"كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة.. وجدنا غريبين يومًا.. وكانت سماء الرّبيع تؤلّف نجمًا ونجمًا.. وكنت أؤلف فقرة حبّ"، كلمات رواها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكأنها تسرد رحلتهما مع الحياة، بعد أن جمعهما الميلاد والشهرة والحب، إنهما الفنانان أحمد حلمي، وزوجته منى زكي، اللذان نحتفل اليوم بحلول ذكري مولدههما.
جمع حلمي ومنى احساس الغربة عن الوطن اﻷصلي مصر، نتيجة طبيعة عمل والديهما، فكلاهما نشأ في مدن مختلفة.
فحلمي ابن مدينة بنها بمحافظة القليوبية، عاش بالمملكة العربية السعودية ما يقرب من 10 سنوات، بسبب عمل والده بالسعودية، أما منى فولدت في القاهرة، وكانت تتنقل بين الكويت وإنجلترا والولايات المتحدة؛ لظروف عمل والدها، لكن في النهاية تتلاشى المسافات في طريق العشق والقدر.
وبالرغم من أن الفن كان أحد العوامل المشتركة بين الثنائي، إلا أن البدايات كانت مختلفة لكل منهما.
فالتمثيل كان الطريق الذي سلكته منى زكي منذ دخولها جامعة القاهرة، ومن خشبة مسرحه خطت أولى خطواتها إلى عالم الفن والشهرة بعدما اختارها محمد صبحي في مسرحيته"بالعربي الفصيح"؛ للتوالى أعمالها السينمائية.
لكن الأمر اختلف بالنسبة لحلمي، الذي بدأ حياته المهنية كمهندس ديكور، ثم مخرجًا لعدد من البرامج؛ لينتقل بعدها لمقدم حلقات برنامجه الشهير" لعب عيال"، حتى اكتشفه شريف عرفة كممثل في فيلم "عبود على الحدود"، وبعدها انطلقت مسيرته الفنية.
بعد أن بزع نجم منى زكي في سماء النجومية، جمعها أول لقاء بحملي، الذي أعجب بها منذ اللحظة الأولى، وشعرت هي الأخري بنفس المشاعر، لكن لم يعترفا لبعضهم البعض، وظلا يتعاملان معًا تحت مسمى الصداقة.
وبعد مرور وقت طويل قرر حلمي أن يبوح لمنى بمشاعره، عقب ترشيحها لفيلم "أفريكانو"، واستغل فرصة سفرها إلى جنوب أفريقيا لتصوير المشاهد؛ ليعترف لها بحبه عبر اتصال هاتفي.
وافقت منى على عرض حلمي، ورغم عدم امتلاكه إمكانيات مادية للزواج؛ إلا أنها امسكت بيده منذ اللحظة الأولى، وظلت تدعم حبيبها معلنه أنها ستستمر في انتظاره.
وفي الوقت الذي قرر فيه حلمي تأجل زواجه؛ لضيق الإمكانيات، تدخل القدر في تغيير حياته المادية والمهنية، بعدما شارك في أكثر من بطولة سينمائية، حينها وافق والد منى على زواجه من ابنته.
ولم يكن الطريق بين حلمي ومنى زكي خالي من العقبات، حتى بعد زواجهما، فكان فارق النجومية بينهما محط أنظار الكثيرين، حتى أن البعض اتهمه بأنه يسعى للشهرة من وراء ذلك.
واستطاع حلمي أن يرد على جميع الاتهامات التي وجهت له بأعماله ونجوميته، التي أصبحت الأولى في السينما المصرية.
"عشت حياتي متأملًا.. وعرفت أن للحياه جانب آخر مظلم.. وعندما اكتشفت أنني أقف فيه.. تألمت ولكني لم أيأس.. وازداد إصراري على أن أكمل ما تبقي من الحياة متأملًا للجانب المضيئ في ألآمي"، كلمات دونها حلمي عبر موقع التدوينات "تويتر"؛ ليكشف من خلالها أزمة كبيرة ألمت به.
ففي أثناء حمل منى في طفلها الثاني أصيبت بمرض خطير دفع حلمي لاصطحابها للعلاج في ألمانيا، وهناك اكتشف بإصابته بورم سرطاني في الظهر، وكان عليه أن يذهب إلى أمريكا لاستئصاله، فأصرت زوجته على الذهاب معه رغم مرضها وآلام الحمل.
ظلت علاقة حلمي ومنى محط أنظار الصحافة، بنجاحها وخصوصيتها، وهو ما ظهر مؤخرًا عندما هنئته على تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ليجيبها قائلًا، "نجاحي سببه وجودك فى حياتي.. أنت جوهرة وتاج على رأسي"، تلك العبارة التي لخصت مشوارًا كبيرًا من الزواج والنجاح والحب.