"للهزيمة أب واحد.. لكن للنجاح 1000 أب".. ربما تنطبق هذه المقولة على دونالد ترامب (70 عاما)، الذي فاز الأسبوع الماضي، بالرئاسة الأمريكية.
ففي الولايات المتحدة وغيرها، عادة ما يكافئ السياسي الفائز بمنصب الرئيس أو غيره عدداً من أقرب الداعمين له خلال السباق الانتخابي، خاصة إن اجتمعت فيهم صفتا الكفاءة والولاء.
ومنذ فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، يعمل ترامب وحزبه الجمهوري على تحديد قائمة بأسماء أعضاء حكومته من وزراء ومستشارين.
قائمةُ يبدو، بحسب ترجيحات سياسية وإعلامية، أنها لن تخلو من أسماء أخلص مؤيديه، وهم: رودولف غولياني، وكريس كريستي، ونيوتن غينغريتش، وبن كارسون، ومايك فلين.
* رودولف غوليانييبرز ردولف غولياني كمرشح ترامب المحتمل والأقرب لتولي منصب وزير العدل أو مستشار الأمن القومي.
وخلال حياته السياسية، تقلب غولياني من كونه ديمقراطيا إلى مستقل، ثم جمهوري، لينتهي به المطاف كأحد أبرز المؤيدين والمدافعين عن ترامب خلال الحملة الانتخابية.
في وقت سابق، شغل الرجل منصب مدعي عام ولاية نيويورك (شرق)، وهو محرك عدد من أهم الدعاوى القضائية ضد زعامات "المافيا"، وإليه تنسب ضربات متكررة لرؤوس الفساد في الولاية.
بعدها، شغل منصب عمدة مدينة نيويورك بين عامي 1994 و2001. ويعزو إليه الكثيرون ضبط الأمن في العاصمة المالية للبلاد، قبل أن يغادر منصبه إلى القطاع الخاص بعد أشهر قليلة من تهاوي برجي مركز التجارة العالمي خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تبناها تنظيم القاعدة.
* كريس كريستيالحاكم الحالي لولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، هو الآخر أحد المرشحين لوزارة العدل أو وزارة التجارة في حكومة الملياردير ترامب المرتقبة.
شغل كريستي منصب المدعي العام لولايته بين عامي 2002 و2008، وبعدها بعامين أصبح حاكما للولاية، ومن المقرر أن تنتهي ولايته عام 2018، إلا إذا غادر منصبه مبكراً من أجل منصب في إدارة ترامب.
وكان كريستي أحد المنافسين لترامب في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري، لكنه انسحب يوم 10 فبراير 2016، بعد أن حل في المرتبة السادسة بولاية نيوهامشير، واستمرار هبوط شعبيته في استطلاعات الرأي.
* نيوتن غينغريتشربما أيضاً لا تخلو إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاَ، من نيوتن غينغريتش، رئيس مجلس النواب وممثل الحزب الجمهوري في المجلس لمدة عشرين عاما عن ولاية جورجيا.
غينغريتش كان أحد المتصدين الأقوياء للانتقادات الموجهة إلى ترامب خلال الحملة الانتخابية.
ومن المرجح أن يذهب منصب وزير الخارجية إليه أو إلى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كوركر.
* سيشنز وفلينبينما يتنافس، بحسب ترجيحات سياسية وإعلامية، على منصب وزير الدفاع اثنان من داعمي ترامب المعروفين، أولهما عضو الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، جيف سيشنز، وهو أول عضو في المجلس قام بتزكية ترامب وأعلن تأييده له.
وينافس سيشنز على هذا المنصب الجنرال المتقاعد مايك فلين، الذي قاد وكالة الاستخبارات العسكرية، إحدى مؤسسات وزارة الدفاع (البنتاجون)، بين عامي 2012 و2014.
إلا أن مغادرة فلين لمنصبه العسكري عام 2014، ربما تجعله غير مؤهل لقيادة البنتاجون، التي يشترط في من يقودها أن يكون مدنيا، أي غادر آخر منصب عسكري له قبل ما لا يقل عن سبع سنوات.
* بن كارسونتتجه الأنظار إلى بن كارسون، جراح الأعصاب الشهير الذي فشل أمام ترامب، في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ يعتقد كثيرون أن الرئيس المنتخب سيوليه منصب الجراح العام للولايات المتحدة، وهو منصب يشرف على الجانب العملياتي في وزارة الصحة، أو ربما يمنحه منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
وكان كارسون أعلن عن قراره بالترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري في 5 مايو 2015، وسرعان ما تصاعدت حظوظه بشكل مفرط.
ومثل ترامب، معروف عن كارسون تعليقاته المعادية للمسلمين، والتي كان أشهرها إعلانه أنه لن يؤيد ترشح مسلم لمنصب رئيس البلاد، ومطالبته بالتحقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها "تنظيما إرهابيا".
غير أنه سرعان ما تضاءلت شعبية كارسون أمام شعبية ترامب، ليعلن الأول انسحابه من الانتخابات التمهيدية للحزب وتأييده للآخر في وقت مبكر من العام الجاري.
ومن المرجح أن يعلن ترامب تشكيلة حكومته خلال الأسابيع المقبلة، ضمن فترة انتقالية من إدارة الرئيس الحالي (الديمقراطي)، باراك أوباما، تنتهي بتنصيب الأول، الرئيس الأمريكي الـ45 يوم 20 يناير 2017.