روسيا والإمارات والعراق والكويت.. خيارات الحكومة المُرة لتوفير البترول

أزمة حقيقية تعيشها الحكومة الأيام الراهنة بعد إعلان شركة "آرامكو" السعودية عن توقف إمداد مصر بالبترول بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار، حيث تشترى مصر من الشركة منذ مايو 400 ألف طن من زيت الغاز "السولار"، و200 ألف طن من البنزين، و100 ألف طن من زيت الوقود، وذلك بخط ائتمان بفائدة 2% على أن يتم السداد على 15 عاما.

 

وتواجه مصر، والتي تستورد ما يقرب من 30% من احتياجاتها البترولية سنويا، تحدي كبير مع رفع الدعم عن المنتجات البترولية، فى ظل انخفاض الإنتاج، حيث نما إجمالى استهلاك البترول بمتوسط سنوى قدرة 3% على مدى السنوات الـ10 الماضية، وبلغ متوسط الإنتاج 775 ألف برميل يوميًا في 2014، في الوقت الذى يفوق استهلاك البترول فى مصر إنتاجها، وانخفض إنتاج البترول لأكثر من عقد من الزمن بعد أن بلغ ذروته لأكثر من 900 ألف برميل يوميًا منتصف التسعينيات.

 

وزير البتول، طارق الملا، والذي يسعى إلى وجود بدائل للشركة السعودية، أكد وجود موردين جدد للبترول، وأن السوق الفورية ستفي بالمنتجات البترولية اللازمة، حتى أنه أعلن عن عن اتفاق مع العراق لاستيراد نفط البصرة الخام لتكريره في مصر وفقا لاتفاقيه أبرمت سابقا، حيث تعد هيئة البترول المصرية شريك في الحقل النفطي (بلوك 9)، جنوبي العراق، بنسبة 10%.

 

يأتي هذا في الوقت الذي تترد فيه أنباء صحفية عن موافقة مجلس الوزراء الكويتي عن تمديد عقد بيع النفط الخام إلى مصر، اعتبارا من أول يناير المقبل 2017، مع فترة سماح تبلغ 9 أشهر قبل بدء السداد، لتأكد مصادر في وزارة البترول أن العقد التجاري المبرم بين الجانبين الكويتي والمصري، سيتم تزويد مصر بنحو مليوني برميل نفط خام شهريا، وسيكون السعر وفقا للأسعار المتداولة عالميا دون تقديم أي خصومات. الدكتور رمضان أبوالعلا، خبير البترول الدولى، أكد أنه بتمديد عقد بيع النفط الخام من الكويت إلي مصر ستعمل علي تعويض التقصير الخاص بشركة آرامكو، خاصة أن من مميزات العقد إتاحة فترة سماح للسداد 9 أشهر، الأمر الذي سيعطي مصر فرصة أكبر في تغطية إحتياجتها النفطية.  

وأضاف أبو العلا خلال تصريحاته لـ "مصر العربية" أن توقف آرامكو لن يؤثر علي زيادة تكلفة الاستيراد، لأن ممميزات عرضها كانت تكمن في التسهيلات وليس لها علاقة بالأسعار، فمصر كانت تستورد النفط من السعودية بالأسعار الدولية، واصفًا تمديد العقد مع الكويت بأنه الأفضل لمصر من "آرامكو".

وأشار إلي أن اتفاقية الكويت ستخفف الضغوط على مصر بشكل كبير في توفير النفط، موضحًا أن مصر في طريقها لإيجاد بدائل، كان منها العراق وتبعها الكويت، ومن المحتمل أن تتعاون مع روسيا والإمارات إذا تطلب الأمر.

وحذر الخبير البترولي، من اللجوء إلى دولتي الإيران والعراق، لأن ذلك يمكن أن يحمل تبعات سلبية، مستطردًا: "قد يؤثر ذلك علي العلاقات مع الخليج والسعودية وقد يعرقل الطريق نحو أي تسهيلات مستقبلية".

وبدوره، قال الدكتور إبراهيم زهران، خبير البترول الدولي، أنه علي الرغم من كون عرض آرامكو متميزًا إلا أن الشركة قد توقفت عن إمداد مصر به، وعليه لابد من البحث عن بدائل أخري سواء كانت بممميزات أولا الأهم هو توفير إحتياجاتها .

وأردف: "مصر بالفعل بدأت في البحث عن بدائل وتعمل علي تجديد العقود مع الدول المجاورة، وليست هناك مشكلة بشأن توفير النفط، مشيرًا أن آرامكو كانت ضمن تعاملات مصر وليست الوحيدة كل ما في الأمر أنها كانت تقدم تسيهلات.

مقالات متعلقة