بعد صور سجن المرج الفندقية..ماذا تعرف عن طعام السجون ؟

جولة تفقدية بسجن المرج

 

"طعام في أواني جديدة، جيد الطهي، يقدم بعضه بطريقة فندقية، من قبل نزلاء السجن يرتدي كلاً منهم كمامات وقفازات واقية في يده" هذ المشهد نقلته عدد  من وسائل الإعلام عبر عدد  من الصور  نُشرت اليوم لجولة تفقدية لمساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات العامة بسجن المرج.

 

جاءت تلك الصورة وسط شكاوي من أوضاع السجون من قبل الأهالي والمحبوسين، رصدت "مصر العربية"، روايات الأهالي حول وضع السجون والطعام المقدم داخلها.

 

فانتازيا الصورة

ناجي كامل،عضو ائتلاف ثورة 25 يناير ، تعرض للحبس أكثر من مرة في 3 سجون مختلفة وهي  أبو زعبل، وطرة، وسجن الجيزة المركزي"، يؤكد أن الصورة المنقولة اليوم ليست حقيقية، يصفها بـ"الفانتازيا"، فالوضع مختلف تماماً، السجون ليس بها رعاية صحية، أو طعام يُقدم بتلك الطريقة، بحد قوله.

 

سجن الجيزة المركزي، الذي احتجز به ناجي، أنشئ في يناير 2015، ليكون مكان "لتخزين السجناء"، يتكون من 30 عنبرا  ومبني إداري لا يوجد به مطبخ من الأساس لتقديم الطعام، ما قُدم لهم بداخله كان قطعة من الجبنه ورغيف خبز، أو بيضة تكون فاسدة في أغلب الأوقات.

 

يختلف الوضع داخل سجن أبو زعبل، فوفقا لناجي، كان الطعام مرة واحدة في اليوم عبارة عن "جردلين"  أحدهم يحمل خضارا  يتكون من باذنجان قطعت كل واحدة منهم قطعتين ووضعت للطهو، معلقا :"رائحته قد تتسبب في فقدان أحدهم للوعي"، والجردل الأخر من الأرز "معجن"، مشيراً إلى أن "الكمامات" التي ارتداها الطباخ في صور سجن المرج لم تكن متوفرة من الأساس للأطباء في السجون.

 

لائحة تنظيم السجون في 36 مادة منه حددت صلاحيات ومسئوليات طبيب السجن بمراقبة الأغذية والملابس والمفروشات المخصصة للمسجونيين، وفي المادة 22 حددت اللائحة حق السجناء في الحصول على وجبة غذائية متكاملة، ولابد أن يكون الطعام جيد الإعداد والتقديم، وتوفر المياه الصالحة للشرب،  إلا أن وفقا لشهادة ناجي لا يخضع الطعام لأي نوع من الرقابة وكذلك الرعاية الصحية في السجن، فحالات التسمم والإصابة بالأمراض نتيجة الطعام شهدها ناجي أكثر من مرة.

 

خاض ناجي تجربة مع الرعاية الصحية في السجن لمدة 4 أيام بسجن الجيزة دون خضوعه للعلاج وبعد تدهور صحته انتظر عربة ترحيلات لنقله للمستشفي أمام السجن ساعتين وفي النهاية حصل على حقنة مسكنة، ومن أعطاه العلاج طبيب مسجون في الزنزانة.

 

"50سمx180سم" هي المساحة المتاحة للمسجون أو ما يطلق عليه "شبر وقبضة" لا يملك غيرها نتيجة التكدس مما يعني أن من يصاب بمرض ينقله لغيره على الفور، بحسب ناجي، وهو ما حدث في حالات الإصابة بالجرب في الصيف.

 

حالات الإهمال الطبي التي شهدها ناجي لا تحصي، كان أبرزها السجين المصاب بورم في الكلي بحجم رأس الإنسان، لا يستطيع الحركة أو النوم إلا على جانب واحد، يرفض السجن نقله للعلاج أو المستشفي بحجة حصوله على حكم بالإعدام ولا مفر من الموت، بحد تعبيرهم.

 

المياه في السجون غير متوفرة، هكذا يؤكد ناجي، ففي سجن أبو زعبل لم يكن يروها إلا ربع ساعة في اليوم، وليس لديهم ما يمكنهم فيه تخزين المياه، متسائلا :"الاف الأسر عاشت معاناة السجون، هذه الصورة موجهة لمن، لدينا من الحكايات ما يكفي، فنحن وضعنا في بدروم بمعسكر الأمن المركزي تخرج أرضه المياه علينا فأصبنا بالتهاب رئوي جميعا ولم يكن لدينا "حصيرة أو كرتونة" للنوم عليها".

 

"ما يحدث مع الجنائيين أسوء بمراحل، ففي سجن طنطا يٌجبروا على الدخول لغرفة لتناول الأرز بالصابون لإفراغ ما في معدتهم بعد كل جلسة"، يتابع ناجي حديثه، واصفا الصورة بـ"المستفزة".

 

طعام محترق

لدي أبرار علي، زوجة بدر الجمل، رواية أخري، من سجن برج العرب، تؤكد فيها أنه لا يتناول الطعام المقدم في السجن ويعتمد فقط على ما يحصل عليه من الزيارة، معللة الأمر بـ"الطعام إما غير مطهو أو محترق".

 

تشير إلى أنه عندما نشرت الصور لسجن برج العرب في مارس الماضي ظهر فيها كسجن فندقي هو الأخر طبعت الصور لتريها لزوجها في الزيارة، وهو ما أصابه بالضحك مؤكدا لها أنهم لم يروا هذا الوضع نهائياً داخل السجن، ما قد يدفعهم لتناول طعام السجن جبراً هو إغلاق الزيارات في أيام العطلات وليس لديهم طعام لتناوله.

 

رأس سمكة

إيمان فتحي، والدة عبد الرحمن كمال المحبوس بسجن العقرب، تؤكد أن الطعام الذي يتناولونه ما يحضره الأهالي معهم، ويُمنع أكثر من نصفه، موضحة أنه في زيارة وضعت سمكة لنجلها فقطع الرأس منها لإدخالها له، واعيد لها الباقي، معلقة :"الطعام لا يكفي حاجة قطة".

 

وفقا لشهادات وثقتها المبادرة عن سجن العقرب، فأن أهالي المحبوسين يعتمدوا على نظام "الطبلية" حيث تقوم عائلة كل سجين فى الزنزانة بتحضير وجبة تكفي عدد السجناء فى الزنزانة الواحدة وهكذا يصبح لدى السجناء طعام يكفيهم. وعند منع الزيارات، فإن هذا يعني أنه لا فرصة للسجناء في الحصول على طعام إلا عن طريق طعام السجن - والذى أشار الجميع إلى تردي حالته وإلى قلة كميته أيضًا - أو شراء طعام من كانتين السجن.

 

فتقول أحدهم:" الأكل وحش، في رمضان كانوا بيدخوا السحور والفطار مع بعض وقت الظهيرة، الأكل كان بيحمض، وفي أول يوم عيد وزع عليهم بيضة واحدة كفطار"، لا يشكو نجلها من أمراض ولكن يشكو من نقص الطعام، تصف الامر بالتجويع.

 

ما يستطيع الأهالي إدخاله عبارة عن معلقتين أرز وقطعة لحم صغيرة جداً وممنوع دخول البطاطس، يوضع الطعام على بعضه في كيس بلاستيكي ويقدم للمسجون.

 

 

 

مقالات متعلقة