شتاء سجن العقرب.. الزنازين ثلاجات والملابس صيفية

وقفة ضد انتهاكات سجن العقرب

زنازين خرسانية التصميم، أجُبر المحبوسون داخلها على الجلوس بملابس صيفية، رغم حلول فصل الشتاء، فإدارة سجن العقرب منعت الأهالي من إدخال الملابس الشتوية لذويهم أو الأغطية لهم على مدار ما يقرب من شهر حتى اﻵن.

 

سندس شقيقة عبد الرحمن أبوسريع، حاولت خلال زيارتها السابقة لشقيقها إدخال ملابس شتوية، بعد أن أرسل مع أحد الأهالي في طلبها لشعوره بالبرد داخل الزنزانة.

 

انتظر عبد الرحمن جلسة محاكمته منذ يومين للحصول على هذه الملابس، إلا أن سندس توضح أنه بمجرد وصول المحبوسين للسجن بعد الجلسة تبدأ إجراءات التفتيش وأجبروهم على نزع تلك الملابس.

 

لم تكن تلك هى المحاولة الأولى لإدخال ملابس الشتاء، فعلى مدار شهر حاول الأهالي إدخال الملابس لكن إدارة السجن رفضت دون مبرر، حسب حديث سندس لـ"مصر العربية"، موضحة أن إدارة السجن قد تستمرفي رفض إدخال الملابس الشتوية، حتى انتهاء الشتاء مع استمرار الضغط من الأهالي لكن في النهاية يكون الشتاء انتهى.

 

لم يُسمح للمحبوسين أيضا شراء الملابس الشتوية من "كانتين" السجن وهى عبارة عن ملابس داخلية ثقيلة، فأنواع الملابس الأخرى "بلوفرات- جاكيت" ممنوع داخل العقرب.

 

يُحتجز عبد الرحمن في زنزانة مع 2 آخرين بين أربعة خرسانات، في درجة حرارة أقل من الجو الخارجي نتيجة لتصميم السجن، لا يوجد فرش أو أسرة، فقط "حصيرة"، مثلما تصف شقيقته للنوم عليها.

 

واستنكرت وضع إقامته، "أخويا معندوش حاجة لما يحس ببرد يلبسها، دلوقتي مش لابس إلا بدلة السجن "قماش زي الشوال" ولسه ما دخلش ليهم بطاطين ولا هدوم شتوي والهدوم اللي بناخدها في الزيارات بيرجعوها لنا تاني، والوينج اللي فيه أخويا بالذات السنة اللي فاتت كانوا بيدوهم البطانية بعد العشاء وبياخدوها منهم الفجر" .

 

وتابعت: "مش هنعرف ندخل الزيارة إلا بعد شهر، هو قاعد في زنزانته دلوقتي بردان".  

هذه ليست السنة الأولى التي يعاني فيها المحبوسين بسجن العقرب من رفض إدارته إدخال الملابس، فوالدة عبد الرحمن كمال، المحبوس في قضية "أجناد الأرض"، قالت إن العام الماضي مُنع عنهم كل شئ، ووصل الأمر لمنع الطعام، سُمح فقط بدخول وجبة واحدة بكمية قد لا تكفي قطاً، معلقة: "العام الماضي حاولت إدخال سمكة مشوية، قطع منها الرأس لإدخاله وأعٌيد الباقي لي".

 

وأكدت أن نجلها قضي العام الماضي دون ملابس شتوية، ببدلة السجن الصيفية خاصة بعد إغلاق الزيارات لفترات كبيرة العام الماضي لم يكن الأهالي على علم بما يدور مع ذويهم.

 

أغلقت الزيارة العام الماضي في بداية ديسمبر، وأصبح واجبا عليهم مواجهة برد ديسمبر ويناير ببدلة ميري صيفية فقط، في زنازين عبارة عن ثلاجات، قد يتكرر هذا العام، هكذا أوضحت والدة عبد الرحمن، فهي نتنظر زيارتها في 22 نوفمبر الجاري لتخوض محاولة أخرى لإدخال الملابس.

 

"بطانية واحدة"، كانت بحوزة الزنزانة التي وُضع فيها عبد الرحمن مع 2 آخرين، كانت تمر عليهم بالتبادل، فكل منهم يمكنه الاحتماء بها من البرد لفترة معينة وينقلها لزميله بعدها، بحسب شهادتها.

 

لا يملك المحبوسين في العقرب إلا مصاطب خرسانية منخفضة للنوم عليها، فطبقا لتقرير هيومن رايتس ووتش المنشور في نهاية سبتمبر 2016، فإن السجن لا يوجد به أسرة، ولم ينام السجناء على أفرشة من قبل، يعتمدون على بطانيتين توفرها لهم سلطة السجن أو يستخدمون صناديق كرتونية مطوية، في حالات مصادرة إدارة السجن للبطاطين في حالات التجريد للزنازين.

 

مقالات متعلقة