أثارت زيارة وفد من الإعلاميين المغربيين لتل أبيب غضب داخل الشارع المغربي، حيث اتهم البعض المملكة بالعمل على التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني بعد سماح السلطات للوفد بمغادرة المملكة كبالون اختبار، الأمر الذي يثير تساؤلا هل يطبع المغرب بالفعل مع إسرائيل؟
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن وزارة الخارجية الإسرائيلية استقبلت سبعة صحفيين مغاربة ضمن برنامج لتحسين صورة إسرائيل في العالم العربي.
وذكرت أن من ضمن فقرات الزيارة عقد اجتماعات مع وزراء وأعضاء في الكنيست، وتقديم شروح سياسية وعسكرية، والقيام بجولة على الحدود مع قطاع غزة.
إدانة
وأدانت أوساط إعلامية مغربية تلك الزيارة ، ودعت لمحاكمة الإعلاميين المغاربة ، بتُهم التخابر ودعم الإرهاب، كما دعا البعض إلى التدقيق في الأخبار التي تروجها الأوساط الإسرائيلية حول مثل هذه الزيارات.
من جانبه، قال رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير محمد العوني إن المعطيات المتوفرة حتى الآن تفيد بأن الأمر يتعلق بمحاولة فاشلة من إسرائيل لاختراق الإعلام المغربي.
وأضاف العوني في بيان للمنظمة، أن محاولات الاختراق الإسرائيلي للإعلام تستوجب مواجهة الإعلاميين المغاربة لها بتجديد الوعي بأن "الكيان الصهيوني القائم على الغصب والاستعمار عدو لنا وتسعى أجهزته للقيام بأعمال معادية وقذرة مثل الحرب على مقوماتنا الزراعية".
بالون اختبار
بدوره قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن هذه الزيارة قد تكون بالون اختبار من سلطات المملكة لإحياء العلاقات المغربية الإسرائيلية والتي تعود لسنوات ماضية طويلة .
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المغرب ليس الدولة الأولى التي يزور أشخاص منها تل أبيب، لافتا إلى أن كثير من دول العالم العربي لديه علاقات سرية وغير سرية مع الكيان الصهيوني وخاصة من الجوانب الاقتصادية.
ونوه بأن المغرب لديها علاقات تاريخية مع إسرائيل، وحتى الآن توجد جاليات يهودية بالمغرب، كما أن الملك الحسن والد العاهل المغرب محمد السادس كانت علاقته جيدة بإسرائيل وكان ضمن من توسطوا بين مصر وإسرائيل في عملية السلام بعد حرب 1973 .
وتابع:" هناك رواية تقول أن الملك المغرب الحالي من أصل يهودي، لكن على أية حال فإن تطبيع المغرب مع دولة الاحتلال أمر وارد"، مشيراً إلى أن إسرائيل زرعت نفسها في الوطن العربي واستغلت كل مافيه لأجل مصالحها.
علاقات تاريخية
وكان للمغرب دور مهم في جهود الوساطة بين مصر وإسرائيل على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى وساطتها بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتقول صحيفة هآرتس العبرية حول وساطة المغرب في عملية السلام مع إسرائيل، إن رئيس الموساد الإسرائيلي آنذاك إسحاق حوفي، كان يتصرف في المغرب وكأنه في بيته، فكان يلتقي سفير السادات للمهمات الخاصة، محمد حسن التهامي، هناك.
وذكر مركز إسحاق رابين للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إسحاق رابين زار المغرب سراً عام 1976، وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى دولة عربية وناقش مع الملك المغربي سبل دفع عملية السلام مع الدول العربية.
التسويق لإسرائيل
أما الدكتور مختار غباشى ـ نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، فقال إن الكيان الصهيوني يقوم بمحاولات فاشلة من أجل الاعتراف به والتسويق لسياساته الإجرامية من خلال أبواق من داخل الجسم العربي ما يؤكد خبث المخطط الصهيوني.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن تتستر السلطات المغربية على هذه الواقعة يعد جريمة، كما لابد معاقبة هولاء الإعلاميين من قبل نقابتهم، مؤكداً أن من يحتضن هذه الزيارات هو جهاز الموساد.
وأوضح أن مثل هذه الزيارات التي وصفها بالمشبوهه تضاف إلى الكثير من مظاهر التطبيع السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والأكاديمي بين إسرائيل والمؤسسات المختلفة بالعالم العربي.
وكان الاتحاد العام للصحفيين العرب أصدر بيانا خاصا حول التطبيع مع إسرائيل، قال فيه إنه يحظر كافة أشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي مع الاحتلال، كما منع إقامة أي علاقات مع المؤسسات الإعلامية والجهات والأشخاص في إسرائيل.