منذ بداية حرب اليمن في مارس 2015، بين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والحوثيين، قتل أكثر من 10 آلاف شخص في هذا الصراع، لكن الآن هناك أكثر من 7 ملايين يمني يواجهون خطر المجاعة.
هذا ما خلص إليه تقرير لموقع "فيس نيوز" في نسخته الفرنسية، مشيرا إلى أن ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، أكد الاثنين 31 أكتوبر أن اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وقال الموقع إن جميع جهود السلام فشلت في هذا البلد، بما في ذلك وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، فاليمن يواجه الآن أزمة نقص غذاء حقيقية، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إذ تستورد البلاد 90٪ من إحتياجاتها من الغذاء.
وأكد أن 80% من اليمنيين يفتقدون للمساعدات اﻹنسانية و19 من 22 محافظة في البلاد تعاني من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة لنفاذ المواد الغذائية؛ بسبب إغلاق مطار العاصمة صنعاء، والحصار الذي يفرضه التحالف السعودي والقصف المتكرر للمزارع والآبار.
"عدد اﻷطفال الذين يعانون من نقص التغذية في ازدياد واصبحنا لا نستطيع استقبال المزيد" يوضح للموقع جورج خوري، مدير مكتب اﻷمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في البلاد.
وأضاف “في اليمن، الناس يموتون بسبب استمرار الأعمال العدائية، لكن الجوع يقتل اليمنيين في صمت”.
وأشار الموقع إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، حيث ارتفع سعر السكر 46.2 في % منذ بداية الأزمة، والأرز أكثر من 48.4 %، والشعير 69.2 %، بحسب "لجنة اﻷمن الغذائي" وهي وكالة دولية للرقابة على الأغذية تابعة للأمم المتحدة.
"الناس يحلمون بالطعام" يقول الدكتور منصور أحمد، نائب مدير منظمة أوكسفام باليمن، مؤكدا " أن الوضع يزداد حرجا كل يوم”.
ولفت التقرير إلى أن الحرب والعنف ساهمتا في انتشار سوء التغذية، بالإضافة إلى ذلك، انهار النظام الصحي ولم يعد كافيا، ما يقرب من 600 مستشفى في البلاد أغلقت أبوابها منذ بداية الصراع، مدن صنعاء والحديدة وعدن من بين المناطق الأكثر تضررا، حيث تعرضت فيها البنية التحتية الهامة جدا للقصف.
عمار درويش، طبيب مقيم في عدن، يعمل 12 ساعة في اليوم، لمدة خمسة أيام في الأسبوع، بمستشفى جامعة 22 مايو من أجل 100 دولار فقط في الشهر، يقول الموقع.
“لا يمكننا توفير علاج جيد للمرضى، من المستحيل إجراء التحليلات" يبين درويش، الذي عاني من هذه اﻷمور، مؤكدا أن تردي الأوضاع الصحية في المستشفيات ساهم في انتشار الأمراض إلى حد كبير “في كل مكان تجد مياه الصرف الصحي، القطط والجرذان والحشرات تملأ الغرف”.
سوء التغذية أيضا جعل اليمنيين عرضة للأمراض – يكتب الموقع- إذ تقدر منظمة الصحة العالمية عدد الحالات المصابة بالكوليرا في البلاد، منذ اندلاع الوباء منتصف اكتوبر، بأكثر من اﻷف و400 شخص.
وأضاف المنظمات الدولية باتت غير قادرة على إصلاح الوضع، ففي فبراير طالب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة 1.8 مليار لتنفيذ خطة إنسانية في اليمن، ثم تقلص المبلغ لـ 1.6 مليار دولار لكن حتى اللحظة لم يُجمع سوى أقل من 50 % من هذا المبلغ.
ويؤكد جورج خوري، مدير مكتب اﻷمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه اذا لم يتدخل المجتمع الدولي على الفور، يمكن أن يواجه اليمنيون كارثة إنسانية تاريخية.