في السادسة من صباح اليوم الثلاثاء، وصل أهالي المحبوسين داخل سجن برج العرب أمام بوابات السجن للزيارة، ولكن إدارة السجن رفضت دخولهم، وهو ما بعث القلق في نفوس الأهالي خاصة مع منع الزيارة أمس الاثنين، وحدوث اعتداءات داخل السجن.
تزايدت أعداد الأهالي بحلول الثامنة، ذلك التوقيت الذي يبدأ فيه تسجيل الأسماء حتى العاشرة استعداداً للزيارة الأولى، لكن أصوات الهتافات من داخل السجن كانت مؤشر للأهالي باستمرار الاعتداءات بالداخل.
فاطمة حامد، إحدى المتواجدات أمام السجن، قالت إنه منذ وصولها للبوابات توافدت عربات ترحيلات لداخل السجن بأعداد كبيرة على غير المعتاد، وسط أخبار تتناقل عن ترحيلات وتغريبة -توزيع على سجون أخرى- للمحبوسين منذ الأمس ووقوع إصابات بينهم نٌقلوا على إثرها للمستشفى.
في شهادتها لـ"مصر العربية"، أوضحت حامد، أن هناك زنزانة بعنبر 21 رٌحلوا بالأمس لسجون مختلفة، وهو ما تسبب في شعور الأهالي بالخوف من استكمال الترحيلات اليوم.
وأشارت إلى أن الاعتداءات بدأت نتيجة مطالبة عنابر الإعدام بتحسين أوضاعهم ونقلهم من الزنازين الانفرادية والخروج للتريض لتبدأ الاعتداءات، مما أوقع عددا من الإصابات نقلوا على إثرها للمستشفى، وبمعرفة باقي المحبوسين بدأ التضامن معهم والهتاف فأطلقت قوات السجن الغازات المسيلة للدموع عليهم.
بخروج عربات الترحيلات من السجن، قرر الأهالي رفض خروجها وتجمعوا أمام بوابات السجن، لتبدأ المفاوضات من إدارة السجن بحجة أنهم محبوسين جنائيين، وسط تلميحات بالاعتداء عليهم خاصة بعد خروج قوات فض شغب من الداخل ووصول العديد من التعزيزات للسجن.
مي شقيقة لؤي القهوجي، قالت إن إدارة السجن سمحت ، أمس اﻹثنين، بإدخال زيارات الجنائيين فقط، و3 كشوفات من السياسي فقط أي "10 أسماء" على وعد بإدخالهم على مراحل بحجة وجود تفتيش من مصلحة السجون.
وأضافت القهوجي، أنه بمرور الوقت بدأ الأهالي في سماع صوت انفجار تكرر أربعة مرات، وبسؤالهم كانت الإجابة أنه إطار عربية انفجر، بخروج الزيارة الأولى من السجن علم الأهالي بالخارج أن عنبر 11 و 24 دخلوا في إضراب وامتناع عن الزيارة تضامناً مع عنابر المخصوص "المحكوم عليهم بالإعدام" وأحد الجنائيين الذي توفي نتيجة الاعتداء عليه بالضرب.
بدأت عربات الترحيلات في التحرك بكثافة داخل السجن، ليعلم الأهالي بترحيل ما يقرب من 100 محبوس إلى محافظاتهم، استمر هذا الوضع حتى الثالثة عصر أمس، وبتجمع الأهالي ومطالبتهم بالدخول أخبرهم السجن بدخول باقي العنابر للإضراب والامتناع عن الزيارة.
رفض السجن أعطاء معلومة للأهالي حول الأسماء التُي رُحلت وأسباب امتناع المحبوسين عن الزيارة والأصوات التي وصلت إلى مسامعهم، مما دفع الأهالي للبدء في الهتاف.
وأوضحت مي، أن موظفين السجن والمأمور وأحد الضباط أخبرهم بتوقف الهتاف للسماح لهم بالدخول، ولكن بعد فترة أخبروهم أن الزيارة ممنوعة لدواع أمنية.
بحلول الرابعة عصر أمس، اضطر الأهالي لمغادرة بوابات السجن، دون إجابات حول حقيقة الوضع بالداخل وأصوات إطلاق قنابل الغاز وأسباب طلب المحبوسين للإسعافات الطبية، مشيرة إلى أنهم في النهاية علموا بمقتل أحد الجنائيين يدعي "عباس أحمد عباس" 30 عاماً من محافظة بورسعيد، نتيجة الضرب على يد ضابط السجن، أول أمس.
رابطة أسر المحبوسين بسجن برج العرب أوضحت في بيانها أن المحبوسين بعنابر الاعتداءات هٌددوا أكثر من مرة بتنفيذ الأحكام ضدهم، مشيرة إلى أن ضابط السجن اعتدى على أحدهم أول أمس بالضرب والسحل فإصابه بجرح في الرأس.
بحلول الأمس وإعلان باقي الزنازين تضامنها، اعتدى الضابط مرة أخرى على "علاء السيد"، أحد المحبوسين وأصيب في وجهه، وبدأ استدعاء القوات الخاصة لعنبر 21 وأطلق عليه الغاز المسيل للدموع لإجبار المحبوسين على فتح الزنازين، ووقوع حالات اختناق كان من بينهم محمد عماد، المصاب بحساسية الصدر.
وأضافت الرابطة، أنه باقتحام الزنازين بدأ الضرب وسحل 10 منهم خارج العنبر ووضع غمامات على أعينهم وتقيديهم وتهديد الباقي بتعرضهم للتشريد.