دعت قمة لدول الجوار الليبي واللجنة الإفريقية المعنية بالأزمة، الليبيين، إلى تشكيل حكومة وطنية جديدة، وجيش تحت قيادة موحدة.
جاء ذلك في بيان أصدره الاتحاد الإفريقي، مساء اليوم الأربعاء، في ختام أعمال القمة، التي انطلقت، أمس الثلاثاء، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وشارك في أعمال القمة، دول اللجنة الإفريقية بشأن ليبيا، التي تضم إثيوبيا، موريتانيا، نيجيريا، جنوب إفريقيا، وأوغندا، بالإضافة إلى دول الجوار وهي: السودان، تشاد، النيجر، تونس، مصر، والجزائر.
وبحسب البيان، دعا القادة الأفارقة إلى تحقيق الوفاق بين البرلمان الليبي المنعقد في طبرق (شرقي البلاد) ومجلس الرئاسة المنبثق عن اتفاق الصخيرات بالمغرب، الموقع نهاية العام الماضي، من أجل تعيين مجلس شامل جديد وتشكيل حكومة وطنية في أقرب وقت ممكن.
وحثت القمة على تشكيل جيش وطني تحت قيادة واحدة وصياغة دستور جديد للبلاد والحفاظ على سلامة ووحدة ليبيا.
وذكر البيان أن القادة الأفارقة عبروا عن قلقهم حول الوضع الإنساني والأمني والسياسي السائد في ليبيا سبب استمرار الاقتتال الداخلي، ما أدى إلى فرض تحديات كبيرة أمام الحفاظ على سلطة الدولة في جميع أنحاء البلاد.
وعبرت القمة عن ارتياحها للمكاسب التي حققتها قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية بعد نجاحها في استعادة السيطرة على مدينتي سرت وبنغازي (شرقي)، وأجزاء أخرى من الأراضي الليبية ودحر الإرهابيين وتنظيم "داعش".
وحث الرؤساء، وفق البيان، جميع الليبيين على مواصلة القضاء على كافة أشكال الإرهاب والتطرف وإنهاء التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لليبيا التي ساهمت في الصراع وتقويض عملية السلام .
وأطلقت حكومة الوفاق الوطني عملية عسكرية أسمتها "البنيان المرصوص" في مايو/أيار 2016، للقضاء على المعقل الرئيسي لداعش في سرت.
ومع حلول أوائل سبتمبر الماضي، تمكنت القوات الليبية من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت، بينما انسحب مسلحو التنظيم إلى مساحة محدودة للغاية.
وانطلقت بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، أمس الثلاثاء، أعمال قمة دول جوار ليبيا واللجنة الإفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا التي تعاني انقساماً سياسياً.
وشارك بالقمة رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي "دلاميني زوما"، ورؤساء ست دول هم السوداني عمر البشير، والجنوب إفريقي جاكوب زوما، والكونغولي دينيس ساسو نغيسو، والأوغندي يوري موسي فيني، والنيجري محمدو إيسوفو، إضافة إلى الرئيس التشادي رئيس الاتحاد الإفريقي "إدريس دبي".
كما حضرها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، ووزراء خارجية كل من مصر سامح شكري، وموريتانيا أسيلكو ولد أزيديه، وشاركت الجزائر بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، ومثل ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني.
ومؤخراً نشط دور الاتحاد الإفريقي ودول جوار ليبيا لإيجاد مخرج للأزمة في ذلك البلد حيث عين الاتحاد مبعوثًا خاصًا له في 31 يناير الماضي.
وفي السابق كانت تتولى ملف ليبيا مجموعة الاتصال الدولي التي تضم 16 دولة أوروبية وعربية، إلى جانب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي والفوضى الأمنية.
وسعت الأمم المتحدة إلى إنهاء هذا الانقسام عبر حوار ليبي جرى في مدينة الصخيرات المغربية، تمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (الوفاق) باشرت مهامها من طرابلس في مارس الماضي.
إلا أن الحكومة لم تتمكن بعد من السيطرة على كامل البلاد، وتواجه رفضا من بعض القوى، ومن مجلس النواب المنعقد بطبرق، شرقي البلاد.