انتقد دونالد ترامب، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي " إف بي آي" بعد إعلان الأخير أن منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون لن تواجه أية اتهامات تتعلق برسائل البريد الإلكتروني التي تم الكشف عنها مؤخرًا اعتمادًا على عملية التدقيق التي أجراها المكتب.
ونقلت صحيفة " هفنجتون بوست" الأمريكية عن ترامب قوله إن قرار كومي دليل على أن الأشياء في واشنطن " مزورة" لصالح كلينتون.
وأضاف ترامب مخاطبا أنصاره في ميتشيجان:" حتى الآن، تلقى ( كلينتون) حماية من نظام مزور. إنه نظام مزور بالكامل. وتابع: "لا يمكنكم مراجعة 650 ألف مراسلة إلكترونية جديدة في ثمانية أيام. لا يمكنكم فعل ذلك أيها الجمهور."
كان كومي قد أصاب السباق الرئاسي بصدمة مروعة الأسبوع الماضي حينما أعلن عن اكتشاف مراسلات إلكترونية جديدة تتعلق باستخدام المرشحة الديمقراطية خادم " سيرفر" بريد إلكتروني خاص وقت أن كانت تشغل منصبها على رأس الدبلوماسية الأمريكية.
لكن كومي عاد أمس الأحد ليؤكد أنه يدعم النتيجة الأصلية التي توصل إليها والتي تخلص إلى إن كلينتون لن تواجه أية تهم جنائية؛ لأن المراسلات الإلكترونية لم تكشف عن أي مضمون مهم.
وسعى ترامب لاستغلال فضيحة المراسلات الإلكترونية لـ كلينتون لتأكيد فكرة فسادها وعدم أهليتها في منصب الرئيس الأمريكي، مؤكدًا أن إعلان مدير " إف بي آي" دليل دامغ على أن النظام " مزور" لصالح كلينتون.
وزاد ترامب:" هيلاري كلينتون مذنبة. هي تعلم ذلك، و( إف بي أي) يعلم ذلك، والشعب أيضا يعلم ذلك."
وأتم:" حان الآن الوقت كي يحقق الشعب الأمريكي العدل في صناديق الاقتراع في الـ 8 من نوفمبر الجاري."
وأكد المرشح الجمهوري:" هيلاري كلينتون أكثر شخصية فاسدة تسعى لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وستستغرق التحقيقات في جرائمها وقتًا طويلاً جدًا."
بدوره، اتهم مكتب حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، " إف بي آي" بأنه "كان يجري التحقيق بإهمال منذ البداية".
وكان مكتب التحقيقات قد أعلن، في يوليو من العام الجاري، إغلاق قضية المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، التي استخدمت، خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، الخادم البريدي الخاص لمراسلاتها الإلكترونية المتعلقة بالعمل.
لكن جيمس كومي أعلن في الـ 28 من أكتوبر الماضي، أنّ المكتب قد يستأنف التحقيق في طريقة تعامل كلينتون مع معلومات سرية أثناء عملها وزيرة للخارجية، بسبب العثور على أدلة جديدة بعد الكشف عن الرسائل التي تم بثها من حاسوب تابع لزوج مساعدة كلينتون.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة أن الفارق بين كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب ضاق، وخاصة في ولايات قد تكون حاسمة في تحديد الفائز في السباق الانتخابي الرئاسي، بعد الإعلان عن أن مكتب التحقيقات الفدرالي يتفحص مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني في إطار التحقيق.
ومؤخرا واصل دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون الهجمات المتبادلة، وزعم كلاهما عدم أهلية الآخر للمنصب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل ترامب وكلينتون في السباق إلى البيت الأبيض الذي ينتهي بالتصويت في الثامن من الشهر الحالي.
وركزت كلينتون، التي تشير الاستطلاعات إلى انخفاض نسبة تقدمها خلال الأيام الماضية، على طباع وموقف وسلوك منافسها تجاه النساء.
وواصلت كلينتون التركيز على شخصية ترامب، قائلة مؤخرًا في تجمع انتخابي في نورث كارولينا "لو فاز ترامب بالانتخابات، سيكون لدينا قائد لا صلة له بالعمق، وأفكاره خطيرة بشكل لا يصدق".
وفي المقابل، قال ترامب إنه في حالة فوزها بالانتخابات، فإن كلينتون ستكون رئيسة تلاحقها التحقيقات الجنائية.
وتقول نتائج استطلاعات الرأي العام إن ترامب حقق تقدما على كلينتون في عدد من الولايات المتأرجحة، المعروفة بعدم ميلها إلى أي من الحزبين مثل فلوريدا ونورث كارولينا.
تجدر الإشارة إلى أن انتخابات الرئاسة الأمريكية ستجري على مرحلتين: الأولى سيصوت فيها الناخبون في جميع الولايات في 8 نوفمبر الجاري، والثانية سيصوت فيها مندوبو كافة الدوائر الانتخابية (وعددهم الإجمالي 538) لاختيار الرئيس.
ومن المعلوم أن المرشح الفائز في ولاية أمريكية يحصل على أصوات جميع مندوبي الدوائر الانتخابية في تلك الولاية.
لمطالعة النص الأصلي