لم يكن فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية بالأمر الجيد للفلسطينيين، فأمريكا التي لا تعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، قد تكون على موعد للاعتراف بعد تتويج الرئيس الجديد.
فترامب الذي فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية أعلن أثناء دعايته الانتخابية عزمه بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين.
مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات علق على تصريحات ترامب بقوله: "تمثل تصريحاته احتقارًا للقانون الدولي وللسياسة الخارجية الأمريكية".
وعد دائم
يبدو أن مسألة نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس وعدا دائمًا لرؤساء أمريكا أثناء خوضهم الانتخابات الرئاسية، إلا أن الوعد لم يستطع أيا من الرؤساء السابقين تحقيقه.
جورج بوش الابن قال في عام 1999: "في يومي الأول في المكتب البيضاوي، سأنقل السفارة الأمريكية إلى القدس". وقال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إنه يدرس نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حتى إنّ "لدينا قطعة أرض جاهزة لذلك". وفي عام 1984 قال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان: "ربّما أدرس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس". وشرع مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1995، قانونًا يجيز نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ونص القانون على أن سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ستُنقَل إلى القدس في موعدٍ لا يتأخر عن 31 أيار 1999، وهو ما لم يحدث.
وفي حين وعد ترامب بالأمر ذاته، قالت هيلاري كلينتون أثناء حملتها الانتخابية إنها ستنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وأعلن السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال في وقت سابق إن هناك ما يزيد عن20 رئيسًا، مرشحًا، ومسؤولًا في مجلس الشيوخ وعودا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مشيرا إلى أن ترامب لم يكن الأول.
مطالب إسرائيلية
وعقب إعلان فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، طالب مسئولان إسرائيليان الرئيس الأمريكي الجديد بتنفيذ وعده الفائز ونقل سفارة بلاده إلى القدس.
ودعت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوتوبيلي، ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأردفت قائلة: "أهنئ رئيس الولايات المتحدة الجديد دونالد ترامب، ونتوقع تنفيذ الوعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لأنها ستكون خطوة تاريخية مهمة".
كما طالب رئيس البلدية الإسرائيلية في مدينة القدس نير بركات، دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال في تصريح صحفي: " لقد كنت صديقًا متفانيًا للقدس، عاصمة دولة إسرائيل، وقلب وروح الشعب اليهودي وأنا أشكرك على ذلك، وأنا على ثقة من أنك خلال ولايتك الرئاسية، ستواصل دعم مدينتنا، بتأكيد سيادتها، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
ترامب وإسرائيل
وقبل أيام نشر مستشارا دونالد ترامب للشؤون الإسرائيلية جايسون غرينبلات وديفيد فريدمان، بيانا مشتركا تضمن توصياتهما بشأن سياسة الولايات المتحدة حيال إسرائيل حال فوز ترامب بالرئاسة. واقترح المستشاران في هذا البيان الذي نشرته مختلف مواقع الصحف الإسرائيلية أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضد كل قرار يطرح في الأمم المتحدة ويتعامل مع إسرائيل بصورة غير عادلة، وأن توقف التمويل الأمريكي لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهو المجلس الذي طالما وجه انتقادات حادة لإسرائيل.
وقال البيان إن الولايات المتحدة ستقف ضد كل محاولة فلسطينية أو أوروبية أو غيرها تهدف إلى فرض تسوية. كما أوصيا ترامب بمعارضة قيام دولة فلسطينية لا تسمح لليهود بأن يكونوا مواطنين متساوين في الحقوق. كما وأوصى الرجلان ترامب بأن يعمل على أن تعترف الولايات المتحدة رسمياً بالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وأن تنقل سفارتها إلى المدينة،كما اقترحا زيادة المساعدة المقدمة إلى إسرائيل. وفي لقاء مع صحيفة "يسرائيل هيوم" قال ترامب إنه فى حال فوزه بالانتخابات الأمريكية المقبلة، فإنه سيتخذ قرارًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؛ للتأكيد على أن المدينة هى عاصمة إسرائيل.