مواطنين وسائقين بمواقف قويسنا وشبين الكوم، والسادات، فيما قرر عدد من السائقين الامتناع عن العمل، بسبب غلاء أسعار السولار، والخلافات بينهم والركاب، في كل ساعة بحسب تعبيرهم.
من جانبه قال الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية، إنه اتخذ إجراءات بعد تحريك أسعار الوقود، ولن يتم إرهاق المواطن بأي أعباء جديدة.
وأضاف عبد الباسط، في تصريحات صحفية، سوف يتصدى بكل قوة لمن يخالف القرارات التي تم اتخاذها بشأن الزيادة المحدودة سيتم توقيع أقصى عقوبة عليه وفقا للقانون، موضحًا أن الزيادة الطفيفة في أسعار الوقود لن تكون دافعًا لاستغلال المواطنين.
وأقر محافظ المنوفية، في وقت سابق خلال اجتماعه بالمهندس مختار الخولي، سكرتير عام المحافظة، ومسؤولي المرور والنقل الداخلي والمواقف، وممثل نقابة النقل البري بالمحافظة تعريفة جديدة للنقل الداخلي بالمحافظة بعد ارتفاع أسعار الوقود.
وجاء القرار بزيادة التعريفة الداخلية 25 قرشًا سواءً داخل شبين الكوم أو منها وإلى مدن وقرى المحافظة، كما تم مناقشة زيادة التعريفة الخارجية إلى عواصم المحافظات بنسبة تتراوح بين 10% إلى15 %من القيمة السابقة.
وطالب المحافظ إدارة مرور المنوفية بتشديد الرقابة على مواقف السيارات؛ لضمان التزام السائقين على الخطوط المختلفة بالتعريفة الجديدة ومحاسبة المخالفين.
وأكد أن هذه الزيادة تتناسب مع ارتفاع أسعار البنزين، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد من يتجاوز هذه التعريفة.