أعلن مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت، الخميس، دعم بلاده وجميع أعضاء مجلس الأمن الدولي لخارطة الطريق التي عرضها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال السفير البريطاني، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك حسب "الأناضول": "إنَّ كل من بريطانيا ومجلس الأمن يدعمان خارطة الطريق، ونحن نشجع ولد الشيخ على الانخراط مع جميع الأطراف، ونعتقد أنَّ اقتراحه دقيق ومعقول ومتوازن".
وأواخر أكتوبر الماضي، كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمام مجلس الأمن الدولي، عن تفاصيل خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن.
وتتضمَّن الخارطة تعيين نائب لرئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وصولًا إلى إجراء انتخابات جديدة، إضافةً إلى إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على انسحاب المسلحين وتسليم الأسلحة في العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وتعز، وتشرف أيضًا على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة.
لكنَّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعتبر الخطة بمثابة تهميش له، حيث تنص على تعيين نائب له تؤول إليه صلاحيات الرئيس، على أن يظل هادي رئيسًا شرفيًّا حتى إجراء انتخابات رئاسية، بعد عام من توقيع اتفاق سلام.
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن مشروع القرار البريطاني، المطروح على طاولة مجلس الأمن منذ أكثر من أسبوعين، صرَّح السفير ماثيو رايكروفت: "نعم لدينا مشروع القرار، وسوف يخرج إلى النور متى حصل على الدعم الكامل بالنسبة لصياغته".
وأضاف: "خطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي لا يمكن أن يكون الجميع سعيدًا بكل بنودها، وربما هناك بعض مخاوف من أطراف بشأنها".
وتابع: "الخطة اقتراح دقيق ومعقول ومتوازن، ونشجِّع جميع الأطراف على الانخراط بشأنها وإذا كان البعض لا يحبذ بعض بنودها فعليه أن يقول لنا لماذا، وأن يتفاوض من ذلك كنقطة انطلاق".
ولم يوضِّح السفير رايكروفت طبيعة الخلافات بشأن صياغة مشروع القرار والذي يتضمَّن، بحسب تصريحات سابقة له، أربع نقاط أساسية تتعلق بوقف الأعمال العدائية، ودعم خارطة السلام، ووصول المساعدات الإنسانية لكل المناطق داخل البلاد، والتحقيق في جميع المزاعم الخاصة بارتكاب أطراف الصراع انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
من جانبه، أكَّد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إستيفان دوجريك مساندة الأمين العام الأممي بان كي مون لخارطة السلام، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك.
ورفض المتحدث الأممي، التعليق على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام من رفض الرئيس اليمني مقابلة المبعوث الأممي، واضطرار الأخير إلى مغادرة العاصمة السعودية الرياض، دون أن يلتقي الرئيس هادي أو أي مسؤول حكومي بشأن خارطة السلام الأممية.
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله "الحوثي" والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفةً أوضاعًا إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أنَّ 21 مليون يمني "80% من السكان" بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل سبعة آلاف و70 شخصًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.