قال جيش النظام السورى إنه استعاد منطقة استراتيجية فى حلب أمس الثلاثاء، فيما قد يمثل أهم تقدم تحرزه دمشق وحلفاؤها منذ أسابيع فى المدينة المقسمة بينما قالت المعارضة إن المعركة ما زالت مستمرة.
وتقع منطقة مشروع 1070 شقة على المشارف الجنوبية الغربية لحلب وعلى امتداد الممر الحكومى إلى الأجزاء التى تسيطر عليها فى المدينة.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن قوات الحكومة وحلفاءها سيطرت تماما على المنطقة واصفا ذلك بأنه أهم مكسب للحكومة فى حلب منذ سبتمبر.
وقال مصدر بالجيش السورى إن الجيش والقوات المتحالفة معه بسطوا سيطرتهم الكاملة على المنطقة والتلال المحيطة بها. وكانت هناك محاولات متكررة لطرد المعارضة من هذه المنطقة منذ فصل الصيف.
وقالت وحدة الإعلام الحربى التابعة لحزب الله اللبنانى المتحالف مع دمشق إن الجيش السورى وحلفاءه سيطروا تماما على المنطقة.
لكن مسؤولين فى جماعتين من جماعات المعارضة التى تقاتل فى حلب قالا إن مقاتلى المعارضة ما زالوا يحاولون القتال مرة أخرى.
وقال زكريا ملاحفجى رئيس المكتب السياسى لتجمع (فاستقم)، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة حول منطقة 1070 لكنه أكد أن الجيش سيطر على المنطقة. وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسى لجماعة نور الدين الزنكى إن مقاتلى المعارضة استعادوا مواقع كانوا خسروها يوم الاثنين.
وشنت قوات الحكومة السورية مدعومة بمقاتلين متحالفين معها وبدعم جوى روسى هجوما كبيرا على شرق حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة فى سبتمبر بعد محاصرة المنطقة التى تقول الأمم المتحدة إن 275 ألف شخص يقيمون بها.
وشنت المعارضة المسلحة هجوما مضادا فى 29 أكتوبر بهدف كسر الحصار مستهدفة الأحياء الغربية فى حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة فى هجوم شاركت فيه جماعات للمتشددين ومسلحون يقاتلون تحت لواء الجيش السورى الحر. ولكن تقدمهم تباطأ بعد تحقيق مكاسب مبكرة.
وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الجيش تقدم فى منيان التى سيطر عليها المسلحون فى بدء حملتهم.
وقال المرصد إن الجيش وحلفاءه سيطروا بالكامل على منيان بعد ضربات جوية عنيفة. ويعنى استعادة الحكومة السيطرة على منيان تقليص بعض المكاسب التى حققتها المعارضة المسلحة خلال هجومها.
لكن ملاحفجى نفى وجود أى اشتباكات داخل القرية وقال إن منيان لا تزال فى أيدى المعارضة المسلحة.
وتقول روسيا إن سلاحها الجوى ملتزم بوقف الضربات الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة فى شرق حلب منذ 18 أكتوبر.
وقال المرصد وعمال طوارئ فى شرق حلب إن الضربات الجوية المكثفة قتلت المئات وأصابت مستشفيات ومنشآت مدنية أخرى قبل ذلك.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر بوزارة الدفاع الروسية قوله أمس الثلاثاء إن بلاده تستعد لاستئناف الضربات الجوية حول حلب "خلال الساعات المقبلة".
وأبدى مسؤول أمريكى رفيع رد فعل قويا إذ قال إن بلاده تسعى على الدوام لعدم تصعيد العنف لكن موسكو تستعرض عضلاتها دعما للأسد.
وأضاف المسؤول الذى طلب عدم الإفصاح عن هويته "التصعيد سيزيد من صعوبة تسوية الحرب الأهلية الوحشية فى سوريا وسيلقى المزيد من الشك على التزام روسيا بالتوصل إلى حل سياسي."
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضى إن قصف المعارضة لمناطق من حلب تسيطر عليها القوات الحكومية أودى بحياة العشرات.