أ ف ب: ترامب يختتم حملة استمرت 511 يوماً هزت أمريكا

دونالد ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية

بخمس ولايات في يوم واحد، وخطب أمام حشود متحمسة، اختتم دونالد ترامب مساء الإثنين حملة انتخابية استمرت 511 يوماً هزت الولايات المتحدة، واعداً بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار "أمريكا أولاً"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ومن مزارع النخيل في فلوريدا، إلى جبال نيوهامشير الخضراء، مروراً بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وانتهاءً بمتشيجن، قطع المرشح الجمهوري آلاف الكيلومترات لاختتام حملة شهدت حدة غير مسبوقة في الخطابة. ولدى مؤيديه الذين يشعرون بأن النظام نسيهم أمل كبير، فترامب يتوجه قبل كل شيء إلى أميركا البيضاء والتقليدية التي تشعر بالقلق من العولمة. مؤيدو ترامب

وكان تيد نودجنت الذي كان من نجوم الروك، ومن أشد المدافعين عن حيازة الأسلحة، هو من تولى إثارة حماس القاعة في آخر مهرجان في غراند رابيدس في ميشيغن مساء الإثنين، لكنه لا يقارن بالنجوم الذين أحيوا حملة كلينتون مثل بيونسيه وليدي غاغا وبروس سبرينغستين. وقال مايكل تايسون الذي يبيع دمى تذكارية على هيئة ترامب في رالي في كارولاينا الشمالية، أن "الأمور لا تسير على ما يرام منذ عشرة أعوام في الولايات المتحدة، ونحتاج إلى تغيير"، وأضاف "هناك نوعان من الناس في العالم، وأعتقد أنه من الذين يقومون بإنجاز الأمور". ويسود حذر إن لم يكن كرهاً عميقاً لهيلاري كلينتون بين أنصار ترامب، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة يرفعون صوراً كاريكاتيرية للمرشحة الديموقراطية، وغالباً وهي وراء قضبان سجن وفي بعض الأحيان في وسط هدف. من الشمال إلى الجنوب يرددون "اسجنوها"، عندما يأتي مرشحهم على ذكر فضية رسائلها الإلكترونية. وبين الحشد في مانشستر بولاية نيوهامشير، جاك كيف (18 عاماً) الذي عبر عن إعجابه بالمرشح الجمهوري البالغ من العمر 70 عاماً، قال: "إنه يملك طاقة مدهشة، أعتقد انه إذا هزم فكل ما ساقوم به هو الصلاة، من أجل ألا تكون كلينتون سيئة بالدرجة التي اخشاها". ودونالد ترامب طوال حملته اتهم هيلاري كلينتون بأنها الشخص الأكثر فساداً الذي سعى إلى أن ينتخب رئيساً للولايات المتحدة في التاريخ. وقال: "لا شئ يحدث لها، إنها محمية بالكامل من نظام مزور بالكامل، وأعد بتطهير واشنطن من الطبقة السياسية"، وهذه العبارات الشعبوية كررها في كل اجتماعاته. الثلاثاء الكبير

وقال ترامب للصحفيين في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، في آخر تجمع انتخابي له: "تصوروا ماذا يمكن أن ينجز بلدنا إذا بدأنا نعمل معاً كشعب واحد، له رب واحد ويحيي علماً أمريكياً واحداً". وفي خطاب أمس الإثنين قال ترامب خلال تجمع في ساراسوتا بولاية فلوريدا، أن "عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيداً"، مؤكداً أن منافسته هيلاري كلينتون يحميها نظام فاسد بالكامل. وتابع ترامب في إشارة إلى كلينتون، "لا أفهم لماذا لا يأتي أحد إلى تجمعاتها"، مجدداً هجومه الشخصي عليها. وبعد حملة استمرت أكثر من 18 شهراً، حاول المرشحان في الساعات الأخيرة انتزاع ما يمكن من التأييد في الولايات الأساسية التي تؤثر على نتائج الانتخابات. وتؤكد محطات المرشح ذلك، إذ أن المرشحين متعادلان في كارولاينا الشمالية وفلوريدا، وبتفاؤل أكد أمس الإثنين أنه سيفوز بهاتين الولايتين وبالولايات الديموقراطية تقليدياً. والسبت الماضي وحده، قطع ترامب 7200 كيلومتر على الأقل ثم 4800 كلم الأحد، وأخيرة هذه الرحلة الطويلة أمس الإثنين في خمس ولايات. وقالت الممرضة روكسان كاهيل (52 عاماً) في أحد مهرجانات ترامب أن الكثير من الناخبين لا يجرؤون على التعبير علناً عن تأييدهم له، وقالت: "سيفوز في نيوهامشير وسيكون انتصاراً ساحقاً". وتوقع ترامب أن يكون اليوم الثلاثاء يوماً تاريخياً، أقوى من بريكسيت بثلاث مرات"، في إشارة إلى القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي الذي شكل هزة كبيرة. وبدأ ترامب سعيداً بحماس الحشود وكان يصفق ويشجع أنصاره، لكنه الرجل الذي لم يترشح لأي منصب من قبل أعطى الانطباع بأنه سيواجه صعوبة في مغادرة الساحة السياسية. وقال: "أشعر بسعادة كبيرة لأنني فعلت ذلك، كانت تجربة استثنائية". لا أحد يعرف ما سيكون عليه مستقبله السياسي، إذا هزم في الانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء، كما يتوقع القسم الأكبر من استطلاعات الرأي.

مقالات متعلقة