يتعرض الأطفال في جميع الفئات العمرية للقلق دون سابق إنذار، وعادة ما تظهر أعراض القلق على الأطفال عندما تكون هناك أوضاعا جديدة؛ مثل إدراكهم لألم محتمل، أو عندما يخشى طفلك الانفصال عنك، أو بسبب الزيارات الروتينية للأطباء، أو بسبب الانقطاع العرضي عن المدرسة، أو بسبب تغيرات الروتين اليومي للطفل.
وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة لإعداد طفلك جيدا وفق الأوضاع الجديدة، فإنه قد يواجه القلق بشكل خفيف، أو معتدل، أو أكثر حدة في ظل الظروف التي يمر بها، وتختلف علامات القلق من طفل لآخر، ولكن تشمل الأعراض النمطية تغيرات في مستوى النشاط، أو تفوح رائحة العرق من اليدين أو القدمين، أو وجود آلام في المعدة، أو الشكوى من الصداع.
وهناك أيضا أعراض سلوكية مثل البكاء، وعض الأظافر، وشد الشعر، ولا يهم الوضع الذي أثار قلق طفلك، ولكن هناك استراتيجيات يمكنك استخدامها لمساعدته في التعامل مع القلق.
وذكر الدكتور روبرت مايرز الأستاذ المساعد في الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا، والمتخصص في الاضطرابات السلوكية والعاطفية لدى الأطفال والمراهقين 5 خطوات لعلاج القلق عند الأطفال، وهي:
الخطوة الأولى
لمعالجة القلق عند طفلك يجب مساعدته بلطف على ملاحظة التغيرات التي تحدث له في الجسم والسلوك، فمثلا يجب الإشارة للطفل عن السلوكيات الجديدة، ومعرفة ما إذا لاحظ ذلك أيضا أم لا.
على سبيل المثال، إذا بدأ طفلك في قضم أو عض أظافره عندما يكون عصبيا، فعليك أن تقول له هذه العبارة: "أرى أنك تعض أظافرك الآن.. هل لاحظت ذلك؟".
من خلال معالجة السلوك بطريقة محايدة، يمكنك مساعدته على إيلاء الاهتمام لكيفية استجابة الجسم للإجهاد، وعلى الرغم من أن الآباء قد يكونوا محبطين من سلوك أطفالهم، ولكن يجب الامتناع عن عقاب الطفل الذي قد يسبب له مشاعر الخجل التي قد تعزز السلوكيات المرتبطة بالقلق.
الخطوة الثانية
بعد ذلك، يجب أن توضح لطفلك أن مشاعر القلق أمر طبيعي، وأن الجميع لديه تغييرات في سلوكهم أو مزاجهم عندما يشعرون بالقلق، واشرح لطفلك كيف أن المواقف التي تجعلنا نشعر بعدم الراحة يمكن أن تسبب لنا التوتر والقلق، وأن هذه المشاعر يمكن أن تسبب لنا إصابة نفسية أو جسدية.
اشرح لطفلك أن الناس (بما في ذلك أنت) يشعرون بالتوتر والقلق في بعض الأحيان، وأن آثار هذا الشعور مختلفة عند الجميع. على سبيل المثال يمكنك أن تقول له: "أنا لا أحب التحدث إلى أشخاص، وعندما يحدث ذلك أشعر بالتوتر، ويفوح من يدي وقدمي رائحة العرق".
ساعد طفلك في فهم أن هناك شيء خاطئ يحدث عند الشعور بالقلق، فالجسم يعبر لنا ويخبرنا بأن هناك شيء غير مريح.
الخطوة الثالثة
ساعد طفلك في التعرف على شعور القلق، وساعده على الاسترخاء، ثم تحدث معه طفلك حول السبب الذي جعله يشعر بالقلق، وحاول التخفيف من حدة هذه المخاوف لفظيا إن أمكن.
على سبيل المثال، قد يصبح طفلك مضطربا للغاية في غرفة انتظار الطبيب، لذلك عليك التحدث معه حول مخاوفه لمعرفة ما هي مشكلته الفعلية، وهو الأمر الذي يعطيك الفرصة لتقديم معلومات دقيقة حول ما يمكن توقعه.
إذا استمرت أعراض القلق لدى طفلك، فعليك استخدام بعض التقنيات الأكثر فعالية مع الأطفال مثل تمارين التنفس، والتخيل الموجه بوجود الآباء مطمئنين له.
الخطوة الرابعة
قد يكون من الضروري الابتعاد عن الأوضاع المجهدة، وخاصة إذا دخل طفلك في نوبة غضب أو صراخ، أو ظهرت عليه علامات الذعر، فمن الأفضل إبعاده إلى مكان يشعر فيه بالأمان.
لا تجبر طفلك على فعل شيء ما يسبب له الخوف، فالطفل الذي يخاف من المرتفعات لا يجب أن يجبر على الوقوع على حافة مرتفع طويل، ولا ينبغي أن تقنع الطفل الذي يشعر بالرعب من المهرجين على الوقوف بجوارهم لالتقاط صورة.
لأن الأطفال هم أكثر عرضة لتطوير القلق إلى مرض الرهاب بسبب التدخلات القسرية، وبدلا من ذلك يجب أن تشجع طفلك على اتخاذ خطوات صغيرة للتغلب على القلق الظرفي على مر الزمن.
الخطوة الخامسة
إذا أصبح القلق ملازما لطفلك بحيث حوله إلى شخص غير قادر على المشاركة في الأنشطة المناسبة والضرورية، أو منعه من حياة اجتماعية سليمة، فيجب الاستعانة بطبيب متخصص.
وهنا بعض العلامات التي إذا طرأت على طفلك؛ يجب الاستعانة بالمختصين وهي: رفض الذهاب إلى المدرسة والمشاركة في أنشطتها، وعدم القدرة على الحفاظ على عادات النوم الصحي، وحدوث تغيرات غير طبيعية في الشهية، مثل الشراهة عند تناول الطعام أو رفض تناول الطعام، واستخدام المواد كآلية مساعدة، أو التغييرات التي قد تحدث في الأداء العقلي.
للآباء دور كبير في التأثير على قدرة الطفل في التعامل مع القلق، فمن خلال التوضيح لطفلك حقيقة هذا الشعور وطبيعته، وتوفير تقنيات الاسترخاء، وهو ما يجعل الطفل يكتسب مرونة في مواجهة الأحداث المجهدة في المستقبل.