كشف استطلاع جديد للرأي أجراه «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» أن قرابة نسبة الضعف من الإسرائيليين يفضلون هيلاري كلينتون رئيسةً للولايات المتحدة الأمريكية عن دونالد ترامب – منافسها الجمهوري -، ما يدحض المزاعم التي تشير إلى أن مرشحي الحزب الجمهوري يحظون بمزيد من التأييد لدى الإسرائيليين عن نظرائهم الديمقراطيين.
وبحسب ما ذكرته شبكة (سي إن إن) الأمريكية، فإن 42% من الإسرائيليين صرحوا بأنهم يفضلون انتخاب كلينتون فيما صرحت نسبة 24% منهم بأنهم يفضلون انتخاب ترامب. فيما قالت نسبة 13% إن المرشحَيْن سواءٌ من وجهة نظرهم كإسرائيليين.
وتوضح نتائج استطلاع الرأي تغيرًا عن الدورات الانتخابية الأخيرة التي كان يفضل الإسرائيليون فيها مرشحي الحزب الجمهوري. في حقيقة الأمر، فإن الإسرائيليين لم يفضلوا وجود أي ديمقراطي داخل البيت الأبيض منذ عام 2000م، بحسب الكاتب الصحفي الإسرائيلي شموئيل روزنيز.
رونيز الذي استطرد قائلًا: «إن اسم كلينتون يُعد بمثابة السلعة المعروفة داخل إسرائيل، فبيل كلينتون حتى يومنا هذا ووفقًا لعدد من استطلاعات الرأي، يُعد بالنسبة للإسرائيليين أكثر الرؤساء الأمريكيين وُدًا تجاه إسرائيل، لذا فإن المصوتين يقولون اسم كلينتون ويبدو الأمر مألوفًا هكذا، هم يفترضون أنه إذا كان بيل كلينتون رئيسًا ودودًا تجاه إسرائيل، فينبغي أن تكون زوجته على نفس النهج».
وشمل استطلاع الرأي عربَ إسرائيل؛ وكانت نسبة مؤيدي ترامب بينهم أقل بكثير من نسبة مؤيديه بين اليهود الإسرائيليين، حيث إن نسبة 11% فقط من عرب إسرائيل يؤيدون انتخاب ترامب مقارنة بنسبة 27% من اليهود الإسرائيليين الذين يؤيدون انتخابه رئيسًا.
وأوضحت (سي إن إن) أن ترامب لديه مشكلات في استقطاب المصوتين اليهود داخل الولايات المتحدة لا سيما بعد كتابته عدة تدوينات معادية للسامية، فضلًا عن الدعم الذي يحظى به ترامب من الرئيس السابق لمنظمات «كو كلوكس كلان» المعادية للسامية والحزب النازي الأمريكي.
ونوهت الشبكة إلى تقرير، صدر خلال الأسبوع الجاري من قبل رابطة معاداة التشهير (منظمة يهودية غير حكومية)، يشير إلى أنه تم توجيه 20 ألف تدوينة معادية للسامية لأكثر من 800 صحفي منذ بداية الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، في كثير من الأحيان حملت الآراء النقدية لهؤلاء الصحفيين عن المرشح الجمهوري ترامب.
وأوضح روزنير أن التنبؤ عامل رئيسي للأسباب التي يفضل من أجلها الإسرائيليون كلينتون ويُعد أيضا الصفة الأساسية لمرشحي الرئاسة الأمريكية، بمعنى أن الإسرائيليين يفضلون معرفة أن الرئيس المقبل سيتبع التيار السائد والسياسات الودية تجاه إسرائيل داخل الولايات المتحدة.
وتابع الكاتب الصحفي الإسرائيلي: «وفي حالة ترامب، فالإسرائيليون لا يرونه رئيسا مستقبليا يمكن التنبؤ بسياساته تجاههم، بمعنى أنه شخص لا يمكنهم التأكد أنه سيكون ودودًا تجاه إسرائيل شأنه شأن رؤساء سابقين، وفي مسألة الاختيار بين الموثوقية والفرص المتاحة، فسيختار الإسرائيليون الموثوقية»
ويفضل الإسرائيليون كلينتون على الرغم من أنهم يعتقدون أنها ستضع مزيدًا من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، بحسب استطلاع الرأي.
فعند سؤال الإسرائيليين خلال الاستطلاع عن أي من المرشحين سيضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، كانت إجابات 57% منهم هي كلينتون فيما كانت إجابات 7% منهم تشير لترامب.
تمار هيرمان الباحثة الإسرائيلية بالمعهد الإسرائيلي للديمقراطية ومديرة مركز جوتمان لاستطلاع الرأي وأبحاث السياسة قالت: «إن التخمين/التنبؤ بأن كلينتون ستفرض ضغوطًا على إسرائيل يمكن تفسيره بطريقتين: الأولى إيجابية من الاتجاهات اليسارية والوسطية لهؤلاء الذين يرغبون في وضع الضغوط على إسرائيل، أما الطريقة الثانية فمن الاتجاهات اليمنية ممن يخشون تلك الضغوط.»
ويعود روزنير للحديث قائلا: «هناك القليل من الإسرائيليين الذين لا يدعمون السياسات الحالية للحكومة وبالنسبة لهم، فإن الضغط الأمريكي على الحكومة لا يبدو فكرة مفزعة. أما بالنسبة للذين انتخبوا ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فهم – على الرغم من ذلك – يفضلون المسار المعروف بفرض بعض الضغوط على إسرائيل بدلا من المسار المجهول لترامب»
ولدى إسرائيل قرابة 200 ألف مواطن يحق لهم التصويت في الانتخابات الأمريكية، بحسب منظمة «آي فووت إسرائيل» غير الحزبية، والتي تقوم بتسجيل بيانات الإسرائيليين الأمريكيين في الانتخابات.
جدير بالذكر أن استطلاع الرأي، الذي أُجري في الفترة ما بين 5 و 9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شارك به 600 ألف من الإسرائيليين والعرب الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة. ولم يميز استطلاع الرأي بين الإسرائيليين، الذين لا يمكنهم التصويت في الانتخابات الأمريكية، وبين الأمريكيين الإسرائيليين الذي يمكنهم التصويت. وكان هامش الخطأ خلال الاستطلاع 4.1%.