طارق السعيد.. اسم فرض نفسه بقوة عندما كان لاعبًا، إذ لعب للقطبين الزمالك والأهلي، وخاض تجربة الاحتراف في الدوري البلجيكي بفضل موهبته الكبيرة حتى صار أحد اﻷعمدة الرئيسية في المنتخب الوطني لفترات طويلة، والآن يخوض تجربة أخرى في عالم كرة القدم، حيث يعتلي القيادة الفنية لفريق اتحاد الشرطة.
السعيد خصّ "استاد مصر العربية" بحوارٍ تحدَّث فيه عن رؤيته الفنية لمباراة المنتخب الوطني المهمة غدًا أمام نظيره الغاني، وفرص مصر في الوصول إلى مونديال روسيا 2018، وأسباب خسارة الزمالك بطولة دوري أبطال أفريقيا، ونظرته لمستقبله التدريبي. وإلى نص الحوار:
* ما توقعاتك لمباراة مصر وغانا؟
- بداية.. لا توقعات في كرة القدم، في لا تعترف إلا بالجهد والعرق داخل المستطيل الأخضر، وبالطبع المباراة ستكون صعبة جدًا على الفريقين، لكن منتخب مصر يملك الأفضلية لأنه يلعب على أرضه ووسط جماهيره.
أتمنّى أن يمثل الجمهور عامل تحفيز وليس عامل ضغط، لأننا نملك لاعبيين محليين لم يسبق لهم اللعب أمام هذا العدد من الجماهير في ظل غياب الجمهور بالدوري، ولكن من يرتدي قميص المنتخب عليه أن يكون قادرًا على اللعب تحت ضغط وعلى قدر المسؤولية، لديّ أمل كبير بالفوز على المنتخب الغاني على الرغم من امتلاكهم لعناصر جيدة.
* ما رأيك في إدارة هيكتور كوبر للمباريات؟
- أتمنّى عدم الاعتماد على محمد صلاح فحسب، وإيجاد حلول أخرى مثل عبدالله السعيد وتريزيجه وباسم مرسي وأحمد حسن كوكا، خصوصًا اللاعبين فى الجزء الأمامي، فأنا أرى أن الحلول الفردية ستمثل عاملًا كبيرًا.
* مَن اللاعب الذي كان يحتاجه المنتخب؟
- أرى أن حسام غالي كان أقرب اللاعبين للتواجد بالمنتخب في الوقت الحالي، لأن طريقة لعبه غالبًا ما تعطي لفريقه الأفضلية، ولديه مهام هجومية، وقادر على إيصال فريقه لمرمى الخصم في وقت قصير، لكن هذه رؤية المدير الفني وعلينا احترامها، وما يعجبني في كوبر أنه يلعب على قدرات لاعبينا.
* ماذا عن الانتقادات التي توجَّه لكوبر بتراجع أداء المنتخب؟
- كوبر نفَّذ كل ماطلب منه. تأهَّلنا إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غياب دام ثلاث سنوات، وفاز بأول مباراة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولكن ماذا إذا لعبنا بشكل هجومي وأداء رائع ولم نتأهل أو نفز فالأداء وقتها لن يجدي بشيء. أقدّر اهتمام المشجع المصري بالأداء لكنه لن يأتي إلا بالمكسب والثقة بالنفس.
* ما أسباب خسارة الزمالك اللقب الأفريقي أمام صن داونز؟
- اولًا التوفيق لم يكن حليف الزمالك. لم نتعامل مع مباراة الإياب بشكل جيّد، ولم نحضر لها على المستوى المطلوب، رغم أن الخصم كان كتابًا مفتوحًا لنا، والأمر كان انتهى من المباراة الأولى، فكان من الصعب أن يحرز الزمالك أربعة أهداف في لقاء العودة، خصوصًا أنَّها مباراة نهائية، ومثل هذه النتائج صعب حدوثها في النهائيات، وكان من الصعب أيضًا أن يستقبل الزمالك ثلاثة أهداف، لكن التوفيق كان عاملًا مهمًا، لكن إذا صار الزمالك على هذا النهج فسيستطيع إحراز اللقب خلال الموسم المقبل.
* ما تقييمك لتجربة مؤمن سليمان في الإدارة الفنية لنادي الزمالك؟
- أولًا قرار جريء من مرتضى منصور (رئيس نادي الزمالك)، ومؤمن سليمان لديه القدرات على أن يمر بسفينة الفريق، فهو مر باختبارت صعبة ومر منها بنجاح، ففاز على الأهلي فى نهائي كأس مصر، ةاستطاع التأهل للنهائي الأفريقي، ويسير بخطى جيّدة في الدوري، وأرى أن تجربته مع الزمالك جيّدة جدًا، وأتمنى له كل التوفيق.
* مَن الأجدر بحراسة مرمى الزمالك في الفترة المقبلة؟
- أحمد الشناوي من الحرّاس الذين لا غبار عليهم، لكنه يتعرَّض لكبوة في الوقت الحالي، واتمنّى من الزمالك وجماهيره وجماهير مصر كلها الوقوف بجانبه، لأنه بالفعل حارس مرمى جيّد جدًا، لديه كل المواصفات والإمكانيات، فهو حارس موهوب أتمنى له كل التوفيق.
* وماذا عن جنّش؟
- جنش حارس مميز ومجتهد جدًا، وكل الاختبارات التي مر بها كان على قدر المسؤولية وهذا يؤكد أنه حارس عظيم، لكن لا يوجد شك أن الشناوي هو الحارس رقم واحد، فالمنافسة أصبحت شرسة بينهما، وأعتقد بلغة الكرة أن "القلم" الذي تلقاه الشناوي، سيمثل نقطة تحول في مستواه خلال الفترة المقبلة، وأثق في عودته مرة أخرى فهو حارس كبير وسيعود الحارس الأول في مصر، لأنه يمتلك كل المقاومات.
* هل تتكرر أزمة عبدالواحد السيد والحضري من جديد بين الشناوي وجنش؟
- لا أعتقد حدوث أزمة بين جنش والشناوي، فهما متفاهمان إلى حدٍ كبير، لديهما ذكاء التعامل مع مثل تلك المواقف، ولديهما مدرب عظيم وذكي هو أيمن طاهر، ولديه من الخبرات والقدرة على التحدث معهم بشكل احترافي.
* هل أنت مع سياسة التدوير بين الحراس؟
- أنا لا أفضّل سياسة التدوير، مركز حارس يحتاج إلى الاستقرار النفسي والمعنوي لأن خطأه بهدف، لكن في حال انخفاض مستوى الحارس الأساسي فمن الطبيعي أن يمنح البديل فرصته، وإذا أدى بشكل جيّد يستمر.
* هل تؤثر الإصابة على احتراف مصطفى فتحي؟
- مصطفى فتحي من الموهوبين القلائل في مصر، وكنت أتمنّى احترافه في سن مبكرة، مثل رمضان صبحي، ولكن ليس شرطًا أن تعيقه الإصابة عن الاحتراف، فمن الممكن أن يعود أقوى، فهو ما زال صغير السن والطريق ما زال أمامه طويلًا، أتمنّى له كل التوفيق، وسيأتي له الوقت المناسب للاحتراف.
* هل كان على رمضان صبحي التدرج في الدرويات الأوروبية قبل الاحتراف في الدوري الإنجليزي؟
- عليه بالصبر، لأن التأقلم على الجو والثقافة واللغة ورتم المباريات وعلى التدريب صعب جدًا، فمن الجيّد خروجه للاحتراف في وقت مبكر، وبالأخص في الدوري الإنجليزي وهي فرصة عظيمة للاحتراف في أفضل الدوريات بالعالم، فهو يمتلك القدرات البدنية والفنية التي تؤهله للوصل لأعلى المستويات، وأتمنّى له التوفيق، وأن يكون سفيرًا جيّدًا للكرة المصرية.
*ما نصيحتك لمحمود حسن تريزيجه؟
- تريزيجيه اتخذ قرارًا جيدًا، فعندما كنت محترفًا في صفوف أندرلخت البلجيكي تلقيت عروضًا من موسكرون وبعض الأندية الأخرى على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر على أن أعود مرة أخرى إلى أندرلخت، لكني فضَّلت العودة إلى مصر وبالتحديد نادي الزمالك، لكني نادم على العودة، وكنت أتمنّى استكمال الاحتراف في أوروبا، الخطوة التي اتخذها تريزيجه صحيحة مائة بالمائة، وسيعود أفضل مما كان.
* هل علي فتحي ومحمد ناصف قادرين على تعويض عبدالشافي في الجبهة اليسرى لنادي الزمالك؟
- ناصف وفتحي لاعبان جيدان. درَّبت علي فتحي في المنتخب الأوليمبي بأولمبياد لندن، أخلاقيًا هو لاعب مهذب جدًا، وفنيًا لاعب جيّد أيضًا، ولديه المقومات والإمكانيات ولكن عليه مساعدة نفسه، فهو لم يلعب تحت ضغط الأندية الجماهيرية من قبل، ولكنه أثبت نفسه في الجبهة اليسري لنادي الزمالك مع محمد نصف الذي تأخّر انضمامه للفريق الأبيض كثيرًا، فهو قادر على تعويض رحيل عبدالشافي.
* هل محمد إبراهيم قادر على تعويض غياب مصطفى فتحي؟
- محمد إبراهيم قوة ضاربة لنادي الزمالك، وغيابه عن البطولة الأفريقية بسبب الإصابة أثّر على الفريق، "محمد إبراهيم لما بيفوق بيفوق فرقة الزمالك"، لأنه لاعب من اللاعبين الذين يستمتع الجمهور بطريقة لعبهم، وأثق في عودته أقوى من الأول، فأنا متابع جيد له.
* ما الفارق بين حسام حسن وهاني رمزي؟
- تشرفت كثيرًا بالعمل معهما، تعلّمت الكثير من حسام حسن وتعلّمت معنى أن يكون لديك قلب وروح وقتال ونفس طويل وطريقة توصيل المعلومة إلى اللاعب، أما هاني رمزي فتعلمت منه النظام والتحضير للعمل على فترات طويلة.
* ما النادي الذي ترى نفسك مدربًا له؟
- أتمنى تدريب الزمالك والأهلي ومنتخب مصر، كل شخص له أهداف، وهذه أهدافي وأتمنّى من الله تحقيقها، لكني أسير خطوة بخطوة، فالآن أنا من أصغر المدربين وأدرب فريقًا كبيرًا بحجم اتحاد الشرطة وأشكر إدارة اتحاد الشرطة على هذه الثقة.
* ما الفريق الذي تشجعه في مباريات القمة بين الأهلي والزمالك؟
- بالطبع أميل لنادي الزمالك بحكم السنين والأيام التي قضيتها في الزمالك، ولكن مباريات النادي الأهلي أنظر لها بمنظور فني.
* ما ردك على الجماهير التي رفضت عودتك عند طرح اسمك في الجهاز المعاون لحسام حسن؟
- "اللي يصعب عليك أوي لما نادي قضيت فيه كل عمرك ويصعب عليك أوي لما تجيب 14 بطولة من اللاعبين القلائل اللي جابوا بطولات كتير للنادي وتترفض إنك تكون موجود من بعض الناس واللي محدش يعرفه إني لما روحت النادي الأهلي كان بسبب إدارة الزمالك هما اللي مكنوش عايزني لكن كل شيء نصيب وأتمنى أن التعصب يهدى ونفسي يجي يوم وأكون موجود في نادي الزمالك من تاني".