نيويورك تايمز: الشرق الأوسط .. قنبلة تنتظر الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة

هيلاري كلينتون ودونالد ترامب

بعد حملة الانتخابات الرئاسية التي هيمن عليها الشتائم، الفائز في الانتخابات الأمريكية سوف يستيقظ في صباح اليوم التالي ليجد نفسه أمام وضع أكثر صعوبة بكثير، الشرق الأوسط غارق في الصراع والفوضى.

 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الرئيس الـ 45 سوف يرث مشاكل المنطقة، والتي أكثر صعوبة من أي في وقت مضى، ففي الماضي كان الرؤساء ينظرون إلى المنطقة من خلال منظور الحرب الباردة، أو الإرهاب، أو إسرائيل، لكن هذه النماذج تغيرت بشكل كبير.

 

اليوم لا توجد قضية واحدة، ولكن قضايا متعددة منها، الحرب اشتعلت في سوريا والعراق واليمن، وغمرت أمواج اللاجئين تركيا والأردن، وعادت روسيا لتأكيد نفسها على أنها لاعب رئيسي في المنطقة، ليبيا تبحث عن الاستقرار بعد سقوط الديكتاتور، الأكراد يواصلون نضالهم، مصر تقاتل التهديدات الإرهابية، والسعودية وإيران في صراع عميق على مستقبل المنطقة.

 

وقال "إميل حكيم" باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية:" الشرق الأوسط مجزأ بشكل كبير، وحتى الآن الرؤية الكبرى ليست واقعية".

 

وقال افرايم انبار، المدير المؤسس لمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية:" التحدي الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس الجديد هو معرفة ما تريده المنطقة، واستعادة مصداقية الولايات المتحدة.. ما يرى في المنطقة الآن هو الضعف الأمريكي".

 

في الواقع، ليس هناك رغبة في المنطقة من أجل العودة إلى سياسات التدخل التي اتبعها الرئيس جورج دبليو بوش، ولكن ينظر لسياسة بوش على بأنها "حازمة جدا"، بعكس ما ينظر لسياسة باراك أوباما بأنها "مقيدة جدا"، ونأمل أن يكون الرئيس القادم وسطا.

 

دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون يعرفان جيدا أن المصداقية الأمريكية انخفضت بشكل كبير، وحتى مصداقية الردع في حالة فوضى، الحلفاء يشعرون بالخيانة، وأعدائها أصبحوا أكثر جرأة.

 

وأوضحت الصحيفة، أن المرشحين لديهما مشاكل كبيرة يمكن أن تجعل هذه المشاكل دون حل لفترة طويلة.  

 

بالنسبة ترامب، المشكلة أنه جاهل، وعديم الخبرة، مغرور ومتغطرس، ولا يعرف الفرق بين الأصدقاء، والأعداء أو ديناميات السلطة في المنطقة، يرى ما يحدث في سوريا على أن الأشرار مثل الأسد وإيران يقاتلون  داعش، ورغم أن التحالف بين إيران والأسد، وروسيا يشكل تهديدا خطيرا على المدى الطويل لمصالح الولايات المتحدة، ترامب أقرب من أوباما لطعن الحلفاء التقليديين مثل دول الخليج والأكراد في الظهر.

 

وبالنسبة لهيلاري كلينتون، هي أكثر استنارة وعقلانية بكثير، ومع ذلك تحمل أعباء ثقيلة جراء سياسات أوباما الكارثية، وقالت انها سوف تتخذ موقفا أكثر صرامة ضد إيران والأسد، ولكن كبح جماح روسيا، وإعادة بناء الثقة في الإرادة الأمريكية عقبات كبيرة.

 

أما بالنسبة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟ للمرة الأولى، لدينا تحالف بين إسرائيل والدول العربية التي يمكنها تليين الموقف الفلسطيني، وتسهيل المصافحة الرئيسية في حديقة البيت الأبيض، إلا أن الشعب الفلسطيني، الممزق بين حماس وفتح، وخلافة عباس غير الواضحة، قد يشعرون بأن لديهم الكثير لكسبه من التوصل إلى اتفاق. ترامب وكلينتون من المرجح أن يكون علاقتهما جيدة مع قادة إسرائيل، ولكنه لن يكون كافيا لدفع الفلسطينيين، الذين يرفضون دائما، قول نعم لاتفاق الوضع النهائي وإنهاء الصراع؟

 

أوباما يدافع دائما عن فشل الولايات المتحدة من خلال التذرع بتركة بوش الثقيلة، والرئيس المقبل سيرث شيء يمكن القول أنه أسوأ بكثير، إعادة البناء سيكون تحديا هائلا.

مقالات متعلقة