رسالة مفتوحة لوزير الكهرباء عن المشروع النووي المصري

دكتور مهندس إستشاري/ إبراهيم علي العسيري

نشرت في الجرائد "تساؤلات نووية" حول المشروع النووي المصري وهذه التساؤلات قصدت إعلانها ليس عجزا مني علي الرد عليها ولكن فقط لتنبيه المسئولين عن المشروع النووي المصري عن بعض نواحي القصور في الإتفاق مع روسيا الإتحادية علي تنفيذ المشروع وحيث أني لم أتلق أي رد علي هذه التساؤلات فسأجيب عليها توعية للقارئ وتذكيرا لمعالي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وللمسئولين عن المشروع.

 

التساؤل الأول: ماهي الفترة الزمنية اللازمة لإنشاء المحطة النووية الواحدة؟ 

جميع مفاعلات الجيل الثالث يستغرق بناؤها أقل من خمس سنوات. 

والحقيقة فإن بناء المحطة النووية يستغرق فقط من 4-5 سنوات ومن يشك في ذلك يرجع إلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإلي المصادر الحديثة لبناء المحطات النووية. والدليل علي ذلك المحطات النووية الأربع التي تعاقدت دولة الإمارات العربية المتحدة عليها مع كوريا الجنوبية وقدرة كل منها 1400 ميجاوات. فقد بدأ إنشاء المحطة النووية الأولي في 18 يوليو 2012 ومن المنتظر الإنتهاء من إنشائها في 18 مايو 2017 ( أي أقل من خمس سنوات ) وبدأ العمل في المحطة النووية الثانية في مايو 2013 لينتهي العمل بها في عام 2018 والثالثة بدأ العمل بها في 2014 وسينتهي العمل بها عام 2019 أما المحطة النووية الرابعة فسيبدأ الإنشاء بها عام 2015 لتدخل الخدمة وتنتج الكهرباء عام 2020. وهذا دليل علي أن إنشاء المحطات النووية الآن يستغرق من أربع إلي خمس سنوات بعد وضع أول صبة خرسانة.

 

وإلي القارئ البيانات المنشورة عالميا والموثقة عن فترة إنشاء المفاعلات النووية من نوع الجيل الثالث والتي ستتعاقد عليها مصر بمشيئة الله:

1.EPR: European Pressurized Water Reactor (Ariva/Simense) المفاعل الأوروبي…….. 48 month

2.ESBWR: Economic Simplified Boiling Water Reactor مفاعل الماء العادي المغلي المبسط والإقتصادي (GE/Hitachi (45 month

3.AP1000: Advanced Passive Nuclear Power Plant المفاعل النووي

المتقدم(WH/Toshiba)........................................ 60 month ..  4.ACR1000: Advanced CANDU Reacor (Canada)  month 42.................................. .... المفاعل الكندي المتقدم

5.VVER: Veda-VodyanoiEnergetchesky Reacor المفاعل الروسي(Russia) ……................ 48 month

6.CPR-1000: Chinese Power Reactor المفاعل الصيني (China) .............................................................................. 48 month

7.Korean Nuclear Power Plantالمفاعل الكوري (Korea): ………………………..............................................47 month

وجميعها تقع بين 4-5 سنوات.

 

التساؤل الثاني:ما حجم تكاليف الإنشاء للمحطة النووية الواحدة؟

تتراوح تكلفة المحطة النووية الواحدة بين 4 إلي 5 مليار دولار. 

1. الاستثمارات الضخمة في المفاعلات النووية معظمها عروضا تمويلية من الدول المتقدمة بعطاءات المشروع وتسدد من الوفر في تكلفة استخدام الغاز والبترول أو الطاقة الشمسية عن تكلفة الوقود النووي.

2. أن المحطة النووية الواحدة تغطى تكاليفها في فترة خمس أو ست سنوات على الأكثر فقط من فرق تكلفة الكيلو وات ساعة للمحطات النووية عن تكلفة الكيلووات ساعة من أي نوع من أنواع إ نتاج الكهرباء الأخرى سواء غاز أو بترول أو فحم أو طاقة شمسية أو رياح. 3. إن الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح وحتى مع توفير قروض تمويلها لا يمكن استخدامها كبديل عن الطاقة النووية وخاصة أن معدلات استهلاك الكهرباء ترتفع بأكثر من 7% سنويا لتغطية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يلزم معه توفير المزيد من محطات توليد الكهرباء مع الحد من مزيد الاعتماد على الغاز والبترول. فبينما يبلغ إجمالي القدرة الكهربية الحالية حوالي 25000 ميجاوات كهرباء فإنه يلزم إضافة على الأقل 40000 ميجاوات كهرباء خلال الخمسة عشر عاما القادمة. والسؤال كيف يمكن توفير هذه الاحتياجات المستقبلية من الكهرباء؟ الإجابة القاطعة هي أنه لا يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحدهما في توفير احتياجات الطاقة الكهربية المستقبلية بل من الضروري الاعتماد على الطاقة النووية وطاقة الفحم بشرط تطبيق معايير الحفاظ علي نظافة البيئة وصحة الإنسان.( للحد من مزيد الاعتماد على الغاز والبترول) في توفير الجانب الأعظم من هذه الاحتياجات الكهربية.

 

وهذه الطاقة الأساسية يتم تكميلها باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحرارة الجوفية وطاقة المخلفات. وهذا ما تسير عليه جميع دول العالم المتقدم والنامي ومن لديه خطط طموحة لتوفير الطاقة ولتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن يقول أنه لدينا الشمس الساطعة والرياح وهما كافيتان لتوفير هذه الاحتياجات هو كمن يدفن رأسه في الرمال أو يصم أذنيه أو يغمض عينيه عن حقائق كثيرة لا يمكن معها الاعتماد على الشمس والرياح وحدهما لتوفير هذه الاحتياجات الطموحة من الطاقة الكهربية.

 

وأول هذه الحقائق هي أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليست بالطاقة الكثيفة والمعول عليها في أي بلد من بلاد العالم بمعنى أنها لا يمكن الاعتماد عليها في توفير الجانب الأساسي من الاحتياجات الكهربية بغض النظر عن مستوى سطوع الشمس أو توفر الرياح بالسرعة المناسبة. ويرجع ذلك إلى كبر المساحة اللازمة لتوليد كل ميجاوات كهرباء كما يرجع الى انخفاض معامل الاستخدام إلى اقل من 25% . فعلى سبيل المثال، فقد تم إنشاء مجمع طاقة شمسية حرارية 

Energy Generating Systems ( SEGS) Solar

لتوليد الكهرباء في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكثر بقاع الأرض في مستوى سطوع الشمس وبما يفوق أي موقع آخر بدول أخرى مثل مصر أو اليابان أو اسبانيا أو غيرها. وهذا المجمع يتكون من 9 مجمعات شمسية إجمالي قدرتها الكهربية العظمي فقط 354 ميجاوات كهرباء في حين أن متوسط القدرة الإجمالية للتشغيل لا تتعدى 75 ميجاوات كهربـــــاء أى بمعامل تشغيل يعادل 21% فقط وفى حالة غياب الشمس فانه يتم تشغيل تربينات غازية تعمل بالغاز الطبيعي.

 

ويغطى هذا المجمع مساحة 6.5 كيلو متر مربع ويشمل حوالى مليون مرايا عاكسة لو تم صفها في خط واحد لبلغ طوله 370 كيلو متر. وهناك نوع آخر من محطات الطاقة الشمسية والمسمى بالمحطات الكهروضوئية photovoltaic ويوجد محطة حاليا من هذا النوع تبلغ قدرتها 80 ميجاوات كهرباء وهى محطة سارنيا الكهروضوئية لتوليد الكهرباء والمقامة في أونتاريو بكندا، وتغطى هذه المحطة حوالي 4 كيلو متر مربع ويتوقع منها طاقة كهربية سنوية مقدارها 120000 ميجاوات ساعة في العام مما يعادل ما تولده محطة نووية بذات القدرة (80 ميجاوات كهرباء) في شهرين فقط.

فإذا نظرنا إلى موقع الضبعة (والذي تبلغ مساحته حوالي 50 كيلومتر مربع) والمخطط إقامة حتي ثماني محطات قوى نووية بها بإجمالي قدرة كهربية يمكن أن تصل الى 13000 ميجاوات كهرباء وبمعامل تشغيل حوالي 90% وتوفر طاقة مقدارها أكثر من 100 مليار كيلووات ساعة في السنة الواحدة، فهل تعلم لو تقرر استبدالها بمحطات طاقة شمسية حرارية وبمعامل تشغيل حوالي 20% فإننا نحتاج إلى توفير محطات طاقة شمسية حرارية تشغل مساحة لا تقل عن 700 كيلو متر مربع أي ما يعادل المسافة من الإسكندرية الى الضبعة بمحاذاة البحر وبعمق أكثر من خمسة كيلومترات ... هل يمكن تخيل ضخامة هذه المساحة وهذا فقط لإحلال محطات الطاقة النووية بموقع الضبعة بمحطات طاقة شمسية فما بالك بالمساحات المطلوبة في حالة الاحتياج الى قدرات كهربية إضافية، كما تحتاج هذه المحطات الشمسية إلى أكثر من 100 مليون مرايا عاكسة يبلغ طولها لو صفت في خط واحد حوالي 40000 كيلو متر أي حوالي أربعون مرة المسافة من الإسكندرية إلى أسوان.

 

وهل تعلم حجم أعمال الصيانة لهذا العدد الضخم من المرايا وما تحتاجه من عمالة ووقت وتكاليف ؟ وهل تعلم مدى الخسارة التي قد تنجم عن هبوب أي عواصف رملية أو ترابية أو رياح شديدة. هذا يوضح لنا لماذا مساهمة الطاقة الشمسية تبلغ فقط حوالي 0.05 % في توفير احتياجات الكهرباء على مستوى العالم ( مقارنة بمساهمة الطاقة النووية والتي تبلغ أكثر من 16% ).

 

ويوضح لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية رغم توفر سطوع الشمس بها فإنها تأمل أن تصل بنسبة مساهمة الطاقة الشمسية بها إلى 10% بحلول عام 2025. وهنا نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بها 100 محطة نووية شغالة تساهم بمقدار حوالي 20 % في تغطية احتياجاتها من الكهرباء بالإضافة إلي 5 محطات نووية تحت الإنشاء ( حسب إحصائيات سبتمبر 2014).

 

وكمثال آخر نجد أن اعتماد أسبانيا على الطاقة الشمسية لا يتعدى 2.7% في حين أن مساهمة الطاقة النووية بها تبلغ 17.5 % ورغم أن أسبانيا هي أكثر دول أوروبا في سطوع الشمس بها كما أن أسبانيا هي رابع أكبر دول العالم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية. وهذه ألمانيا نجد أن اعتمادها على الطاقة الشمسية يبلغ حوالي 2% فقط من إجمالي الكهرباء المولدة بها في حين أن الفحم تبلغ مساهمته 46% والغاز الطبيعي 12%. وقد أعلنت ألمانيا أنها ستحتاج إلي إضافة محطات أحفورية (غاز أو بترول أو فحم), وليست محطات شمسية, عند الاستغناء عن المحطات النووية.

أما طاقة الرياح فلا يمكن الاعتماد عليها وحدها في توفير الاحتياجات الأساسية من الطاقة الكهربية بسبب محدودية المواقع المناسبة والتي يلزم أن يتوفر بها سرعة الرياح المناسبة ويلزم ألا تحدها موانع من منشآت أو مباني بالإضافة إلى أن محطات الرياح تحتاج إلى مساحات واسعة لضرورة توفير حد أدنى من المسافات بين مراوح الرياح وبالإضافة إلى عامل عدم ثبوت سرعة الرياح على مدار اليوم وعلى مدار العام.

4. وكمثال آخر عام 2014 تشغيل أكبر وأحدث محطة طاقة شمسية على مستوى العالم وهي مكونة من ثلاث وحدات مجموع قدراتها العظمى 392 ميجاوات كهرباء وهي محطة إيفانباه الشمسية Ivanpah Solar Electric Generating System وتشمل هذه المحطة الشمسية ثلاثة أبراج ارتفاع كل برج من هذه الأبراج 459 قدم ( أو حوالي 140 متر ) وتم وضع غلاية البخار والتي يبلغ وزنها 2200 طن فوق قمة كل من هذه الأبراج. تشغل هذه المحطة مساحة 3500 فدان ( أي حوالي 14.5 كيلو متر مربع( وهي تعتمد على طريقة تركيز القدرة الشمسية والمعروفة بإسم (Concentrated Solar power) CSP وتكفي لتغذية 140ألف مسكن باحتياجاتها الكهربية وهي تستخدم 173500 مرايا شمسية مساحة الواحدة منها 70 قدم مربع (أو 6.5 متر مربع) موجهة إلى ومركزة علي الأبراج الثلاثة ومولدة بذلك البخار الذي يدير التربينات البخارية والتي بدورها تدير مجموعة مولدات الكهرباء.

ويبلغ معامل القدرة للمحطة 30% وعمرها الافتراضي 30 عاما. وإستغرق بناؤها أكثر من ثلاث سنوات.ولا تشمل هذه المحطة وسائل لتخزين الطاقة لتوفير الطاقة الكهربية أثناء غياب أشعة الشمس. وبلغت تكلفة المحطة الشمسية 3300 مليون دولار أمريكي. ويشير الخبراء أن احتمالات استمرار تشغيل هذه المحطة لفترة 30 عاما هو احتمال ضئيل جدا جدا وغالبا لن يستمر تشغيلها لأكثر من عشرين عاما. 

ومن واقع هذه البيانات عن أحدث محطة طاقة شمسية علي مستوي العالم يجدر بنا أن نشير إلى الملاحظات التالية :-

أولا: هذه المحطة الشمسية الأحدث تكنولوجيا على مستوى العالم والتي تبلغ قدرتها العظمى 392 ميجاوات كهرباء ( متوسط القدرة علي مدار العام 123 ميجاوات كهرباء) وإجمالي الطاقة المتوقعة منها خلال العام الواحد تبلغ حوالي 1080 ميجاوات كهرباء.ساعة في العام وتشغل مساحة 14.5 كيلو متر مربع .فإذا كانت مصر في حاجة إلي توفير 3000 ميجاوات كهرباء سنويا لاحتياجات التنمية الاقتصادية وزيادة السكان فإنها ستحتاج في حالة تبني محطات الطاقة الشمسية (استنادا إلى تصريح السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء الذي صرح بإعطاء الأولوية لمحطات الطاقة الشمسية علي المحطات النووية) إلى مساحة حوالي 1500 كيلو متر مربع أو حوالي 37 ألف فدان أي ما يعادل المسافة من الساحل الشمالي حتى أسوان وبعرض حوالي 1.5كيلومتر مربع. فهل يمكن توفير هذه المساحة سنويا إلي ما شاء الله أن يرث الأرض ومن عليها. وبمقارنة ذلك بمحطات الطاقة النووية فإنها تحتاج إلي مساحة لا تتعدي 0.5 % من المساحة التي تحتاجها محطات الطاقة الشمسية لتوفير ذات القدرة الكهربية.

ثانيا: عمر هذه المحطة الشمسية مخطط له 30 عاما واحتمالات التشغيل علي مدي هذه الفترة ضئيل جدا جدا حسب تقدير الخبراء الأمريكيين وبعدها يلزم تكهين هذه المرايا الشمسية والتى يبلغ عددها 173500 مرايا شمسية (مساحة الواحدة منها حوالي 7.5 متر مربع) والتي يدخل في تصنيعها العديد من المواد الخطيرة والسامة . وبمقارنة ذلك بمحطات الطاقة النووية والتي يبلغ عمرها الافتراضي 60 عاما وقد تزيد عن ذلك فإن تكاليف تكهينها ضئيلة جدا بل ويمكن الحفاظ عليها كمزارات سياحية بعد تفريغها من الوقود النووي.

ثالثا: معامل قدرة المحطة الشمسية لا يتعدى 30% مقارنة بمحطات الطاقة النووية التي يتعدى معامل قدرة تشغيلها 90%.

رابعا: تكاليف إنشاء المحطة الشمسية أكبر من تكاليف إنشاء محطة الطاقة النووية من ذات القدرة وذلك طبقا للإحصائيات العالمية.

خامسا: تكاليف الصيانة لمحطات الطاقة الشمسية باهظة جدا مقارنة بتكاليف صيانة محطات الطاقة النووية وخاصة في ظروف الأجواء المصرية الصحراوية والمثيرة للرمال. سادسا: حضرت محاضرة للدكتور العالم/هاني النقراشي (وهو مصري وحاصل علي الجنسية الألمانية) بدعوة من مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء وصرح سيادته أن إقامة محطات طاقة شمسية بمساحة بحيرة ناصر قادرة على توفير طاقة كهربية في السنة تعادل تلك التي يمكن توليدها من بترول الشرق الأوسط بأكمله في العام الواحد.

 

وسألته هل أخذ في الاعتبار كفاءة محطات الطاقة الشمسية؟ وهل اطلع علي البحث الأمريكي الذي يؤكد عدم صحة هذا الإدعاء؟،

 

وهل أخذ في الاعتبار أن المرايا الشمسية يجب أن تشغل فقط 70-50% من المساحة المخططة للمحطة الشمسية حتى يمكن عمل الصيانة اللازمة ؟ وهل أخذ في الاعتبار العمر الافتراضي للمحطة الشمسية والذي يتراوح بين 15-25 عاما فقط وغالبا العمر الافتراضي للمحطة الشمسية في مصر لن يتعدي 15 عاما نظرا لطبيعة الجو الصحراوي في مصر والعواصف الترابية؟

 

وهل أخذ في الاعتبار المواد المستخدمة في صناعة المرايا الشمسية والتي يدخل فيها حوالي 50 مادة خطرة وسامة طبقا لما هو منشور عالميا؟ وهل يوجد دولة واحدة في العالم تعتمد على الطاقة الشمسية (أو الطاقة المتجددة بوجه عام ) وحدها في توفير احتياجاتها من الطاقة الكهربية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؟ 

خلاصة القول: أنه لا يوجد دولة واحدة في العالم تعتمد على الطاقة الشمسية وحدها لتوفير متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنما تعتمد على أحد أو بعض خمسة مصادر أساسية للطاقة وهي الغاز الطبيعي و الفحم و البترول و المساقط المائية و الطاقة النووية. ونظرا لمحدودية مصادر الطاقة في مصر فإن إستخدام الطاقة النووية هي الإستراتيجية الأفضل وندعمها باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمخلفات والحرارة الجوفية. علما أن مصر لديها مناجم يورانيوم لابأس بها كما يمكن استخراج اليورانيوم كمنتج ثانوي من صناعة الفوسفات المتوفر في مصر وكذلك من الرمال السوداء التي تملك مصر منها أكبر احتياطي علي مستوي العالم.

 

ونختم القول أن العالم مازال يزيد اعتماده علي الطاقة النووية نظرا لحفاظها علي نظافة البيئة ورخص أسعار الكهرباء المولدة منها ويكفي القول أنه يوجد حاليا محطة نووية 435شغالة بالإضافة إلي 73 محطة نووية تحت الإنشاء وأن الطاقة النووية تغطي حاليا حوالي 17% من احتياجات العالم الكهربية في حين أن الطاقة الشمسية تغطي فقط 0.5% من احتياجات العالم وطاقة الرياح تغطي حوالي 1%. 

إن الإستراتيجية المثلي لتوفير الطاقة الكهربية لمصر واللازمة للتنمية الإجتماعية والإقتصادية هي في الإعتماد علي الطاقة النووية مدعومة بمصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والمخلفات والحرارة الجوفية والمساقط المائية المتاحة.

 

4. أضف إلى ذلك أن تكاليف تشغيل وصيانة محطات الطاقة الشمسية والرياح تؤدى إلى سعر كيلووات ساعة من الكهرباء أعلى بثلاث أو أربع مرات سعر الكيلووات ساعة من محطات الطاقة النووية.

ومع ذلك فإن خطة وزارة الكهرباء والطاقة تهدف إلى رفع نسبة مساهمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الى 20% من إجمالي مصادر توليد الطاقة الكهربية بحلول عام 2020 من هنا أقولها صريحة، نحن فى خطر ومقبلون على أزمة طاقة خطيرة وإن لم يتخذ القرار بسرعة البدء فى إستراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ مشروعات الطاقة النووية فستكون المشكلة مستعصية على الحل

 

التساؤل الثالث: ما حجم الفوائد علي تكاليف الإنشاء في القترة المحددة للبناء؟

إنشاء المحطة النووية يستغرق علي الأكثر خمس أو ست سنوات في حين أن المخطط للمحطة النووية الواحدة بمصر هي فترة تسع سنوات حسب تخطيط الجانب الروسي. وهذا من شأنه زيادة الفوائد علي المحطة النووية الواحدة نظرا لطول الفترة الزمنية.

 

التساؤل الرابع:ما هي قدرة المحطة النووية الواحدة؟ 

قيل أن قدرة المحطة النووية الواحدة في مصر ستكون 1200 ميجاوات في حين أن المحطة النووية الواحدة في الإمارات تبلغ 1400 ميجاوات والمحطة النووية الواحدة التي تقيمها فرنسا في الصين تبلغ 1650 ميجاوات وأسعارهما أقل من المحطة النووية الواحدة في مصر.

 

التساؤل الخامس: هل تم أخذ الإحتياطيات اللازمة والتأمين الكافي لمنع وصول المخربين والإرهابيين إلي المحطة النووية والتعدي عليها؟

هذا التساؤل متروك الإجابة عليه لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والقوات المسلحة بالتعاون مع روسيا الإتحادية لتوفير دويات عسكري ثابتة ومتحركة وأبراج مراقبة وعمل خندق بحري حول المحطة النووية لمنع التسلل إليها.

 

التساؤل السادس :هل تم تفعيل المشاركة المحلية في تصميم وتشغيل وصيانة المحطة النووية؟

للأسف الشديد لم يتم مناقشة ذلك بل هناك اتجاه أن يقوم الروس بتشغيل وصيانة المحطات النووية في مصر لمدة عشر سنوات وذلك بمقابل شهري. علما أن الوقود النووي للمحطة الروسية يكون سداسيا وهو الوحيد في العالم من هذا التصميم مما يمثل احتكارا لهذا النوع من الوقود.

 

التساؤل السابع: هل تمت الموافقة علي المشاركة المحلية بنسبة 20% في تصنيع مكونات المحطة النووية وذلك كما تقتضيه المواصفات المصرية؟

هناك العديد من مكونات المحطة النووية التي يمكن إنتاجها محليا مثل الكابلات الكهربية والمواسير والغلايات بخلاف أعمال الخرسانات وغيرها. أنا لاأعلم هل تمت الموافقة علي ذلك أم لا. وهذه المشاركة ستكون دافعا لأدخال صناعات جديدة في مصر يالإضافة إلي رفع جودة الصناعة المصرية.

 

التساؤل الثامن: هل الوقود النووي المستعمل والخارج من المفاعل النووي سيتم حفظه في الضبعة للإستفادة منه مستقبلا في تصنيع الوقود النووي المختلط MOX ؟

روسيا الإتحادية تقرر أن يشحن الوقود النووي المستعمل علي نفقتنا الخاصة إلي روسيا حيث تتم معالجته والإستفادة من المواد النافعة منه ثم يتم شحن النفايات النووية علي نفقتنا الخاصة إلي مصر لدفنها. فهل ياتري تغير هذا الوضع؟

 

التساؤل التاسع: هل سيتم تشغيل وصيانة المحطات النووية في مصر بأيد مصرية يتم تدريبها في روسيا أثناء عملية الإنشاء؟ 

هذا سيكون من شأنه تشغيل العمالة المصرية والتمكن مستقبلا من بناء المحطات النووية وتشغيلها وصيانتها فنحن لسنا أقل من كوريا الجنوبية واليابان والهند وغيرها من الدول.

التساؤل العاشر: هل تم الإتفاق علي نقل التكنولوجيا النووية لمصر طبقا للمواصفات المصرية؟

علي قدر علمي أن ذلك لم يتم الإتفاق عليه فالدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لاتريد لمصر التعرف أو إمتلاك التكنولوجيا النووية وقد يكون هناك أتفاقا مع روسيا الإتحادية علي ذلك.

 

التساؤل الحادي عشر: هل تم مراجعة الإتفاق مع الخيراء المصريين في الطاقة النووية؟ علي قدر علمي فإن هذه المراجعة لم تتم مع خبراء الطاقة النووية في مصر ومن المقدر التوقيع عليها دو الرجوع لهؤلاء الخيراء.

مقالات متعلقة