الخيانة الزوجية سهم قاتل للحياة الزوجية، يقلب كيان الأسرة ويشتت شملها، ويجعل أفرادها يعيشون في حالة نفسية سيئة، وتتوالى القصص والحكايات التي تثير الاهتمام وتؤجج مشاعر الخوف والغضب، فضلا عن التفريق بين الضحية والجاني. وإليك القصة الكاملة حول الخيانة الزوجية.
وتعد الخيانة فعلا غير مقبول في المجتمعات العربية، فهي تؤذي الطرف الآخر، وتؤدي إلى نتائج مؤلمة على صعيد الحياة الأسرية.
وتتعدد أشكال الخيانة ما بين اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل الهاتف، والمحادثات التليفونية، أو أقامة علاقات كاملة خارج الإطار المشروع,
وأظهرت الإحصائية الأخيرة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن 0.7% وراء حالات الطلاق جاء بسبب الخيانة الزوجية.
وكشفت الدكتورة شيرين الدريري، خبير العلاقات الزوجية عبر نجوم إف إم أن الخيانة الزوجية أمر خطير لا يجب الاستهانة به، مشيرة إلى أن مصر بها 40 ألف حالة طلاق بسبب الخيانة على الإنترنت.
وأرجعت الدرديري السبب إلى أن "أغلب النساء والرجال يلجؤون للخيانة الإلكترونية لإقتناعهم بأن الأمر يحدث في الخفاء، ولكن بمجرد أن ينكشف يتسبب في هدم بيوت بكل ما تحمله الكلمة من معان".
مفهوم الخيانة
الخيانة في اللغة عكس الأمانة، وهي قيام المؤتمن بعمل في السر مخالف لما تم الائتمان عليه من قبل الطرف الآخر،و الذي أمنه على نفسه وماله وعقله ودينه ومشاعره وأفكاره وكل جوارحه.
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن مفهوم الخيانة مختلف مابين الذكر والأنثى، لافتة إلى أن "الراجل يقولك أنا مخنتش لأني منمتش معاها في الحقيقة، ولكن دي مشكة أنه مش حاسس أن دي حاجة غلط أو خيانة للطرف الآخر".
ووجهت راجح حديثها للرجل: "انظر إليها من الطرف الآخر؛ هل هتتضايق ولا لأ؟ هتحس بإيه"، مشيرة إلى أن من يرددون دعاوى "الراجل غير الست" يرون أن خيانة الرجل مختلفة بسبب مقياس المجتمع.
وأضافت: "لما واحدة تشتكي جوزها بيخونها يقولك وماله ما كل الرجاله كده،
المجتمع نفسه هو اللي متيح هذا الأمر، ومخلي هذا المفهوم عند الرجل مش قيمة عليا".
وتابعت الاستشارية الاجتماعية: "لكن المقياس الرباني مبيجاملش جنس على جنس الكل بيتحاسب سواء صادر الخطأ من هنا أو من هنا، والمقياس الإلهي لا يجامل، لكن مقياس المجتمع يجامل الرجل ويديله الحق أنه يعمل هذا الأمر".
واستطردت راجح: "المقياس الإلهي بيقول أن كل ده حرام، وكل ما يقوم به الإنسان من حرام يؤدي إلى ضرر للطرف الآخر".
أنواع الخيانة
وقالت راجح: "العلوم النفسية بصفة عامة ليست قواعد وقوانين تسري على الجميع بل هي ظواهر عامة بها استثناءات"، لافتة إلى أن "خيانة الرجل خيانة جنسية، لكن خيانة المرأة بتكون خيانة عاطفية تنشد فيها الحب والاحتواء".
وأوضحت الاستشارية الاجتماعية أن: "الخيانة درجات من أول النظر إلى الكلام والمقابلة، كما أنها تنقسم إلى خيانة واقعية أو خيانة إلكترونية أيضا".
أسباب الخيانة
أسباب الخيانة إما تكون داخلية تتعلق بالشخص نفسه بسبب احتياجاته وعقده النفسية، أو أسباب خارجية ساعدته مع الأسباب الداخلية للوقوع في الخيانة، وفق ما قلته راجح.
وكشفت راجح أن هناك أسباب خارجية سهل السيطرة عليها مثل "مفاهيم المجتمع التي تبين أن سبب خيانة الرجل هو زوجته اللي مش مكفياه، في حين أن العكس لو الست خانت تبقى هي وحشة، ودي من الأفكار المجتمعية المتنشرة التي يجب القضاء عليها".
خيانة الرجل
ولفتت راجح إلى أن الرجل يخون لعدة أسباب داخليه منها؛ الإحساس بالملل والروتين في حياته وهي ما تجعله يبحث عن أكشن وإثارة تخرجه من هذا الملل.
وأشارت الاستشارية الأسرية إلى أن "الفشل والإحباط بصفة عامة قد يقود الرجل للبحث عن وسيلة لتعويض هذا الفشل، سواء كان الفشل في الحياة العملية أو الزوجية بيخليه يدور على حاجة ممكن ينجح فيها وبيدور على حد تاني ممكن ينجح معاه".
وأضافت راجح عددا من الأسباب وهي: "الرغبة في الطلاق، أو التعددية الجنسية،
وإدمان الجنس والاستمناء والعادة السرية، وعدم تقدير الجل لذاته، أو بسبب الانتقام من الزوجة لأنها مهملة، أو تعامله بشكل سيء، أو بسبب مرض نفسي من الطفولة أو تعرض للتحرش وهو صغير",
خيانة المرأة
وأفادن راجح بأن ضعف ثقة المراة بنفسها أو ضعف التقدير الذاتي لنفسها، قد يؤدي إلى الخيانة الزوجية.
كما أن عدم حصول المرأة على إعجاب الناس، أو كانت عىل قدر متوسط من الجمال، فغن هذا الأمر يؤدي بها إلى الدخول في العلاقات.
إضافة إلى شعورها بالوحدة أو الفراغ، أو لا يوجد في حياتها صديقات مقربات منها، أو بسبب الإدمان العاطفي، أو الرغبة في الطلاق، أو الاحتياج النفسي إلى التواصل الشديد، أو التعرض لضغط عاطفي شديد، كل ذلك قد يجر المرأة إلى الخيانة.
تغيرات في سلوكيات الخائن
هذه التغيرات يلاحظها الطرف الآخر وهي؛ "ممكن نظرته لها بتختلف.. معدل جلوسه معها بيختلف.. معدل نومه معها بيختلف.. لهفته على الخروج من المنزل.. باسوورد للموبايل لإخفاء معالم الخيانة.. مش قادر يقول للزوجة كلمة حلوة".
ويلاحظ ذلك النساء بصفة عامة وخاصة من يملكون الحاسة السادسة.
وأكدت راجح أن "خيانة المرأة للأسف الرجالة مش بيلاحظوها، وعلشان كده بيقولوا أن معدلات خيانة الرجل أعلى لأن خيانة المرأة من المسكوت عنها، وغالبا يطلقها الرجل، وبيتحجج بأي سبب ومش بيقول أنها خائنة".
استمرار الحياة بعد الخيانة
أوضحت راجح أن الحياة الزوجية "ممكن تستمر لو كانت خيانة عابرة، لكن لو الخيانة متكررة فصعب الاستمرار خصوصا لو واحد مدمن علاقات خارج نطاق الزواج صعب الحياة تستمر أو تستمر في وجود جفاء عاطفي وهو نوع من الطلاق العاطفي".
وأضافت: "لكن لو الخيانة مجرد نزوة الأمر بيعتمد على قدرة الطرفين على تخطي المشكلة، فالطرف الخائن ينهي العلاقة ليسترجع ثقة الطرف الثاني، ويحاول يقدم ما يدل على حبه له، وما يثبت رغبته في استرجاع الحياة مرة ثانية، وعلى المرأة الاحتواء ومش كل شوية تفكر الرجل وتحرجه وتذله باللي حصل".
وتابعت الاستشارية الأسرية: "ما بعد الخيانة تأتي فترة نقاهة، لو قدر الزوجين يستحملوا بعض ممكن الأمور تعدي والحياة تستمر، لكن لو المرأة طول اليوم تتكلم في الموضوع، وتقول فاكر لما عملت كذا؟ طبعا دي حاجة مهينة للرجل".
واسطردت: "المفروض نعدي هذا الأمر والرجل يحاول مع نفسه يتقرب من مراته، والمرأة تتعامل مع مشاعرها السلبية تدور على حد تشتكيله، أو تشوف أخصائي نفسي بحيث الطاقة اللي عندها متفرغهاش في زوجها".
ولفتت راجح إلى أن "الخيانة مش بتتنسي ولكن المشاعر السلبية بتخف مع الوقت زي جرح الجسد لما بيكون غويط بيسيب أثر، ولما بتضغطي عليه مش بيؤلم زي قبل كده".
وأوضحت: "الرجل بيقدر المرأة لما بتعدي له الموضوع ده، بيبقى عايز يعوضها عن الألم اللي شافته قبل كده، وممكن الحياة بترجع أفضل من الحياة قبل الخيانة خصوصا في العطاء والحب".
اقرأ أيضا: