كثّفت قوات الأمن، اليوم الجمعة، من إجراءاتها في عدة ميادين رئيسية، كما قامت بتطويق مداخل القاهرة الكبرى عبر لجان تفتيشية؛ تحسبًا لمظاهرات مرتقبة دعا إليها معارضون اليوم تحت شعار "ثورة الغلابة".
وقال مصدر أمني، إن "قوات الشرطة قامت بتطويق مداخل محافظات القاهرة، والجيزة (غرب العاضمة)، والقليوبية (شمال)؛ وذلك من خلال نشر الأكمنة والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة على تلك المداخل، سواء بالطرق الصحراوية أو الزراعية"، حسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وفي ميدان هشام بركات (رابعة سابقًا)، شرقي القاهرة، قام خبراء المفرقعات صباح اليوم الجمعة، بتمشيط الميدان باستخدام الكلاب البوليسية، فيما تمركزت سيارة لشرطة النجدة أمام البوابة الرئيسية لمسجد رابعة العدوية؛ تحسبًا لوجود أي عبوات ناسفة تهدف للتخريب وإثارة الشغب، حسب المصدر ذاته.
كما شهد ميدان التحرير صباح اليوم الجمعة، إجراءات مكثفة حيث تمركزت تشكيلات أمنية، ومدرعة شرطة بالجهة اليمنى لميدان التحرير المواجهة للمتحف المصري، ودورية أخرى ومدرعة شرطة بتقاطع شارع محمد محمود القريب من الميدان، بالإضافة إلى فوجين أمنيين ومدرعتي شرطة بميدان عبدالمنعم رياض، حسب المصدر نفسه.
ويعد ميدان التحرير، رمزًا لثورة 25 يناير 2011، التي أجبرت الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير من العام ذاته، بعد نحو 30 عامًا في الحكم.
فيما تشهد شوارع العاصمة تواجدا أمنيا مكثفا لقيادات أمنية ودوريات ذهابا وإيابا للتعامل مع أي طارئ وسط سيولة في الحركة المرورية.
كما قامت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي بتشديد إجراءاتها التفتيشية على المداخل والمخارج المؤدية للصالات، من خلال تفتيش السيارات والأفراد داخل الأتوبيسات وتكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة داخل حيز المطار، فضلا عن انتشار أفراد الأمن السريين أمام الصالات، حسب المصدر ذاته.
وفي سيناء، (شمال شرق)، اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وتم رفع حالة الطوارئ خاصة في شمال سيناء، التي تشهد هجمات مسلحة بشكل شبه يومي ضد قوات الجيش والشرطة.
ومساء أمس الخميس، قرّرت السلطات إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية لميدان التحرير، وسط القاهرة.
فيما أكد خبراء للأناضول أنه رغم وجود حالة من الغضب الشعبي المتصاعد، لا سيما في ظل الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، إلا أنه من المستبعد حدوث ثورة حاليًا، وان كان متوقعا اندلاع مظاهرات محدودة في أماكن نائية.
وأرجع الخبراء ذلك، أن هناك استعدادات أمنية مكثفة فضلا عن حالة التعبئة الإعلامية المكثفة ضد المظاهرات والدعوة للاستقرار، فضلا عن تحصين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لنفسه بالشرطة والجيش والقضاء.
ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر اليوم الجمعة، تحت عنوان باسم "11-11 ثورة الغلابة" للمطالبة برحيل نظام السيسي احتجاجا على ارتفاع الأسعار.
وأمس الخميس، دعا تيار من "الإخوان"، والتحالف الداعم لأول رئيس مدني منتخب بمصر "محمد مرسي"، المصريين إلى المشاركة في المظاهرات.
وفي منتصف أكتوبر الماضي، توقع السيسي، في تصريحات صحفية، فشل دعوات "ثورة الغلابة"، المطالِبة برحيله. وطالب السيسي، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ"اليقظة والحذر"، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية، محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة، خالد فوزي.
وفي 3 يوليو 2013، عزل الجيش الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد عام واحد من فترة حكمه (4 سنوات طبقا للدستور)، في خطوة يعتبرها أنصاره "انقلابًا عسكريًا" ويراها معارضوه "ثورة شعبية". ومن وقتها تتهم السلطات قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ "التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارًا في ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية". فيما تقول جماعة الإخوان إن نهجها "سلمي"، في الاحتجاج على ما تعتبره "انقلابًا عسكريًا" على مرسي الذي أمضى عامًا واحدًا من فترته الرئاسية.