11-11.. يوم شغل الرأي العام المصري، والأوساط الإعلامية والثقافية، بدعوات للتظاهر ضد الغلاء، لكنه أوشك على الانتهاء بأحداث بسيطة بعكس ما توقعه مواطنون وإعلاميون.
الكثير من المواطنين، فضلوا عدم الاستجابة إلى تلك الدعوات، مكتفين بمراقبة الأحداث أمام شاشات التلفاز، في الوقت الذي شهدت فيه الميادين العامة والرئيسية بالقاهرة الكبرى والمحافظات، تعزيزات أمنية موسعة، وتواجد شرطي في الشارع فيما انتشرت فرق مكافحة الشغب والانتشار السريع بمحيط الأماكن الحيوية لتأمينها.
على الجانب الآخر، غابت التظاهرات عن الميادين الرئيسية، ونظمت جماعة الإخوان المسلمين عددًا محدودًا من السلاسل البشرية، في عدد من الشوارع الجانبية والأزقة بقرى بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وقرية العدوة مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنطقة كرداسة بالجيزة، وعدد من قرى حوش عيسى بالبحيرة.
ففي بلطيم بكفر الشيخ، تظاهر عدد محدود من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في الشوارع الجانبية، رافعين الأعلام المصرية، مطالبين برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقضاء على ارتفاع الأسعار.
وفي حوش عيسى، تظاهر عدد قليل من الأهالي ضد غلاء الأسعار، وأشعلوا النار في إطارات السيارات تعبيرًا عن استيائهم من موجة الغلاء الأخيرة.
وفي محافظة الشرقية، بقرية العدوة، مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي، تظاهر العشرات مطالبين برحيل الرئيس السيسي، وخفض الأسعار وتوفير السلع الأساسية بالأسواق.
في المقابل، تواجد عدد محدود ممن أطلقوا على أنفسهم "أنصار السيسي"، بمحيط ميدان القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية، للتظاهر دعمًا لقرارات الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي.
قوات الأمن طوقت القاهرة الكبرى منذ فجر اليوم الجمعة، وأحكمت القبضة الأمنية على الميادين الحيوية والرئيسية، كميدان التحرير وميدان المستشار هشام بركات "رابعة سابقًا"، وميدان النهضة بالجيزة.
وتواجد رجال الشرطة، وقوات تأمين المواطنين، وفرق مكافحة الشغب، بالشوارع الرئيسية، لبث الطمأنينة في نفوس المارة الذين خرجوا ذاهبين لأعمالهم، فيما شهدت الشوارع أيضًا سيولة مرورية.
من جانبهم، أكد عدد من خبراء في تصريحات صحفية، إنه رغم وجود حالة من الغضب الشعبي المتصاعد، لا سيما في ظل الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، إلا أنه من المستبعد حدوث ثورة حاليًا، وان كان متوقعا اندلاع مظاهرات محدودة في أماكن نائية.
وأرجع الخبراء ذلك، أن هناك استعدادات أمنية مكثفة فضلا عن حالة التعبئة الإعلامية المكثفة ضد المظاهرات والدعوة للاستقرار، فضلا عن تحصين الرئيس عبدالفتاح السيسي لنفسه بالشرطة والجيش والقضاء.
وفي الجيزة، تواجدت فرق الانتشار السريع، بالقرب من قسم الدقي، وشارع مراد بمحيط مجلس الدولة، لتأمين المنشآت الحيوية، فيما تواجد عدد من رجال المرور لتسهيل الحركة المرورية وطمأنة المارة.
وانتشرت قوات الأمن لتأمين المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والمناطق السياحية، في عدد من المحافظات أبرزها الإسكندرية، السويس وبورسعيد، سوهاج، إلى جانب أغلب مدن دلتا النيل.
وعززت قوات الأمن من انتشارها بالأكمنة الثابتة وأخرى متحركة بمداخل ومخارج المدن والمراكز، علاوة علي وجود خدمة التحرك السريع لمكافحة المظاهرات وحالات الشغب وهى خدمة متحركة تتلقي البلاغات من غرفة عمليات المحافظة ومديرية الأمن .
وفي وقتٍ سابق مساء أمس الخميس، فرَّقت قوات الأمن بالغربية، مسيرة نظَّمها متظاهرون موالون للدعوات التي أطلقت للخروج الجمعة، المعروفة إعلاميًّا بـ"مظاهرات 11 نوفمبر".
وقال مصدر أمني بمديرية أمن الغربية - في تصريحاتٍ لـ"مصر العربية" - إنَّ عشرات الشباب تظاهروا بدائرة قسم ثانٍ طنطا ورفعوا خلالها لافتات تدعو المواطنين للنزول غدًا الجمعة للمشاركة فيما أطلقوه بـ"ثورة الجياع".
وانتقلت - على الفور - الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وتمَّ الدفع بسيارات التدخُّل السريع والمدرعات وحاصروا المتظاهرين وفرَّ أغلبهم قبل وصول الشرطة، فيما تمكَّنت القوات من القبض على 14 شابًا.
وفي شمال سيناء، عزَّزت قوات الأمن من تواجدها بمحيط المقرات الإدارية الحكومية، وأغلقت أربعة ميادين عامة في مدن العريش والشيخ زويد، تحسبًا لـ"هجمات محتملة".
وأكَّد مصدر أمني أنَّ خطةً أمنيةً متكاملة يجرى تنفيذها لتأمين ارتكازات القوات الثابتة والمتحركة، وكافة المقرات الإدارية الحكومية في كافة مدن شمال سيناء بنشر عناصر تأمين حولها إلى جانب قوات التأمين الأساسية.
وأغلقت قوات الأمن ميادين ضاحية السلام والمالح في مدينة العريش والجورة والرويني بالشيخ زيد، لوجود ارتكازات أمنية بها.
وتشهد الكمائن المنتشرة على طول الطريق الدولي القنطرة شرق - العريش تشديدات أمنية مع إجراء عمليات تفتيش دقيقة للسيارات وتفتيش ذاتي للركاب بمختلف مدن شمال سيناء.
وفي محافظات القناة، انتشرت الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة بشوارع وميادين الإسماعيلية تزامنا مع دعوات التظاهر اليوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر .
وشهدت مداخل ومخارج المدينة والطرق السريعة وجود كمائن متحركة وثابتة لفحص كافة السيارات والشاحنات القادمة للمدينة.
وشددت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي بتشديد إجراءاتها التفتيشية على المداخل والمخارج المؤدية للصالات، من خلال تفتيش السيارات والأفراد داخل الأتوبيسات وتكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة داخل حيز المطار، فضلا عن انتشار أفراد الأمن السريين أمام الصالات، حسب المصدر ذاته.
ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر اليوم الجمعة، تحت عنوان باسم "11-11 ثورة الغلابة (الفقراء)" للمطالبة برحيل نظام السيسي احتجاجا على ارتفاع الأسعار.
وأمس الخميس، دعا تيار من "الإخوان"، والتحالف الداعم للرئيس المعزول"محمد مرسي"، المصريين إلى المشاركة في المظاهرات.
واتخذت الحكومة في وقت سابق حزمة من القرارات، تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوجيه الدعم لمستحقيه، - بحسب ما ذكره مسؤولين - حيث قررت في يوم الخميس الماضي 3 نوفمبر 2016، تحرير سعر صرف الجنيه، وهو ما يعرف بـ"تعويم الجنيه"، وما لبثت إلا أن أعلنت في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، رفع أسعار الوقود، وعرف هذا اليوم بـ"الخميس الأسود".
وأدى ذلك إلى موجة من الغضب، والاستياء من قبل المواطنين بالقاهرة الكبرى والمحافظات، لرفع تعريفة ركوب المواصلات، جراء رفع أسعار السولار والبنزين، فيما ترددت أنباء رفع سعر تذكرة مترو أنفاق القاهرة.
وخلال شهر أكتوبر الماضي، شهدت محافظات الجمهورية أزمة حادة في "السكر"، ما تسبب في اختفائه من الأسواق، ودفعت الحكومة والقوات المسلحة بسيارات للسلع الأساسية ومنها "السكر" بأسعار مخفضة، للتغلب على نقص السلع بالأسواق.
وأفضى ذلك إلى رفع سعر السكر، إلى 7 جنيهات للكيلو الواحد، وسط اختفائه من السوق المحلية، وهو ما تسبب أيضًا في موجة من الغضب والاستياء لدى الشارع المصري.
شاهد الفيديو ..