اجتاحت العالم، أمس الأربعاء، موجات تسونامية عاتية ومتلاطمة من ردود الفعل تسببها فوز المرشح الجمهوري الملياردير، دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي نافسه فيها أول إمرأة تترشح لاعتلاء سدة البيت الأبيض.
وما أن أعلنت النتيجة التي وصفتها الدول الأوروبية بـ "الصدمة" حتى انهمرت دموع المشاهير الأمريكان، وتحشرحت أصواتهم، وعلا الوجوم والحزن وجوههم، أمثال مادونا ومايلي سايروس وليدي جاجا وكاتي بيري وأرينا غراندي.
سايروس وايمي شومير وبابرا سترايسن ذكرن في وقت سابق أنهن سيتركن الولايات المتحدة إذا فاز ترامب.
فيما قال الممثل الأمريكي، كريس إيفانز، إنه شعر بـ "حرج" من أجل بلاده. وأضاف "لقد سمحنا لمروّج الكراهية بقيادة أمتنا".
وتفاعلت "ديلي ميل" البريطانية مع دموع المشاهير، وقالت لهم "احجزوا تذاكركم على الطائرات المتجهة لكندا".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كانت ردود الفعل بين غاضبة جدا وراضية عن فوز ترامب، فالغاضبون وصفوا الأمر بـ "نهاية العالم" فيما قال المؤيدون أن مرحلة جديدة ربما تغير وجه التاريح وتعيد الأمور الدولية إلى نصابها.
المفكر المصري المعروف فهمي هويدي لخص الأمر للأناضول بالقول ""فوز ترامب سيكون صعبًا على الأمريكيين والأوروبيين والعرب، والبداية كانت بانهيار الأسواق العالمية، بما يعني أن هناك صدمة للعالم، فنحن كنا في البداية نخاف من أمريكا، لكن اليوم نحن نشعر بالخوف عليها".
وعن الموقف العربي، أضاف أن "العرب لا حول لهم ولا قوة في التعامل مع هذا الفوز، خاصة أنهم ليسوا أصحاب قرار في العالم العربي".
وفي الداخل الأمريكي تظاهر آلاف الغاضبين في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة احتجاجًا على فوز ترامب، بحسب وسائل إعلام نقلت الحدث مباشرة لحظة بلحظةـ فيما كان وزير الخارجية جون كيري يحث طاقم وزارته على التعامل بإيجابية مع الرئيس المنتخب، في إيحاء وكأن النتيجة كانت بمثابة "إعلان حداد عام" للديمقراطيين الذين خسروا البيت الأبيض والكونغرس معاً، في أقسى هزيمة تمر على الحزب العريق الذي قاد الولايات المتحدة في أكثر الظروف تعقيداً بعد الحرب العالمية الثانية.
ونبه البيت الأبيض عبر رسالة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته نهاية العام الجاري، باراك أوباما، عن أمله في استمرار التقليد الأمريكي المتمثل في عدم استخدام الرئيس الفائز "العدالة الجنائية" ضد خصومه السياسيين، على خلفية تعهد ترامب بإيداع هيلاري كلينتون السجن حال فوزه.
وقال المتحدث جوش إيرنست " من تقاليدنا ألا يلجأ من هم في السلطة لتفعيل "العدالة الجنائية" للانتقام السياسي... أوباما يأمل باستمرار العمل به".
وعن المخاوف من إلغاء الرئيس المنتخب بعضاً من التزامات بلاده الدولية، أوضحت الإدارة الحالية أنها ملتزمة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية حول "الملف النووي" الإيراني ومقررات مؤتمر المناخ الأخير.
وكان أول تعليق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده مُستعدة لاستعادة كامل علاقاتها وتطبيعها مع أمريكا، بعد أن تدهورت إلى أدنى مستوياتها في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، فيما أبدى رئيس وزراء اليابان استعداده لزيارة نيويورك للقاء ترامب الأسبوع القادم.
أما المكسيك فاستبعدت البدء الفوري بتنفيذ خطة ترامب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإقامة جدار عازل على حدودها.
كما توقع رئيس الفلبين المشاكس لأوباما وأمريكا إنهاء مشاجراته ومشاحناته مع واشنطن في المرحلة الجديدة القادم
وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الشخص الوحيد الذي اختصه ترامب بالدعوة إلى اجتماع "في أول فرصة".
أما صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، فكان له رأي آخر، عبر عته بالقول "ترامب ما قبل الانتخابات لن يكون ترامب ما بعد الانتخابات، فالولايات المتحدة دولة مؤسسات، والمصالح الأميركية هي التي ترسم السياسات الخارجية الأميركية، والمجتمع الدولي كله مُجمِع على ضرورة إقرار حل الدولتين إلا إسرائيل".
من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي في رد فعل حذر أنه سيدافع عن كل الحلفاء، فيما قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بحث فوز ترامب الأحد القادم في اجتماع خصص لهذه الغاية.
أما الائتلاف الوطني السوري فقال إن انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة قد يعطي دافعة جديدة لإنهاء الحرب السورية المندلعة منذ حوالي 6 سنوات.
وتمنى رئيس وزراء الدنمارك من أمريكا ألا تنغلق على نفسها فالعالم يحتاج لها.
وخيمت أجواء من القلق على منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، التي تعيش ظروفا صعبة في السيطرة على الأسواق والإنتاج، في ظل تراجع الأسعار.