أزمات وكوارث تلاحق القطاع السياحي على مدار سنوات عديدة وصلت إلى 6 أعوام، حتى تسببت الأزمة في تشريد أكثر من 4مليون عامل يعملون بالقطاع السياحي في جميع محافظات مصر.
وعلى الرغم من أن محافظة الأقصر لها طابع خاص لاختيارها عاصمة للسياحة العالمية في 2011، وامتلاكها آثار عديدة إلا أن العاملون بالسياحة كانو الأكثر تضررًا، فشردت خيولهم ووقع العديد منهم ضحايا لانهيار القطاع وكثرت حالات الطلاق بينهم خلال السنوات العجاف.
قال مصطفى سعيد، وكان يمتلك حناطير عديدة، إن حركة السياحة متوقفة تمامًا معلنًا أن من يتردد على المناطق السياحية حاليًا هم من أهل الأقصر فقط وبأعداد قليلة وندر السائحين من التواجد في المحافظة.
وأوضح أنه لا يملك غيرها كي يستطيع مواكبة الحياة الصعبة في تلك الأيام' كما أن الأقصر ليس بها مصانع أو شيئًا آخر للعمل فيه، مؤكدًا أنه يبحث عن مدخل رزق ليطعم أولاده أو يبيع الخيول الذي يعتبر ثروته في الحياة.
وأشار إلى أن أسعار طعام الخيول ارتفعت بشكل كبير حيث أصبح كيلو الذرة بـ 5 جنيهات، والحيوان يحتاج إلى أكثر من عشرة كيلو يوميًا، وقيراط البرسيم أصبح 250 جنيه، وهو يكفي لإطعام الخيول أسبوع فقط، وحمل التبن بـ500جنيه، وفي المقابل ليس هناك أي دخل معقول يكفي لهذه النفقات.
وأوضح حجاج صاحب مركب شراعي، أن بعض العمالة أن المراكب أصبحت مهجورة بطول طريق الكورنيش بالأقصر، معلنًا أن الأقصر بها 362 مركب والتي تعمل منهم 10 % فقط وتعمل بنصف قوتها قائلا: "زمان كنا نختار الزبون اللي هيركب معانا، ودلوقتي مش لقين حتى الزبون المصري".
ولفت إلى أن القطاع سيطرت عليه مافيا السياحة أطلق عليهم بـ"المافيا الداخلية"، متابعا أن المركب تحتاج إلى صيانة كل عامين بتكلفة 6 ألاف جنيه كما أن نقابتهم لا تقدم لهم شيئًا مطالبًا من المحافظ أن يساعدهم على تشغيل المراكب من أجل القدرة على ممارسة أعملهم.
ومن جانبه أكد إسماعيل عاملًا بأحد البازارات، أن جميع المحلات سرحت العمالة ولم يبقى فيها سوى عدد قليل كما أنهم يعملون بنصف الأجر التي كانوا يتقاضوها في الماضي، مشيرًا إلى أن الحياة في الأقصر أصبحت شبة منعدمة تمامًا وخاصة أن الكل يعلم أننا لا نجيد سوى صناعة السياحة التي تميزنا بها على مر العصور ولكن الآن لا نعلم مصيرنا في ظل الظروف التي تمر بها البلد.
كما أكد أحمد هارون، المرشد السياحي، أن نسبة كبيرة من المرشدين هجروا المهنة بعد أن اختفى السائحون والغت الشركات حجوزها مضيفًا أن بعضهم لجاء للعمل في مجال لا يليق به "كمرشد" وفقاً على حد قوله.
وأشار إلى رفض جميع الأسر المتضررة من هذا الركود الحديث لوسائل الإعلام خاصة من حدث بينهم حالات "طلاق" بسبب عدم القدرة على الانفاق، لافتًا إلى أن منهم من لجأ لبيع فرش بيته والأجهزة الكهربائية.
ومن جانبه قال ثروت عجمي، رئيس غرف شركات السياحة بالأقصر، إن 70 % من العمالة هجرت الأقصر بعد الثورة، للبحث عن فرصة عمل كما أنه لا يوجد أي من أنواع الدعم للعمالة نهائيًا، موضحًا أن المستثمر من المكن أن يملك قوت يومه.
ولفت إلى أن الكثير من المراكب العائمة، اتجهت إلى تأجيرها كـ"قاعة أفراح"، ومنهم من قام بتأجيرها لشركات المقولات في قنا وسوهاج كـ" فندق"، مشيرًا إلى أن 80 % منها متوقف الآن، و"20 % من ارتضى بالعمل في أي شيء".
وأعلن أن نسب الإشغال بفنادق الأقصر خلال الفترة الحالية، قائلاً أنها: لا تتخطى الـ 3 %، أي بمعدل 1000 سائح، موضحًا أن هذا الرقم ليس ثابت وأنه من الممكن أن يتغير كل أسبوع على حسب حجزات شركات السياحة.