لهذه الأسباب.. رفض المصريون النزول في 11/11

تكثيف أمني يعد دعوات مظاهرات 11/11‎

تواجد أمني مكثف في الميادين بمختلف محافظات القاهرة، اليوم الجمعة، وشوارع خالية من المارة بالتزامن مع دعوات للتظاهر تحت مسمى "ثورة الغلابة"، للتنديد بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

 

وخرجت دعوة للتظاهر الجمعة 11/11  على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع الأسعار نتيجة الإجراءات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة حاليا.

 

ورأى سياسيون أن الشعب مهيأ للنزول نتيجة للأوضاع التي تشهدها البلاد من أزمات مابين البطالة وارتفاع الأسعار والخدمات وغيرها، فيما كان لأحدهم رأي مخالف لهم نظرا لأن هذه الدعوات مجهولة المصدر ولايعلم من الداعي لها .

 

الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية يرى أن عدم نزول الناس بالشوارع اليوم تحت مسمى "ثورة الغلابة" لأسباب عدة بينها أن هذه الدعوات جاءت من جهات مجهولة، وإحساسهم بأن هذه الدعوة نابعة من أجهزة الدولة.

 

ويضيف دراج لـ"مصر العربية"، أن لازال هناك عقلاء في البلاد مدركين بأن النظام الحالي يسير في طريق الفشل، ويقدم هدايا لخصومه السياسيين من خلال أدائه وبالتالي ليس هناك حاجة للنزول، بجانب أنهم يرون أنه ليس من الذكاء النزول في الوقت الحالي حتى لايزيد من ارتباك البلاد.

 

وتابع حديثه: "فهناك مشكلات كثيرة تسببت في ارتباك البلاد بينها: ارتفاع أسعار المواد البترولية والخدمات، وارتفاع أسعار السلع وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية"، مضيفا أن عدم النزول في الوقت الحالي ليس حبا في النظام الموجود الآن ولكن حتى لاتتضر البلاد أكثر من ذلك.

 

وأرجع أستاذ العلوم السياسية أسباب عدم النزول أيضا إلى أن الناس لايريدون إعطاء فرصة للنظام الحالي اتهامهم بأن السبب في فشلهم، بمعني أن يكونوا الشماعة التي يعلق النظام عليها أخطائه، بالإضافة إلى عدم اتهامهم بأنهم بالرغم من أن جماعة الإخوان أصبحوا غير موجودين فالبعض داخل السجون، والآخرين خارج البلاد.

 

واستطرد كلامه: "الناس ليس لديهم أي تخوف من تحول مصر إلى "سوريا والعراق" لأن الأوضاع في مصر أسوأ من ذلك، فالنظام أصبح يرتكب حماقات تزيد الطين بله، وأصبح يتبع أسلوب المؤامرة والتخوين والتخويف، فالدولة خوفت الناس من النزول وخلقت البعبع فأجهزتها الأمنية موجودة اليوم في الشوارع "، لافتا إلى أن مافعلته سيضر بالبلاد وستجعل أي مستثمر يفكر إقامة مشروعات أو زيارة البلاد يتراجع عن موقفه.

 

وفيما قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه  قبل السؤال عن أسباب عدم نزول الناس اليوم للتظاهر تحت مسمى "ثورة الغلابة"، يجب الأول أن نعلم من الداعي لهذه التظاهرات، ولماذا نفترض نزول الناس من الأساس.

 

ويرى نافعة خلال حديثه لـ"مصر العربية"، أن الشعب المصري ليس مهيأ للنزول إلى الشارع في الوقت الحالي حتى لو كان غير راض عن أداء النظام، وإذا شعرت الحكومة بأن الشعب راض عن أدائها فهذا خطأ وعليه أن يدرك بأن الشعب لن يصبر طوال الوقت.

 

وأشار إلى أن الحل ليس في المشاركة والنزول بمظاهر مجهولة المصدر، فهناك أزمة سياسية وليس اقتصادية تشهدها البلاد وإذا لم تتمكن الحكومة من إخراج البلاد منها سيكون الشعب على موعد مع التغيير خلال الستة شهور المقبلة.

 

وفي سياق آخر قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السسياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الشعب مهيأ للنزول بالشوراع بسبب الأزمات التي تمر بها البلاد من بطالة ومشاكل في التعليم، وارتفاع في الأسعار، متابعا "الوضع أصبح أسوأ والناس بقت تاكل من الزبالة".

 

وأكد ربيع خلال حديثه لـ"مصر العربية"، أن عدم نزول الناس للشارع يرجع إلى سببين أساسيين هما الخوف باتهامهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن البعض في الفترة الأخيرة يردد أن هذه الدعوات دعت لها جماعة الإخوان، وأن هذا يضر بمصلحتهم وبالتالي لاداعي للنزول إلى الميادين مثل ميدان التحرير وتعريض أنفسهم للمخاطر.

 

وأشار إلى أن السبب الآخر هو الخوف من البطشة الأمنية، وتعامل الأمن معهم بعنف لفض المظاهرات خاصة في ظل التواجد الأمني المكثف، بالإضافة إلى تعامل الأمن المعروف مع المتظاهرين لفض أي وقفة أو تظاهرة مشيرا إلى أن هذه الأسباب هي الرئيسية لعدم النزول ولا توجد أسباب أخرى.

 

وحول توقع نزول الشعب خلال الستة شهور الماضية، علق ربيع قائلا: "لا أحد يعلم ماسيحدث الأيام المقبلة ولن نستبق الأحداث".

مقالات متعلقة