شهدت مناطق بالجزء الشرقي لحلب ضربات مكثفة بالطيران أسقطت خلالها براميل متفجرة وقنابل بالمظلات، وذلك في أعنف هجوم على المدينة منذ 15 يوما، كما قال شهود عيان.
وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية، إن هناك عمليات انتشار واسعة لقوات النظام على عدد من الجبهات الرئيسية في مسرح حلب استعدادا لهجوم بري واسع النطاق. وأضافت القناة أن الهجوم وشيك وفي انتظارساعة الصفر. وقال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مناطق بالجزء الشرقي الخاضع للمعارضة في حلب شهدت ضربات جوية مكثفة بعد توقفها لأسابيع مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وقال التلفزيون السوري الرسمي، إن سلاح الجو السوري شارك في الضربات ضد "معاقل إرهابية" في حلب القديمة بينما قالت روسيا إنها ضربت مواقع لتنظيمي داعش وجبهة النصرة في أماكن أخرى من البلاد دون أن تذكر حلب.
ويشير القصف فيما يبدو إلى استئناف الضربات الجوية على أهداف داخل حلب منذ إعلان الحكومة السورية وروسيا في 18 أكتوبر عن وقف الضربات. وقال أحد سكان شرق حلب "منازلنا تهتز من الضغط. تحلق الطائرات فوقنا والقصف حولنا." وقال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن القصف شمل ضربات بالصواريخ وبراميل متفجرة ألقتها طائرات هليكوبتر. ويحظى تجدد العنف في حلب بمتابعة وثيقة في واشنطن حيث أشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى أنه سيتخذ نهجا مختلفا عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أيد بعض جماعات المعارضة. وأصبحت حلب أعنف جبهة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات ونصف بين القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا وإيران وفصائل شيعية من جهة، وبين مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة وبعضهم تدعمه تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية من جهة أخرى. وقُسمت المدينة منذ سنوات بين قطاع غربي تسيطر عليه الحكومةوأحياء شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأصابت ضربات جوية يوم الاثنين وصباح الثلاثاء مستشفيات في ثلاث بلدات وقرى بالمناطق الخاضعة للمعارضة إلى الغرب من حلب مما أدى إلى خروجها جميعا من الخدمة. ونفت دمشق وموسكو استهداف المستشفيات. وأصابت ضربات أخرى -بعضها بصواريخ كروز روسية فيما يبدو- سراقب بمحافظة إدلب القريبة من حلب حيث يوجد انتشار كبير لفصائل المعارضة. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الثلاثاء، إن بلاده شنت هجمات في إدلب وحمص باستخدام صواريخ وطائرات من حاملة الطائرات الوحيدة لروسيا التي وصلت في الآونة الأخيرة إلى البحر المتوسط مضيفا أن الهجمات ستستمر. وقال مقاتلون بالمعارضة وسكان من شرق حلب قبل أكثر من أسبوع إنهم يتوقعون استئناف الضربات الجوية وهجوما جديدا للجيش وحلفائه بعد وصول حاملة الطائرات قرب سوريا وإعلان موسكو عن أن فترة الهدوء ستنتهي.