المصحف المفسِّر للصم.. ترددات قرآنية تطرق آذان ذوي اﻹعاقة السمعية

المصحف المفسر للصم

مع وجود مصاحف وكتب تفسير قرآنية للمبصرين والمكفوفين، لم يبقَ من الفئات الإنسانية التي تحتاج إلى هذا الكتاب الجليل سوى فئة الصم.

الإحصاءات - التي ترصد هذا النوع من الإعاقة في البلاد العربية - تشير إلى تسجيل نسبة كبيرة لا يستهان بها، وهي تحتاج - كما يحتاج البقية - إلى القرآن الكريم، كما تحتاج إلى زادها الثقافي الذي يساعدها في تجاوز عقبات الصم التي حالت دون حصولهم على العلوم والمعارف والثقافات والتواصل في الحياة عبر حاسة السمع المهمة.

 

معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية أسهم في عرض الكثير من الكتب التي وصل عددها إلى 1.5 مليون كتاب.

 

مصحف مفسر للصم - وهو الأول عالميًّا - أنتجه معرض الشارقة في ضوء تنسيق أردني إماراتي، هو أحد العناوين البارزة في المعرض، وأمام هذا المشروع المتميز الذي تعرضه جمعية المحافظة على القرآن الكريم من المملكة الأردنية الهاشمية.

 

وتتلخص فكرة المصحف المفسر بتصوير لغة الإشارة في استعراض الآيات القرآنية، وتتم قراءتها بلغة الإشارة مقرونة بعرض الآية، ثمَّ يتم تفسيرها بشكل يتيح للأصم التعرف إلى صوت الحرف من خلال صورته مقرونة بلغة الإشارة التي تمَّ اعتمادها لتكون مرجعًا أساسيًّا لكل مكفوف حول العالم.

 

هذا المشروع يفتح الباب أمام مشروعات علمية وثقافية كثيرة من شأنها أن ترسم للصم خارطة واضحة ليؤدوا دورًا مؤثرًا في مسيرة هذه الفئة المهمة حول العالم.

 

المصحف المفسر تمَّ عرضه بلغة الإشارة للصم على ذوي اﻹعاقة السمعية بعد انتهاء مسوداته، وكانت لهم ملاحظات لافتة تمَّ الأخذ بها.

 

إدارة المعرض أكَّدت أنَّ هذا الكتاب سيصل إلى كل ذوي الإعاقة السمعية حول العالم بشكل لا يحتاجون فيه إلى ترجمة لأنَّ لغة الإشارة عالمية.

 

الإدارة أشارت إلى أنَّ الكتاب يحتوي على 15 قرصًا مدمجًا تعرض 60 ساعة من القرآن الكريم وتفسيره بلغة الإشارة، وقد تمَّ اختيار التفسير في ضوء أشهر التفاسير المعتمدة في العالمين العربي والإسلامي، واعتمد البساطة والسهولة في إيصال وتقريب المعلومة، وحقق نتائج فاقت كل التصورات.

 

ويُعد هذا المصحف المفسر بلغة الإشارة هو الأول في التاريخ، وهمزة الوصل الوحيدة للصم مع كتاب الله وتفسيره، وقد استقبلوه بالدموع المشوبة بالفرح الغامر، واعتبروه أثمن هدية يمكن أن يحصلوا عليها.

 

المصحف وصلت آلاف النسخ منه إلى "المعنيين بالصم"، وذلك بإتاحة الفرصة لـ"أهل الخير" في شرائه وتوزيعه على الصم رغبة في إشراك الجميع بالأجر.

مقالات متعلقة