بالصور| ذوو اﻹعاقة في عصر الفراعنة.. ملوك وآلهة

الفرق بين الأقزام في مصر القديمة والعصر الحالي

"حذار من مهاجمة الأعرج، ولا تسخر من أعمى، ولا تسبب معاناةً لرجل بين يدي الرب (مجنون)".. نصائح وتعاليم تركها المصريون القدماء لأبنائهم منذ آلاف السنين؛ لحثّهم على معاملة ذوي اﻹعاقة بطريقة جيدة وعدم السخرية منهم.  

ذوو الإعاقة في عصر القدماء المصريين لم يعانوا من التمييز وكانت تتم معاملتهم كأفراد عاديين فى المجتمع المصري حيث قدمت نصائح بعدم إهانة صاحب الإعاقة أو الإقلال من كرامته كما دمج المصريون القدماء ذوي الإعاقة في المجتمع وتوجيههم إلى الوظائف التي يثبت أنهم مهرة فيها إلى جانب محاولة علاجهم.

 

تعاليم "أمنموبي" والتي كتبت على بردية معروضة حاليًا بالمتحف البريطاني وكتبت في عصر الرعامسة في الفترة ما بين أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد وأوائل القرن الحادي عشر ق م، وهي عبارة عن تعاليم تركها امنموبي إلى ابنه وطلب من ابنه في مجموعة من النصائح بألا يعامل ذوي الإعاقة بشكل مهين فقال "حذار من مهاجمة الأعرج ولا تسخر من أعمى ولا تسبب معاناة لرجل بين يدي الرب (مجنون)".

 

كما احترم المصريون القدماء "الأقزام " بشكل راق وكان أحد الآلهة في مصر القديمة قزمًا وهو الإله "بس" إله السعادة والسرور والموسيقى كما أن الأقزام ارتقوا في مناصب عليا في الدولة مثل القزم “سنب” الذي كان رئيس أعمال النسيج ورئيس ملابس الفرعون في عصر الملك “ببي الثاني”.

 

الوزير "سنب" واﻹله "بس"

ويتواجد الاقزام في تاريخ مصر القديمة على رسومات المعابد منذ عصر البداري أي ما قبل التاريخ، وعلى رأسهم لوحة القزم «سنب» الذي تولى منصبا وزاريًا في الأسرة الخامسة من مصر الفرعونية، والذي تزوج من إحدى وصيفات القصر الفرعوني، والتي تكشف عن مدى احترام المصريين للأقزام.

وعبدَ المصريون قزما شهيرا اسموه اﻹله "بس" وانتقل هذا القزم بعد ذلك الى خارج الحدود المصرية إلى إيران القديمة.

الملك سبتاح

ووصل ذوو الإعاقة الجسدية الجزئية إلى أعلى مناصب الدولة في مصر القديمة وهو كرسي العرش حيث تولى الملك “سيبتاح” حكم مصر لمدة سبع سنوات ( 1197 / 1191 ق م) في أواخر الأسرة التاسعة عشر وكان هذا الملك يعاني من إعاقة في ساقه اليسرى إثر شلل أطفال مما جعله يعرج أثناء المشي.

 

وأوضح أحمد نجيب الباحث في اﻵثار المصرية من المكفوفين أن المكفوفين في مصر القديمة كانوا يعملوا عازفين على الهارب أو مغنيين، موضحا أن العمى كان شيئا مكروها في مصر القديمة.

 

وأوضح  أن مناظر المقابر القديمة أظهرت أن صاحب الإعاقة البصرية كان يعامل كفرد عادي في المجتمع، وهناك حفلات كثيرة صورت في المقابر وكان العازف ضريرا، وتكررت مناظر الضرير الذي يعزف على الهارب في مقبرة “انتف” بالدولة الوسطي ومقبرتي ” نفر – حتب ” و “انحر – خوي” في الدولة الحديثة قائلا “إنه يبدو أن إدماج صاحب الإعاقة البصرية في المجتمع كان يتم من خلال تعليمه العزف على الآلات الموسيقية”.  

وأوضح أنه تم اكتشاف أول جهاز تعويضي خشبي، وكانت عبارة عن قدم خشبية.  

بردية ايبرس

وهى بردية طبية معروفة تؤرخ بمنتصف القرن السادس عشر ق م سجلت فيها محاولات معالجة صاحب الإعاقة السمعية واسمت هذه الحالة باسم ” الأذن التي لا تسمع جيدا” ووضعت له علاجا شعبيا ووصفت حالات مرضية في الإعاقة الذهنية ووضعت لها علاجًا.

 

مقالات متعلقة