أحوال النازحين عن الموصل، وآخر تطورات حرب تحرير المدينة، وطبيعة العلاقة بين داعش ورجال الطريقة النقشبندية، واختفاء الحرب بين مقتدى الصدر وحكومة العبادي، واحتمالات الصدام بين تركيا والميليشيات الشيعية، ومصير داعش بعد الموصل.
كلها نقاط حملها حوار "مصر العربية" مع زياد السنجري الناشط العراقي بمجال حقوق الإنسان في الموصل، زاد عليها بالتطرق إلى أوضاع العائدين للفلوجة، ومستقبل مدينة كركوك محل النزاع بين الشيعة والأكراد، وعلاقة الميليشيات الشيعية بالأمريكان وتفاصيل حرق داعش لآبار النفط بالموصل.
إلى نص الحوار
الأقوال تتضارب حول المعارك في الموصل، البعض تقول إنها على الأطراف غير المؤثرة والأخرى تدعي أنها وصلت لداخل المدينة .. فما حقيقة الوضع؟
مع وصولنا إلى الأسبوع الثالث لمعركة الموصل وحتى حديثنا هذا لم تستطع القوات الحكومية من الدخول إلى مركز مدينة الموصل.
هناك اشتباكات في مناطق مختلفة شمال وشرق المدينة ولكن بدون أي حسم للمعارك والاشتباكات مستمرة لحد الآن في أحياء التحرير وحي صدام وحي الانتصار وحي عدن.
ويجب أن نتذكر بأننا أمام مدينة كبيرة وذات كثافة سكانية عالية تعادل حجم بعض الدول العربية ومدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد.
في ظل التهديدات المتبادلة هل تتوقع صداما بين القوات التركية والميليشيات الشيعية في تلعفر؟
لا زال الموقف التركي لا يتعدى التصريحات سواء عبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أو الرئيس رجب طيب أوردغان ولكن على أرض الواقع لا توجد قوة تركية في العراق أو محافظة نينوى مؤهلة لخوض معركة حقيقية فعدد القوات التركية لا يتجاوز ألف مستشار ومقاتل بالقرب من بعشيقة رغم الحشد والتعزيزات العسكرية على الحدود مع العراق وتحديدا في بلدة (سلوبي) الحدودية موخراً.
ومع ذلك أستبعد احتمال المواجهة العسكرية بين طرفين حليفين للولايات المتحدة في إطار مكافحة الاٍرهاب.
ما صحة أن مشاركة القوات الأمريكية في معارك الموصل تراجعت بنسبة كبيرة؟ ولماذا عرض الحشد الشعبي على الروس المشاركة؟
تصريحات الحشد غير مسؤولة وهم ميليشات متعددة همهم إرضاء داعميهم في طهران وقائدهم قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني الموجود بالعراق الآن، لذلك الدعوة للروس للمشاركة غير واقعية في ظل سياسة تقاسم النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة في العراق وسوريا.
والأمريكان يقدمون دعما جويا وعسكريا مستمرا وفي بعض المعارك يقاتلون إلى جانب القوات العراقية براً.
كيف هي أوضاع النازحين عن الموصل ؟
مع الأيام الأولى لبداية معركة الموصل وأثناء تقدم القوات الحكومية إلى القرى والنواحي القريبة من المدينة نزح أكثر من ٣١ ألف إنسان والآن يعانون من أوضاع إنسانية صعبة جدا فهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل نقص حاد جدا في الغذاء والدواء وعدم توفر ماء الشرب الصالح وفشل الحكومة في توفير أبسط مستلزمات الحياة.
كل هذا رغم تحذير الأمم المتحدة من موجة نزوح أكثر من مليون إنسان معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ لذلك نستطيع القول بأننا أمام أكبر كارثة إنسانية في هذه السنة .
رجال الطريقة النقشبندية هددوا الميليشيات الشيعية من دخول الموصل .. فما هي قوتهم؟
بالفعل نشرت مواقع تابعة لرجال الطريقة النقشبندية تهديدات بمحاربة كل الميليشات الإيرانية والمسمى بالحشد الشعبي التابعة لإيران والمعروفة باجرامها وقتلها للمواطنين لأسباب مذهبية ولكن من الناحية العملية فإن عناصر (رجال الطريقة النقشبندية) لا يمتلكون الأرض وليس لهم تواجد في منطقة معروفة فعلياً فهم لا يتمسكون عسكريا بأرض محددة داخل العراق رغم شعبيتهم الكبيرة في المناطق الغربية وخاصة في مدينة الموصل وهم القوة الوحيدة التي لا تتلقى دعما دوليا.
هل صحيح أنهم من مكنوا داعش من السيطرة على الموصل؟
هذا أمر غير صحيح فهناك اختلاف أيدلوجي بين رجال الطريقة النقشبندية وتنظيم الدولة ولكن انفتاح حزب البعث في السنوات الأخيرة وهو الممثل السياسي لرجال الطريقة النقشبندية وإرادته في تحرير العراق من النفوذ الإيراني جعله يتسرع في إعلانه تحالفه مع التنظيم وضمه ضمن فصائل المقاومة العراقية وسرعان مع أوضح موقفه لاحقا عبر بيانات ممثله ( عزة الدوري ) وإعلان براءته من التنظيم وافعاله بحق العراقيين .
كما أن تنظيم داعش أعدم العديد من قيادات حزب البعث ورجال الطريقة النقشبندية أبرزهم سيف الدين المشهداني وفاضل المشهداني وخيرة ضباط وقادة الجيش العراقي السابق.
هل بدأ داعش في حرق آبار النفط في الموصل كما يتردد ؟ وهل يختفي من العراق بعد المعركة؟
نعم أحرق التنظيم آبارا ناحية القيارة وحقول (نجمة) جنوب الموصل مما سبب تلوثا بيئيا كبير ا.
أما اختفاء التنظيم فهو مرهون بعدة عوامل أهمها تحقيق مصالحة حقيقة بين مكونات الشعب وهذا ما لا يخدم إيران والولايات المتحدة التي تدعم الأحزاب الطائفية حاكمة العراق الجديد .
ما الوضع في كركوك ؟ وما مصيرها بعد نهاية داعش من العراق؟
كركوك عراق مصغر ورغم تمكن الأحزاب الكردية من بسط نفوذها لكن لا يمكن تكبيل إرادة المكونات الأخرى الرئيسيّة مثل العرب السنة والشيعة وكذلك المكون التركماني المدعوم من تركيا.
كركوك ممكن أن تكون مفتاح الحل لكل العراق ويمكن أن تكون قنبلة موقوتة لصراع كبير لاحقا.
الحشد أعلن أنه سيتوجه لسوريا بعد معركة الموصل .. ما جدية هذه التصريحات؟
الحشد كما قولت تواق لإرضاء أسياده في إيران والعراق، وسوريا اليوم منطقة نفوذ إيراني ويجب بسط ذلك النفوذ عبر تلك الميليشات المارقة في ظل دعم دولي تحت مسمى مكافحة الاٍرهاب والحقيقة هي أكبر عمليات تغيير ديمغرافي يشهدها العالم اليوم .
هل عاد أهالي الفلوجة لديارهم؟ وهل صحيح أن المدينة ربما يعاد تقسيمها؟
أهالي الفلوجة يعودون بعد عملية تدقيق أمني صعبة جدا ويعيشون وضع خاص بعدما دمرت الميليشات بيوتهم وحرقت محالهم ونهبت أملاكهم.
ولكن لا يمكن تقسيم الفلوجة لأنها قضاء من مكون واحد وعشائر مترابطة ومساحتها ليست شاسعة جغرافيا رغم مرورها بأوضاع صعبة جدا في الوقت الحالي .
المعركة بين الصدر والحكومة كانت مستعرة ثم خفت وميضها، ثم رأيناه يقف في صف الحكومة ضد تركيا.. هل انتهت الحرب بينهم ؟ أم ماذا حدث ؟
الصدر متذبذب في قراراته وعندما يخرج قليلا عن التوجهات الإيرانية ويظهر ميلا وطنيا ولو ظاهريا فإنه يجابه بتحذيرات إيرانية وفتح ملفات كثيرة وشائكة ضده وضد ميليشاته لكنه في المحصلة لن يخرج عن توجه أحزاب ٢٠٠٣ وارتباطاتها مع إيران وحتى أمريكا بعكس ما يعلن عن الفتور والحرب الكلامية والدليل بأن كل الميليشات التي تقاتل اليوم في العراق تحت غطاء جوي أمريكي.