أعلن الرئيس الكولومبي "خوان مانويل سانتوس"، اليوم الأحد، أن حكومة بلاده ومنظمة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)" وقعتا اتفاق سلام معدل، في محاولة لإنقاذ اتفاق تاريخي رفضه الشعب في استفتاء أجري مؤخراً. وقال سانتوس في بيان له إن "هذا الاتفاق هو ثمرة إعادة النظر في الاتفاق الذي أبرمناه في قرطاجنة (مدينة كولومبية)، ويتضمن مقترحات ومخاوف الذين صوتوا بنعم أو لا في الاستفتاء على الاتفاق الأول". وأشار سانتوس إلى أن المقترحات التي تلقاها عقب الاستفتاء ساهمت في التوصل لاتفاق جديد. ويتضمن الاتفاق الجديد، وفق الرئيس، "إقامة محاكم سلام خاصة لمدة 10 سنوات، وستوافق تلك المحاكم على طلبات التقصي لمدة سنتين، ولن يكون فيها قضاة أجانب، وإنما سيتم اختيارهم من المحاكم الكولومبية". كذلك، ستسلم المنظمة، بموجب الاتفاق، كامل أموالها من أجل إنفاقها لصالح المتضررين من النزاع، إضافة إلى أنها ستقدم إلى الحكومة معلومات تفصيلية حول إنتاج وتجارة المخدرات. وأكد الرئيس سانتوس أن الاتفاق الجديد "أزال المخاوف بشأن السماح للمنظمة بالتمثيل في البرلمان والسماح لأعضائها بتملك الأراضي والعقارات"، دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل. وأعرب عن شكره لكل من قدم مقترحات وأفكار جديدة من أجل التوصل للاتفاق. وأضاف "حان وقت ترك الانقسامات جانبًا، ويجب أن نوحد طاقاتنا وإسهاماتنا من أجل بناء السلام". ويعد موضوع السماح للمنظمة بالتمثيل في البرلمان والسماح لأعضائها بتملك الأراضي والعقارات، أحد أهم ركائز حملة التصويت بلا في الاستفتاء الشعبي السابق. بدوره، وصف ممثل "فارك" في المفاوضات إيفان ماركيز، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، الاتفاق الجديد بأنه "اتفاق الأمل". وتوصلت الحكومة والمنظمة لاتفاق وقف إطلاق النار في 29 أغسطس الماضي، في إطار محادثات السلام التي استمرت 4 سنوات، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بسبب رفضه في الاستفتاء الشعبي الذي أجري في أكتوبر. وعقب رفض الاتفاق السابق، اجتمع سانتوس مع المتضررين من النزاع وممثلي الكنيسة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في البلاد، للاطلاع على طلباتهم ومقترحاتهم.
ويعود الصراع في كولومبيا إلى العام 1950، عندما هرب العديد من الثوار الكولومبيين الليبيرليين والشيوعيين من اعتداءات العسكريين التابعين للسلطات الحكومية إلى المناطق الشرقية غير المأهولة، وأعلنوا إقامة دولة مستقلة لهم بعيداً عن "ظلم الطبقة الحاكمة البرجوازية". وفي عام 1966 أعلنت القوات المسلحة الثورية الكولومبية عن نفسها رسمياً، واستمرت المواجهات المسلحة مع الجيش الكولومبي حتى توقيع الاتفاق الأخير. وأسفر الصراع المسلح بين القوات الحكومية وحركة فارك، عن مقتل 300 ألف شخص، وتشريد 6.5 ملايين مواطن، وفق تقديرات رسمية.