حوار| سعد الدين ابراهيم: سببان لتراجع شعبية السيسي ...والبرادعي يرى أن أيام الرئيس معدودة

سعد الدين أبراهيم خلال حواره لمصر العربية

بيان البرادعي الأخير، ودعوات التظاهر في 11/11 ومآلاتها، وأثر القرارات الاقتصادية على الوضع السياسي وعلاقتها بشعبية الرئيس عبد  الفتاح السيسي، وإلى أين يقودنا المشهد الحالي.. كلها نقاط حملها حوار "مصر العربية"، مع الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم  الاجتماع السياسي ، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، زاد عليها بالتطرق إلى الانتخابات الرئاسية القادمة .

 

إلى نص الحوار

 

 

كيف تقيم المشهد السياسي الراهن؟

 

الوضع السياسي في حالة سيولة وترقب خاصة في ضوء المستجدات والإعلان عن مظاهرات يوم الجمعة القادم، وبيان الدكتور البرادعي، والتوتر الإقليمي حول مصر سواء في ليبيا أو في سوريا أو التراجع الأخير لدول الخليج، إضافة إلى تعويم الجنيه وموجة ارتفاع الأسعار القادمة، كل هذه المعطيات يجعل الموقف مضطرب ويزيد من علامات الاستفهام حوله.

 

 

وماهي أبرز علامات الاستفهام التي تراها؟

 

 

نستطيع أن نبلورها في أسئلة مثل، هل النظام سوف يستخدم القوة في فض التجمعات الجماهيرية يوم الجامعة القادم؟ أم سيتركها لتأخذ مجراها، هل النظام لديه آليات يستطيع من خلالها امتصاص غضب الشارع بعد التعويم وما صاحبه من قرارت.

 

وفق ما ذكرته، ما هي توقعاتك ليوم 11/11؟

 

لا أتوقع نزول أعداد كبيرة  ، لكن سيكون هناك أعداد لكنها ليست بالكبيرة، لأن الناس رغم غضبها واستيائها من موجة الغلاء  إلا أنها تدرك أن الاستقرار مهم، وأنه ليس في الأمكان أحسن مما هو كائن حاليًا، كما أنهم ينظروا لما يحدث في الدول المجاورة، ويخشون الوقوع في هذا المصير، كل هذه عوامل تدخل في تقنين أو تحجيم ما يمكن أن يحدث يوم 11نوفمبر القادم.

 

 

 كيف تقرأ  دعوات 11 نوفمبر؛ مع الأخذ في الأعتبار تنكر كافة القوى لها؟

 

الدعوات نعم مجهولة لكن بالتأكيد خلفها الإخوان المسلمين،  وتظل بالون اختبار للنظام، ولقوة الحشد والتعبئة  لدى الجماعة، ورغم أن قيادتهم في الخارج أو في السجون؛ إلا أن لها قواعدها وأعضائها وهم ما زالوا موجودين، وبالتالي هناك أختبار لمدى قدرة الصف الثالث والرابع للإخوان، فأي تنظيم عقائدي شمولي يكون فيه حوالي 6 مستويات فان كان هناك مستويين في الخارج والسجن إلا أن هناك أربعة أخرى.

 

 

 

تقييمك لأداء الرئيس السيسي، وهل هناك تراجع في شعبيته؟

 

شعبية السيسي بالطبع تتناقص نتيجة عاملين؛ أولهما أن الوعود والأمال الكبرى التى كانت لدى قطاعات كبيرة لدى الشعب المصري تبخرت، وحدث لهم تحول من توقعات عالية إلى إحباطات عالية، العامل الثاني أن السيسي لم يصارح الشعب المصري بما فيه الكفاية، فمعظم المشاريع التى وعد بها حينما أتى إلى السلطة ثمرتها لن تظهر إلا بعد أربع أو 5 سنين، فالمصارحة الحقيقية كان من شأنها أن تقلل من حجم الإحباط الموجود في الشارع حاليا.

 

 

على ذكر المصارحة، كيف تقيم الخطاب السياسي الموجه للشعب من قبل الدولة؟

 

 

الخطاب الوجداني وتسبيل العينين كان مؤثرا في السنة الأولى، والكلام المعسول من نوع لو أقدر أبيع نفسي كنت أبيع نفسي إلى آخر هذه التصريحات أصبح لأ يؤتى نفس التأثير الذى كان يؤتيه من قبل. هناك فارق كبير بين شعبية السيسي من عامين والآن فهي بالكاد حاليا تصل إلى 52 %.

 

كيف تقيم أداء البرلمان الحالي؟

 

البرلمان أداؤه باهت ورمادي ليس له لون ، فعدد كبير من أعضائه محسوبين على السيسي، والبقية إلا قليلا الحقت نفسها به أيضًا، كما أنه ليس لهذه الأحزاب التي تدعي أنها أحزاب النظام تواجد حقيقي في الشارع المصري، بدليل أني راجل مهتم بالشأن العام، لا أعرف هذه الأحزاب أو من يمثلونهم.

 

 

كيف تفسر الفراغ السياسي في الشارع المصري؟

 

هذا الفراغ نتيجة عدم وجود أحزاب حقيقية لها ظهير شعبي في الشارع السياسي،كما أنه ليس هناك تضييق أمني عليها.. التضييق الأمني، جزء ربما لا يصيب إلا نشطاء حقوق الإنسان.

 

 

 

 

هل تتوقع أن يحدث إنفراجة سياسية على المدى القريب؟

 

أرجو أن يحدث إنفراجة سياسية، خصوصا بعد المشهد الجميل للرئيس السيسي في مؤتمر شرم الشيخ وحوله الشباب، كما أدعوه أن يكون له حزبًا حقيقيا من الشباب كالذي كان حوله في المؤتمر؛ ليكون ظهيره السياسي.

 

تقييمك للوضع الحقوقي في مصر؟

 

أقل مما يجب بكثير، فكوني لا أعرف رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، وانا أول المهتمين بهذا الشأن ليس في مصر بل فى العالم العربي، يدل على رمادية البرلمان، فمن يضع ضابط شرطة على رأس لجنة حقوق الإنسان في مجلس نواب يقول أن قرون الاستشعار لديه شبه ميته أو ماتت.

 

فالآن يتم تصنيفنا في مصاف دول كسوريا وكوريا الشمالية وإيران، وهذا الوضع يجلب علينا إنتقادات المؤسسات الحقوقية الدولية، وقد كان من الجيد ما أقدم عليه الرئيس السيسي بعمل لجان للنظر في شأن المحبوسين احياطيا أو المعتقلين بدون محاكمات.

 

 

ما هو تقييمك لأداء المؤتمر الوطني للشباب بشرم الشيخ؟

 

الوقت ما زال مبكرًا للحكم على تجربة شرم الشيخ، إنما كل ما رآيناه إلى الآن يعتبر في رأيي علامات واعدة، فالشباب يناقش، ويضع الخطط وأجندات التحديات للحاضر والمستقبل، أيضًا صورة الرئيس السيسي جالسًا في مقاعد المشاهدين، لها معانى رمزية عديدة؛ أهمها يقول أن الأمور تتغير في مصر، وأن حاجز الخوف الذي كان موجودا على مدار التاريخ من السلطه كُسر ولم يعد كما كان في السابق.

 

 

 

5 سنوات من الحرب على الإرهاب ولا يزال المشهد ضبابيا؟

 

كتبت كثيرًا عن هذا الأمر منذ الـ30 من يونيه، وقلت أننا دخلنا مرحلة جديدة سيلجأ فيها الإخوان المسلمين إلى حرب استنزاف طويلة المدى، وقد اقترحت مصالحة وطنية، أي تتصالح كل القوى السياسية ونعالج كل الأطراف.

 

والمصالحة تعنى المصالحة مع الإخوان المسلمين أما الاطراف فتعنى المناطق الجغرافية، سيناء والنوبة، ومطروح والواحات، كل هذه الأطراف الرئيسية اذا لم تشعر أنها جزء من الجسم المصري ستظل معرضة للاختراق بواسطة أعداء النظام، أو أعداء الاستقرار وهذا ما يحدث في سيناء، فكل يوم يموت ما يقارب من 5 أفراد إلى 10 وهذا استزاف شديد الخطورة .

 

وإلى ماذا تقودنا المؤشرات  التي تتحدث عنها ؟

 

السيسي رئيسا لفترة واحدة إذا لم تظهر ثمرات المشاريع التي بشرَّ بها، فالآن المؤسسة العسكرية تعتبر القاعدة الحقيقيه له، فقاعدته في الشارع تتآكل إنما من يقف وراءه إلى الآن المؤسسة العسكرية، وهي إذا رأت  أن شعبية السيسي مستمرة في التأكل فربما لن  يستمر ذلك كثيرا  ويأتي أخر .

 

 

إذا مسألة البديل المدني لن يكون مطروحًا  في الانتحابات الرئاسية القادمة؟

 

البديل المدني لا غنى عنه،  لكن لا أتوقع  تحقيقه إلا بعد أربع سنوات أُخرى، وهذا يرجع في الأساس إلى أن الوجوه المدنية المعروفة أو التي تطرح نفسها أُحرقت كحمدين والبرادعي وغيرهما.

 

كيف قرأت بيان الدكتور البرادعي الأخير ، ولماذا في هذا التوقيت؟

 

وفق قراءتي له وللمشهد، البرادعي شعرَّ بأن أيام النظام باتت معدودات، فأراد أن يذكر الناس أنه ما زال موجودا وأنه في الخدمة، أيضًا يحاول غسيل ما أصاب سمعته من رتوشٍ؛ جرَّأَ موقفه بعد ثورة 30 يونيه.

 

هل تتوقع أن يكون له دورا في المستقبل؟

 

أعتقد أن البرادعي له دورًا إذا أتى بخطاب مقنع للمصريين، لكن وفقًا لردود الفعل نحوه بعد البيان التي أنقسمت لشقين أما إنتقادًا أو تجاهل، يجعل الموقف صعب بالنسبة له.

 

 

إلى أين يقودنا المشهد الحالي؟

 

يتوقف هذا على استجابة النظام ومدى إدراكه للمتغيرات من حولنا، خاصة بعد القرارات الاقتصادية والتعويم. أيضًا على نتائج 11 نوفمبر القادم وكون أنها مجهولة المصدر، إلا أن في حالة نجاحها الجميع سيشارك فيها ويدعى أنه يؤيدها مثلما فعل الإخوان في يناير عندما سارعوا في المشاركة وركبوا الموجة واختطفوا الثورة.

 

تقييمك لأداء السياسية الخارجية؟

 

إلى الآن هى أنجح ملف للنظام، لأنه لأول مرة منذ سنوات طويلة مصر على وفاق مع كل القوى العظمى، نعم هناك تراجع لدول الخليج، وهذا لأنها لديها هاجس المشروع الإيراني، والنظام الحالي لا يشاركها في هذا الهاجس، بدليل التصويت في مجلس الأمن ضد رغبة السعودية، التي تعتبر الحليف الرئيسي لنا في الخليج.

 

نعم إيران ترحب بأي تقارب، لكن مصر هي المترددة حتى لا تغضب الشركاء العرب الذين يقومون بدعم نظام الرئيس السيسي.

مقالات متعلقة