"كل حاجة اسعارها في الطالع يعني هتيجي علي ملابس الشتا" بتلك الكلمات عبر أهالي محافظة قنا عن معاناتهم مع ارتفاع الأسعار ، لاسيما مع دخول فصل الشتاء ، وترددهم علي سوق الملابس ليفاجئوا بزيادات غير متوقعة، موضحين إنهم سيلجأون لاستعمال الملابس القديمة من السنوات الماضية.
تجولت "مصر العربية" بعدد من الاسواق والمحال التجارية بمدينة قنا، لترصد زحام وتكدس من قبل المواطنين ليرد الباعة" زحمة علي الفاضي الناس تيجي تتفرج وتسمع عن الاسعار وبترجع مكسورة الخاطر" ، لافتين الي أن ارتفاع الاسعار يرجع الي أن غالبية المنتجات المعروضة مستوردة وارتفعت بارتفاع سعر الدولار.
تقول مني محمد "نحن غير قادرين على شراء ملابس الشتاء لابنائنا لارتفاع الأسعار أكثر عن العام الماضي وهو بمثابة خراب للبيوت فكيف أن تبدأ أسعار ملابس الأطفال من 385 و400 لكن من لديه طفلين أو 3 ماذا يفعل".
وأضافت "لقد قطعت مسافة طويلة من مركز دشنا كي أصل إلى مدينة قنا للبحث عن ملابس الشتاء بسعر أقل لكن للأسف الأسعار غالية جدا ومش عارفين نشتري".
فيما قال أحمد راضي "قررت شراء ملابس مستعملة أقل تكلفة من الملابس التي تباع بالمحال خاصة وأنني لدى 4 أبناء وجميعهم بمراحل عمرية مختلفة لكنني هجيب فلوس منين اشتري ملابس جديدة ،واللي هتكلفني أكثر من 1000 جنيه".
"الناس تعبت هتلاقيها من زيادة أسعار المواصلات ولا من إرتفاع أسعار الخضار وبعدين أصحاب المحال بيزودوا الأسعار من غير مبرر وبيستغلوا" ، هكذا وصفت الحاجة ام سعيد ، وهي تقف لتشتري ملابس لابنائها الثلاثة من احد المعارض بمدينة قنا ، مشيرة الي أنها لا تستطيع دخول المحالات وشراء المنتجات الاصلية ذات الاسعار المرتفعة.
وأكدت أن أسعار الملابس هذا العام كسرت ظهور البسطاء، وتركتهم الدولة عراية في عز البرد القارس لم تنظر اليهم الحكومة بعين الشفقة.
ويوضح سعيد جميل، بائع ملابس بسوق السهاريج، أن أسعار ملابس الشتاء ارتفعت ما بين 20 الي 30 % عن الاعوام الماضية، مؤكداً أن غالبية المنتجات المعروضة في السوق اما المستورد والذي ارتفع بارتفاع الدولار، واما المنتجات "البالة" والتي لاقي المواطنين اقبالا عليها نظراً لانخافض سعرها البسيط، لكنها منتجات رديئة لن تدوم طويلاً.
وأشار الي أن الاقبال على الشراء هذا الموسم متوسط، مضيفا أن اسعار البنطلونات " الجينز" تراوحت ما بين 120- 180 جنيها، وأسعار البالطو من 150- 270 جنيها، بالإضافة إلى الـ "سويت شيرت" الذي تراوح ما بين 140- 110 جنيها.
ويبيًن احمد غربالي ، بائع ملابس، إن السوق كل يوم اسعاره في "الطالع" لافتاً الي أن كمية الملابس المعروضة بسعر قد يختلف سعرها الاسبوع المقبل قائلا" كل لبية بنسافر مصر نجيبها بتكون بسعر مختلف وبنضطر نرفع السعر وفي الاخر كله علي رأس الزبون".
ومن جانبه يري محمد عبد العزيز، خبير اقتصادي، إن الدولة هي السبب الرئيسي في ارتفاع اسعار الملابس ، لانها اعتمدت بشكل كبير علي استيرادها من الخارج ، وقضت علي السوق المحلي، مؤكداً أن هناك مصانع بالعشرات أغلقت ابوابها خلال السنوات الاخيرة وفتحت ابوابها للمستورد.
وأشار الي أن الدولة مطالبة بانشاء وفتح سوق محلي يواكب التطورات الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، من ارتفاع لسعر الدولار ، الي جيوب مواطنين اشعلها الغلاء من كل جانب .