نشر حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مقالًا بعنوان "متى يفيق الإخوان من سكرتهم؟"، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على خلفية فشل دعوات التظاهر اليوم، 11 نوفمبر.
وكتب "حسني": "مضى من النهار أكثره، وصار من الممكن الحكم على 11/11 بأنه كان مجرد فقاعة وهم انتفخت فقط فى عقول الداعمين لها والداعين إليها... الحديث مستقبلاً عن أن الأمن هو الذى أفشل ثورة الغلابة سيكون مثيراً للضحك وللرثاء، فالأمن لم يفعل شبئاً طيلة الفترة الماضية إلا الدعاية غير المباشرة لهذه الثورة المدعاة... كما أن أى حديث عن أن انكشاف هذا الوهم هو بمثابة تفويض جديد للسيسى لن يكون إلا هزلاً فى موضع الجد".
وتابع أستاذ العلوم السياسية: "وأحمد الله أن أجهزة النظام قد أصابها مس من الحكمة، فلم تعمد لإثارة فوضى مصطنعة من جانبها لتبرير إجراءات قمعية كان يخشاها كل غيور على مستقبل هذه الدولة ومستقبل هذا الوطن.
وأكد "حسني" أن "وجوه إخوانية معروفة ظلت تحرض على نزول الجماهير اليوم، وقناة الجزيرة - من جانبها - اجتهدت فى تغطية ما اعتقدت أنه سيكون مشهداً صاخباً يحرج النظام قبل أن تستسلم فى النهاية وتصرف نظراً عن المضى فى هذه الحماقة الإعلامية!".
مضيفًا: "وهكذا أثبت الشعب المصرى أنه أكثر حكمة من أن يسمح لأحد بتوظيف غضبه من واقعه لإعادة تمكين الجماعة من مفاصل الدولة المصرية، أو حتى من مفاصل الشارع المصرى... الرسالة كانت واضحة، وهى أن الأغلبية الصامتة فى مصر لن تتحرك لإعادة تجربة سياسية ثبت فشلها بحجة فشل تجربة أخرى سبقتها، أو بحجة فشل تجربة ثالثة لحقت بهما".
وتابع "حسني" واصفًا حال المحرضين على الثورة: "مازالت الجماعة تعيش فى سكرتها، ومازالت غير قادرة على النظر إلى ما هو خارج شرنقتها، ولا ترى إلا ما تعتقد أنه يمَكّنها ويمَكّن لمشروعها ... فلا أقطاب الجماعة مستعدين للاعتراف بأنهم سبب نكبتها ونكبتنا، ولا هم قادرين على التماهى مع النسيج الوطنى العام".
مؤكدًا: "نعم، هناك غضب يتزايد لدى المصريين من سياسات نظام الحكم القائم الآن، ولا يمكن إلا لأعمى البصيرة أن يتجاهل حجم هذا الغضب وخطورة تناميه أو حتى استمراره على ما هو عليه؛ لكن المصريين - حتى هذه اللحظة - لا يرون إلا أقنعة تسقط، دون أن يلحظوا وجوهاً جديدة تظهر ... وجوه جديدة ينتظرها المصريون، لا وجوه قديمة تعيد تشكيل نفسها مع كل عصر، لتبرر له ما هو عليه، ولا تقدم جديداً يخرج مصر والمصريين من أزمتها وأزمتهم".
وقال حازم حسني: "برعونة مواقفها، وبإنكارها مسؤولية أفكارها وسياساتها عما أصاب مصر من تمزق ومن تعثر جهود النهضة الوطنية، وباعتمادها فقط - فى الترويج لنفسها - على فشل النظم القائمة دون تقديم بديل قابل للحياة، إنما تسهم الجماعة فقط فى إطالة عمر الأزمة، وفى عرقلة جهود الخروج منها".
واختتم تدوينته: "الحكم القائم لا أمل له فى نجاح سياساته التى استمرأها، ولا فى قدرتها على الاستمرار؛ لكن المستقبل لا يمكن - فى المقابل - أن يكون لمشروع جماعة لا ترغب فى الخروج من سكرتها، ولا هى قادرة على فهم أن المستقبل لن يكون إلا لمشروع مستقبلى جديد، تصنعه أفكار خلاقة قادرة على الحياة وعلى إلهام المصريين، لا أفكار قديمة مضى زمانها، وتعجز عن قراءة الواقع المصرى، فلا هى تتجاوز فهم الأقدمين لواقعهم، ولا هى قادرة على اللحاق بالعصر الذى نعيش فيه وتصبو مصر لتحقيق مكانتها فيه!".
ودعت القوى المعارضة لتظاهرات يوم 11/11، أو ما يسمى بـ"ثورة الغلابة"، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ولكن لم يستجب أحد وظلّت الشوارع خالية طوال اليوم.