ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالإسماعيلية وتهالك شبكة الصرف الصحي بالمدينة، وطفح الصرف المستمر داخل الأحياء السكنية على مختلف مستوياتها ينذر بكارثة بيئية تهدد صحة أهالي المدينة التي فقدت في السنوات الأخيرة جمالها ونظافتها.
خبراء البيئة حذروا خبراء البيئة بجامعة قناة السويس من تداعيات تهالك شبكة الصرف الصحي بالإسماعيلية وتسرب المياه الجوفية بنسبة مرتفعة أسفل العقارات والمنشأت والشوارع على الصحة العامة والبنية الأساسية وأساسات العقارات.
وأكد الأهالي أن تهالك الشبكة في بعض المناطق وإنهيارها في مناطق أخرى يرجع لإهمال الصيانة واقتصار أعمال الإصلاح على الظاهر فقط دون حل الأزمة من جذورها .
فيما يرجع المسؤولون بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات القناة سوء الأوضاع لسلوكيات المواطنين وعدم قدرة الشبكة بإمكانياتها الحالية على مواجهة الزيادة السكانية والإمتداد العمراني .
وقالت الدكتورة عايدة حامد استاذ متفرغ قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة قناة السويس أن تهالك شبكة الصرف وتسرب المواد العضوية المحللة داخل الشوارع وبين المنازل بالإسماعيلية يسبب أثار بيئية على الصحة العامة وعلى التربة والبيئة.
وأكدت أن مياه الصرف مياه راكدة متعفنة يتولد عنها غازات هيدروكربونية أهمها غازي أول وثاني أكسيد الكربون وهما غازين سامين لهما أثار بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، وجهاز المناعة والجهاز الهضمي وهو ما يؤدي لوفاة الإنسان مع استمرار تسرب المياه وطفح الشبكة.
كما ينتج عنها غاز الميثان المتولد من التعفن، أن المياه تظل بيئة صالحة لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة.
وانتقدت لجنة المحليات بحزب الوفد بالإسماعيلية حالة الصرف الصحي بالمدينة وأبدت مناقشات اللجنة في اجتماع سابق مخاوفها من حدوث إنهيارات محتملة مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتأثيره على البنية التحتية والمباني والأساسات والبنايات القديمة بالإضافة لإنتشار الحشرات والقوارض مما زاد من الأمراض والأوبئة، وأكد أشرف علي الدين رئيس اللجنة أن الصرف الصحي بات صداع مزمن في رأس الإسماعيلية، فلم تسلم الأحياء السكنية على اختلاف مستوياتها سواء الشعبية أو الراقية من طفح مستمر لشبكات الصرف ".
في منطقة وسط البلد بات مشهد طفح الصرف الصحي معتادًا بشكل يومي لدى الأهالي خاصة في شوارع الأسكندرية ومصر وحسن درويش وحسين حجازي والتحرير.
ويقول محمود راغب صاحب محل بالمنطقة "شبكة الصرف تكاد تكون منهارة في المنطقة، فكل يومين ينتقل الطفح من شارع لشارع في نفس المنطقة التي تعد من أهم الأماكن التجارية بالمدينة والمسؤولين عن الصرف بالإسماعيلية كل ما بوسعهم فعله تسليك البالوعة ومغادرة المكان دون إصلاح المشكلة من الأساس وما أن يمر يومين حتى يعود الطفح مرة أخرى ومعه الرائحة الكريهة وإنتشار الحشرات وغيرها "ووافقته الرأي وفاء عبد الله ربة منزل ومن أهالي المنطقة والتي أكدت أن الشبكة لم تعد صالحة وتهالكت بالكامل خاصة مع أعمال إنشاء نفق الثلاثيني الذي تسبب في كسر الماسورة الرئيسية بالمنطقة وإهمال أعمال الصيانة المستمرة.
الوضع في حي ثاني وتحديداً بمناطق الشهداء وسوق الجمعة وحي السلام والحكر أكثر فداحة مع إمتداد طفح الشبكة في أماكن كبيرة وميادين عامة وشوارع رئيسية بالمناطق التي تعد من أكثر المناطق الكثافة السكانية بالمدينة .ويظهر الوضع جلياً حيث تغرق بصفة دورية مياه الصرف الصحي فروشات البائعين بسوق الجمعة - السوق الرئيسي - بوسط مدينة الإسماعيلية بسبب تسرب شبكة الصرف التي تخدم المنطقة . واشتكى أهالي المنطقة من تكرار مشهد غرقهم في مياه الصرف بسبب تهالك الشبكة وعدم صيانتها وعجزها عن مواجهة التكدس السكاني في المنطقة. وقالت انتصار عبد العظيم من أهالي المنطقة "الوضع يتفاقم بين الحين والآخر وحياتنا باتت مهددة بسبب هذا الرشح المستمر, وانتشار القمامة, والكلاب الضالة في المنطقة ورغم إننا سمعنا مئات المرات عن خطة المحافظة في تطوير المنطقة دون جدوى."
وقال اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية إنه تم اعتماد مبلغ 19 مليون جنيه اضافى مخصص للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لمحافظات القناة، لتنفيذ مشروعات عاجلة لتهالك شبكات الصرف الصحي داخل مدينة الإسماعيلية.
وأكد طاهر اعتماد مبلغ 10 ملايين جنيه لحل عاجل و سريع لمشاكل الصرف الصحى بشارع الدقهلية بمحافظة الإسماعيلية، واستكمال أعمال الإحلال و التجديد بمحطة رفع الصرف الصحى بميدان بورسعيد بحي ثاني الإسماعيلية ضمن خطة العام المالى .2014/2015.
وأضاف أنه تم تخصيص مبلغ 9 ملايين جنيه لإحلال وتجديد محطات و شبكات الصرف الصحى بالإسماعيلية، وخطوط صرف صحى المدينة بحي ثان وثالث، ضمن خطة العام المالى الحالى
2016/2017.