"ربنا خلقنا وهيسبنا كده فى الذل دا ؟! أكيد الفرج قرب بس امته؟! خلاص أنا تعبت ونفسي انتحر عشان ارتاح من ذل الحياة .. كلمات تحدث بها عم صلاح البالغ من العمر 55 عامًا، وهو يجلس بأحد أرصفة مستشفي معهد ناصر، ترافقه ابنته "سلمى" التى تبلغ من العمر 20 عامًا. صوتها يعلوا بآهات اللألم، دموع والدها تتساقط، فهو يبحث عن أمل ليُنقذ نجلته الوحيدة من الموت الذى يدق بابها كل أسبوع، كلماته الحزينة ودموعه وأهات ابنته تجعل الجميع يريد أن يعرف قصته. حلم حياتى أن أزف ابنتى الوحيدة لعش الزوجية منذ أن جاءت للحياة، ولكن حال القدر بينى وبين حلمى، ففى سن العاشرة عادت "سلمى" من المدرسة، تشتكى من بطنها فلم نهتم بالأمر إلى أن أصبحت لا تستحمل الألم واصبحت تصرخ فذهبنا بها للطبيب فطلب أشعة وتحاليل تعدت ألف جنية منذ 10 سنوات، فلم أتاخر بالرغم أن المبلغ وقتها لم يتوفر.
نتيجة التحاليل والإشاعات كانت صدمة عمرى التى لم أتخيل أنها ستحدث يومًا ما، وهو أن ابنتى مصابة بالفشل الكلوى وتحتاج زرع "كلى".
كأعمى ضال الطريق خرجت من العيادة لا أعرف ماذا أفعل فعملية زرع الكلى تتكلف 80 ألف جنيه من 10 سنوات، وانا أكسب قوت يومى من السواقة، وليس لى وظيفة أعتمد عليها
الحسرة وخيبة الأمل تلحقان بى بعد أن عجزت عن تخفيف آلام ابنتى، وبدات أبحث عن بديل للعملية وهو الغيسل الذى دمر حياتها نهائيًا، وتوجهت للعديد من المراكز الطبية الخيرية لأن النقود معى لا تكفى أن أذهب لمستشفي خاصة.
أصحاب سيارات النقل الثقيل بدأو ينفرون من عملى معهم بسبب تأخرى عليهم، فتركت العمل وتوجهت لقيادة التاكس حتى امتلك وقت كثير وأكون بجانب ابنتى فى أغلب الأوقات. المستشفيات الحكومية لا تستقبل ابنتى، وعندما تم حجزها هنا بمستفي "معهد ناصر" بقسم الكلى بعد يومين تم طردها خارج الغرفة، بسبب مائة جنية، لنكمل ثمن الغسيل الكلوى.
قال لى شخص عليا أن استخرج لها قرار علاج على نفقة الدولة، وبعد أن جهزت كل الورق المطلوب منى تم رفضه ولا أعرف السبب، ولم أبحث مرة ثانية، وتوكلت على الله اعتمد على المراكز الطبية الخيرية.
الأمل يأتى مرة أخرى من كلمة "فاضي يا اسطا"، فذات يوم ركب معى رجل من الهرم متجه للزمالك ومن كتر الهم تحدثت معه وبعد أن عرف قصة ابنتى اعطانى كارت لشخص مهم فى المجالس الطبية وقالى لى اذهب لكى تستخرج القرار الطبى، وبالفعل قدمت الورق ولكن حتى الأن لا أعرف هل سيتم استخراجه أم لا.
قبل أن يروى عم صلاح قصة ابنته لـ"مصر العربية" اشترطت أن لا يتم تصويرها نهائيًا، وبناء على رغبتة احترمت مصر العربية هذا الأمر.