"زفي مازيل السفير الإسرائيلي السابق في مصر، كتب تقارير تفيد بأن مصر في مأزق".. وهو ما استشهدت به مجلة "فورين بيج" اﻷمريكية في تقرير بعنوان "يجب إنقاذ مصر قبل فوات اﻷوان"، مطالبة الولايات المتحدة والغرب بسياسات عاقلة تجاه القاهرة حتى تنهض من كبوتها.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواصل تنفيذ إصلاحات اقتصادية طموحة، قام بحفر قناة السويس الجديدة لمضاعفة الإيرادات، وشرع في بناء عاصمة جديدة جنوبي القاهرة، لتخفيف الازدحام والتلوث في القاهرة، وجعلها مركزًا تجاريًا وسياحيًا.
وأطلق السيسي أيضًا عمليات لبناء طرق، حيث قام برصف ألفي كيلو متر من الطرق السريعة، وتنظيف وإعادة تأهيل صوامع القمح لتقليل التالف من القمح الذي يتعفن بسبب الإهمال، وتطوير حقول النفط والغاز الطبيعي.
تطوير حقول النفط والغاز يمكن أن يتسارع إلى حد كبير إذا قرر الغرب أخيرًا، وبعد طول انتظار مساعدة مصر. وهذا لم يحدث حتى الآن. بحسب الصحيفة.
ومن المعروف، منذ أحداث 3 يونيو 2013، أنّ إدارة أوباما والحكومات الغربية الأخرى تحولت مع مصر للعلاقات الباردة، رغم أن تلك الخطوة كانت مدعومة باحتجاجات شعبية واسعة النطاق مع خروج 14 مليون مصري للشوارع.
وقال مازيل:" الدول الغربية يقودها الرئيس الأمريكي باراك أوباما"،
وأضاف : لا يزال البعض يرى الرئيس السيسي ديكتاتورا عسكريا انتزع السلطة من رئيس منتخب ديمقراطيا"، ولا يريدون أن يعترفوا أن مرسي أطاحت به ثورة شعبية بمساعدة الجيش، في الوقت المناسب لمنعه من إنشاء ديكتاتورية إسلامية".
بسبب نبذ الغرب توجه الرئيس السيسي لمكان آخر، وهي الصين التي ساهمت في بناء العاصمة الجديدة، وأكثر من ذلك فقد وقعت مصر صفقات أسلحة كبيرة مع روسيا التي تعهدت ببناء محطة نووية بتكلفة 25 مليار دولار في شمال مصر.
وأوضحت الصحيفة، من الممكن أن يكون أقل إزعاجا للعالم أن يعترف بأن مصر تعاني من مشاكل اقتصادية، بجانب تعرضها لهجوم من اﻹرهاب المتطرف المعادي للغرب.
وأوضح مازيل:" اﻹخوان المسلمين لا تزال تشن حربًا ضد البنية التحتية المحلية في البلاد"، والتنظيم التابع للدولة اﻹسلامية المعروف باسم "دعش" في سيناء يشن سلسلة من الهجمات القاتلة ضد الجيش وأهداف مدنية، وأكثرها تدميرًا، إسقاط الطائرة الروسية التي اعتبرها مازيل "أوصلت السياحة إلى طريق مسدود".
وفيما يواصل الاقتصاد التعثر، وإصلاحات الرئيس السيسي مثل زيادة ضريبة القيمة المضافة، تثير احتمال اشتعال أعمال عنف يقودها أو على الأقل تستغلها القوى الإسلامية، فإن الرئيس السيسي يواجه وقتا عصيبا واﻷشهر القادمة ستكون حاسمة، بحسب السفير مازيل.
إسرائيل، من جانبها، تساعد مصر في مجال الأمن، والمجالات الاقتصادية، ولكن المساعدة التي يمكن أن تعطيها محدودة بسبب العداء الشعبي المستمر لإسرائيل واليهود في مصر.
تطور آخر في الأشهر المقبلة يحمل أملا لحفظ حكومة السيسي في مسارها المعتدل، حيث يشير تحليل لوكالة اﻷنباء الفرنسية، أن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة "دونالد ترامب" أشاد بالفعل بالرئيس السيسي حين التقيا في الأمم المتحدة سبتمبر الماضي، مما يشير إلى إمكانية "توثيق العلاقات بعد فتور بين السيسي وأوباما".
وسائل الإعلام المصرية هللت بعد فوز ترامب، مما يعكس استياء واسع النطاق من أوباما.
حكومة الرئيس السيسي تريد التحالف مع الغرب، خلال قتالها مع التطرف الإسلامي، وهذا أفضل بكثير من البدائل اﻷخرى، ودعم السيسي يعني تحولها إلى سياسة سليمة.
الرابط اﻷصلي