خلال معركة الرقة، العاصمة الرسمية لتنظيم الدولة الإسلامية، التي بدأت أوائل نوفمبر الجاري بين "داعش" وقوات سوريا الديمقراطية، هناك حرب اتصالات يخوضها الجانبان إضافة إلى القتال الدائر على الأرض.
تحت هذه الكلمات نشرت وكالة اﻷنباء الفرنسية تقريرا حول الهجوم الذي شنته قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف أغلبه مقاتلين أكراد، لانتزاع مدينة المدينة الواقعة شمالي سوريا من "داعش" بإسناد جوي أمريكي.
وأوضحت أنه رغم فرض تنظيم الدولة اﻹسلامية قيودا مشددة على أكثر من 300 ألف من سكان الرقة منذ السيطرة على المدينة في يناير عام 2014، إلا أنه عزل السكان تماما عن العالم منذ يوم 5 نوفمبر الجاري.
وأشارت إلى أن داعش قطع اﻹنترنت والاتصالات عن المدينة، بهدف عدم إطلاع سكانها على أية أخبار تخص المعركة الدائرة مع قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى المداهمات لبث الرعب بين السكان.
وقال أحد سكان الرقة ويدعى موسى ، 31 عاما، إنه بسبب القيود القاسية لداعش على أطباق الإنترنت والأقمار الصناعية، من الصعب جدا معرفة ما يحدث في معركة الرقة.
وأكد هذا الرجل، الذي استخدم اسما مستعارا خوفا من انتقام داعش، لحملة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشط سرا في المدينة منذ أبريل لتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم، أنه من بات الصعب حتى الحديث عن حقيقة ما يحدث على أرض الواقع.
وأضاف "الحديث الوحيد المسموح به هو الدعاية التي يرددها داعش بأنهم يتقدمون ويكبدون الطرف الآخر الخسائر وتكرار أن الرقة حصن منيع لا يمكن اقتحامه"، لافتا إلى أن الحديث عن الوضع الحقيقي للمعركة قد يؤدي إلى الاعتقال أو حتى الموت.
ولمعرفة حقيقة ما يدور في الخارج "نعتمد على بعض الأشخاص والإنترنت أيضا، لكن هذا اﻷمر صعب وخطير جدا" يشير موسى.
وقالت الوكالة إن معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة، كما يؤكد الخبراء، وهي على مرحلتين تطويق ومحاصرة المدينة في البداية، ثم اجتياحها، لكن موسى صابر لأنه كما يقول "الخلاص هو حلم جميع أهل الرقة".
وأكدت أن إلى جانب القتال هناك معركة تدور على موقع "يويتوب" أيضا، فقبل أيام نشرت حملة تحرير الرقة شريط فيديو يظهر سيارة مفترضة لداعش تنفجر بواسطة صاروخ.
وأضافت رغم أنه من الصعب التأكد من مكان وقوع الانفجار، لكن الهدف من نشر الفيديو واضح وهو إظهار أن معركة الرقة بدأت بالفعل وأن قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة قوات التحالف الدولي ، مصممة على تحرير المدينة.