"ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال" في الثامنة من صباح كل يوم وعلى مدار سنوات طوال تخرج منى السيد من منزل شقيقها في شارع فرنسا بمنطقة بحري بالإسكندرية متوجهة إلى المخزن الذي يستأجره لتقوم بتوزيع البضاعة على المحال في مناطق مختلفة، لتعود عقب صلاة العشاء وتكرر ذلك في اليوم التالي، وطوال هذه المدة لم تكن تعلم أنها تفعل شيئا قد يصنع منها بطلة يشير إليها الجميع ويستقبلها الرئيس ليكرمها.
في المنزل الذي تقطن به منى التقت بها كاميرا مصر العربية، التي أكدت أنها في بداية الأمر شعرت بضيق من التقاط صورة لها دون علمها واقتحام خصوصيتها وأن ذلك الشعور انتقل لأفراد أسرتها حتى إنه حين حاولت إحدى البرامج التابعة لقناة فضائية التواصل معها رفض ابن أخيها، إلا أن شعورها تجاه الصورة تبدل بعد ما لقيته من اهتمام من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووجهت منى رسالة لملتقط الصورة فقالت "اللي صورني جابلي خير من عند ربنا، وستر ربنا أهم حاجة"، وعن لقائها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، قالت "قالي أنت عاوزة أيه أنفذهولك قلتله مش عاوزة غير الستر"، وتابعت "قلتله ربنا يعينك ويعيننا" فدعا الله أن يعينها على المشقة التي تواجهها في العمل وأخبرها أنه حين رأى صورتها طالب من حوله بالوصول إليها فقال "قولتلهم أنا عاوز البنت دي تجيبوهالي بأي طريقة، أنا أتعلمت منك الصبر والكفاح".
وأضافت أن الرئيس أخبرها أنه تعلم منها كثيرًا مطالبًا إياها بتوجيه رسالة للشباب فقال "تقولي إيه للشباب اللي على القهوة" فكان ردها "دول بتوع أبوهم وأمهم، ويشتغلوا علشان يلاقوا" فأضاف "ويجروا" وسألها عما تحتاجه وما الذي يوفره لها حتى تتخلى عن العمل فأكدت له أنها ستظل تعمل حتى آخر يوم في عمرها، وأن أخوتها حاولوا منعها كثيرًا كي تتخلى عن العمل وترتاح، إلا أنها رفضت ذلك.
وأشارت إلى أنَّ الرئيس وعدها بأثاث شقة الزوجية لأخيها، وشقة بأثاث كامل لها، ووعدها بسيارة من ماله الخاص وأنه سيضع عليها صورتها، موضحة أنه حين خرج معها وقبل أن يفتح باب السيارة فاجأ الجميع بمصاحبته لها إلى الباب فقالت "كل اللي كانوا قاعدين تنحوا أنه خرج معايا لحد العربية".
ووجهت منى رسالة للجميع أكدت فيها أن الشغل ليس عيبا وطالبت الجميع بالعمل والتحرك لأجل بناء مصر فقالت"لازم يسعوا علشان مصر تتعمر".
وقال إبراهيم بهاء الدين 25 عاما نجل أخيها، إن منى تمثل له كل شيء وأنه بدأ العمل معها في عام 2000 وكان عمره وقتها 8 سنوات واستمر في العمل معها طوال هذه المدة، مشيرا إلى أن عملهم يبدأ يوميا في الثامنة صباحا ويستمر حتى صلاة العشاء، وأنها تقوم بنقلة أو نقلتين في اليوم لمسافات طويلة.
وأكد أنهم لم يشعروا يوما بالإحراج من عمل عمتهم وأنهم جميعا يعملون، وأن مطالبتهم لها بترك العمل جاءت رغبة في راحتها إلا أنها لم تقبل، ليس لحاجتها للمال، بل لأنها لا تقدر على الاستغناء عن الشغل واصفًا إياها بالمكافحة، مشيرًا إلى أنهم في بداية الأمر شعروا بضيق من الصورة التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إلا أن نظرتهم للصورة اختلفت منذ ظهورها في أحد البرامج والتكريم الذي شهدته.
وأشار إلى سعادته بلقائها مع الرئيس، مؤكدًا أنها كانت تتحدث بتلقائية شديدة ولم ترتب كلامها، موجها رسالة لها فقال "أنت شرفتينا وأحنا متشرفين إننا ولاد أخوكي وربنا يديكي الصحة ويخليكي جنبنا".
شاهد الفيديو..