البكاء على الأطلال.. هكذا وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حال المسيحيين في العراق وتحديدًا في إحدى القرى القريبة من محافظة نينوي شمالي العراق حينما عادوا إلى قريتهم بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامي "داعش" ليجدوا المسلحين وقد دنسوا كنيستهم وقطعوا رؤوس تماثيل للسيدة العذراء.
وذكرت الصحيفة أن أتباع كنيسة " مار أدي الرسول" عادوا إليها أمس الأول الأحد لإقامة الصلوات بها للمرة الأولى في عامين بعدما طهرت القوات الحكومية العراقية المنطقة من مسلحي التنظيم الإرهابي، لكنهم أصيبوا بصدمة بالغة حينما وجدوا الدمار وقد طال كل شيء داخل الكنيسة، بما في ذلك تماثيل للسيدة العذراء.
وأقدم المسلحون أيضا على تحويل كرسي الاعتراف بالكنيسة إلى خزانة، وتدنيس مقبرة لأحد الكهنة وحرق مقاعد الصلاة الحمراء وتحطيم زجاج الكنيسة.
وسقطت كرمليس، بلدة مسيحية تقع على سهول نينوي في شمالي العراق، في أيدي مسلحي " داعش" في أغسطس من العام 2014، أي بعد شهرين من احتلال التنظيم الإرهابي لـ الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، والمناطق المحيط بها، ما دفع السواد الأعظم من سكان البلدة إلى الفرار منها.
لكن استعادت القوات العراقية البلدة قبل ثلاثة أسابيع تقريبا في إطار العمليات العسكرية الرامية لتطهير الموصل من قبضة المسلحين، غير أن معظم منازل كرمليس قد دُمرت في الهجوم.
ويعيش الكثيرون من سكان كرمليس، المدينة الأشورية القديمة التي تبعد 18 ميلا جنوب شرقي الموصل، في مخيمات بالمنطقة الكردية في العراق، في حين هرب مئات آخرون إلى البلدان المجاورة وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى.
ولدى عودة سكان كرمليس أمس الأول الأحد، لم يتمالكوا أنفسهم حينما دقت أجراس الكنيسة للمرة الأولى في أكثر من عامين، لكن القليل منهم هم من تظهر أمامهم نافذة أمل في المستقبل.
وقال سهير شمون، مدرس ألعاب جاء إلى كرمليس برفقة زوجته بعد أن قطعا مسافة أربع ساعات بالسيارة من منطقة زاخو بالقرب من الحدود التركية لرؤية منزله والاطمئنان على سلامته:" إنه لشيء مذهل. جرس الكنيسة يعني لنا الكثير."
ووجد شمون وزوجته أن منزلهما لم تصل إليه أيدي "داعش" التخريبية برغم الدمار الكامل الذي لحق بالبنايات الأخرى المحيطة به، لكنهما اكتشفا أن كل الأجهزة الكهربية وقطع الأثاث قد سُرقت من المنزل.
وأضاف شمون:" شعرت بمرارة الحزن. ولم أكن أعرف وقت رجوعي أو حتى ما إذا كنت سأرجع لمنزلي في القرية. أفكر الآن في أبنائي، هل سيكون لهم مستقبل هنا؟"
وتضاءلت أعداد المسيحيين الذين كانوا يشكلون في السابق أقلية في العراق، منذ الغزو الأمريكي في العام 2003 مع هجرة الكثيرين من سكان البلد العربي إلى الدول الغربية فرارا من العنف الدائر.
ولفت شمون إلى أنه قد شُرد خمس مرات، ويعتقد الآن أنه لا يوجد مستقبل للمسيحيين أو الأقليات في الشرق الأوسط.
هذا وأقيمت الصلاة داخل الكنيسة وسط حراسة أمنية مشددة من المسلحين المسيحيين الأشوريين، المعروفين بـ " وحدات حماية سهل نينوي."
لمطالعة النص الأصلي