بالصور| طلاب قنا على الأسفلت ... رحلة إلى الموت

تلاميذ المدارس بقنا ضحايا ينتظرون الموت
 

"طرق طويلة على الناس، وطرق أطول  توقف الحياة، على يمينها وشمال مدرسة هنا وأخرى هناك.. سرعان ما تقبض الأرواح، أسفلت يثير الخوف على المصير، ومن مظاهر ذلك هناك في أقصى الصعيد.. في محافظة قنا".  

في قنا.. مدارس متاخمةٌ لطرق، وفصول على أعتاب أسفلت، ترعب الأهالي الذين يوفِّرون من "قوت عيالهم" من أجل تعليمهم ولكنَّهم في الوقت نفسه لا يأمنون عليهم، فبين لحظة وأخرى، قد يعود أحدهم في كفنه.

 

أكفان الطفولة

"ولادنا بيطلعوا الصبح يروحوا المدارس وبنخاف يرجعونا في أكفان".. هذا لسان حال "من يزرعون في الشَق ولكنهم يحصدون المر"، فهو يخشون من تكرار الحوادث على الطرق السريعة والداخلية القريبة من أبواب، ذاهبين في وصف الأمر على أنَّه "كارثة".

 

ما تشهده طرق قنا من موت ومخاوف ليس حصرًا ولا احتكارًا على المحافظة، فعلى الأسفلت تتساقط دماء نحو 40 ألف قتيل و60 ألف جريح.. أعداد كشف عنها سامي مختار رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق.

 

محافظة قنا شهدت على مدار الأشهر القليلة الماضية العديد من الحوادث راح ضحيتها العشرات بين متوفى ومصاب.. دماء تتساقط إما لتهالك طريق أو ضيق آخر أو ضعف الإنارة على ثالث، ومن الأسباب أيضًا سرعة السائقين التي يصفها الناس بـ"الجنونية".

 

كلام الناس

"مصر العربية" رصدت خروج تلاميذ مدارس التحرير الابتدائية وقنا الإعدادية وسط السيارات، كما أنَّ غالبية أبواب هذه المدارس مفتوحةٌ وقريبةٌ من الشوارع الرئيسية، رغمَّ وجود أبواب خلفية لكنها تكون في الغالب مغلقة.

 

يقول محمد عبد اللاه، ولي أمر تلميد: "المواطنين والطلاب أصبحوا كقرابين للموت، وشارع عمر أفندي وبخاصةً حي المدارس يعج بالطلاب صباحًا ومساءً، وسيارات السرفيس والأجرة لا يتعامل سائقوها بآدمية ولا يخشون على أرواح الأطفال والمارة".

 

وأضاف: "هذا الطريق به عدة مدارس فضلًا عن الإدارات التعليمية لكن السائقين لا يسيرون بهدوء، فهم يطيرون في الهواء ولا يبالون بالأطفال الذين يخرجون من المدارس كل يوم".

 

أحلام سعيد، موظفة ذكرت: "لديّ أطفال في مرحلة ابتدائي وكل يوم يخرجون فيه أشعر أنَّهم لن يعودوا بسبب الحوادث اليومية".

 

وأكَّدت أنَّها تذهب بنجلها صباحًا وتدخل إلى المدرسة وتنظر خروجه يوميًّا وهي تنظر للسيارات والتي تسير بسرعة جنونية.

 

محمود سيد، مدرس، أشار إلى أنَّ الطلاب يتعرضون يوميًّا لمشكلات خلال عبورهم للطريق أو دخولهم لمدارسهم نتيجة عدم وجود تنظيم لحركة السير بالطريق الذى يمر به سيارات السرفيس والأجرة، فضلًا عن الدراجات البخارية التي أصبحها يقودها الصبية ولا يحملون رخصًا.

 

تصعيد

في شهر أكتوبر الماضي، نظَّم عشرات التلاميذ بمركز قفط جنوبي قنا وقفة احتجاجية أمام مدرسة التجريبية الرسمية؛ اعتراضًا على تكرار الحوادث بمنطقة كلاحين قفط بطريق قفط – القصير، والتى يتردد عليها طلاب ثماني مدارس لكافة المستويات الدراسية.

 

الوقفة جاءت عقب حادث تصادم سيارتين أصيب فيه ثمانية طلاب ولقي سائق مصرعه، وطالب الأهالي بتطوير الطريق.

 

وقتها، استجابت إدارة المرور وأنشأت مطبات صناعية أمام وقبل هذه المدارس للحد من الحوادث، إلا أنَّ أعمال التطوير لم تبدأ بعد.

 

السيسي مرشحًا وقت أن كان مرشحًا للرئاسة، قال السيسي: "هعملك شبكة طرق في خلال سنة تمسك مصر كده، أنا بقول، أنا بقول، سنة واحدة، أنا عارف أنا بقول إيه".

 

حديثه هذا جاء للحديث عن تطوير شبكة الطرق في مصر في مايو 2014، وبعد شهر واحد فقط، تمَّ إقرار المشروع القومي للطرق في 22 يونيو من نفس العام، وذلك بهدف تنمية أكثر من 4800 كيلو متر بنسبة 20.4% من إجمالي الطرق في مصر، كما شمل أيضًا 39 طريقًا باستثمارات تصل إلى نحو 36 مليار جنيه ليتم إنجاز المشروع على مرحلتين.

وبعد مرور ما يزيد عن عامين تقريبًا على الإعلان عن هذا المشروع القومي إلا أنَّ لم ينتهِ بعد، بل إنَّ الدكتور جلال مصطفى سعيد وزير النقل والمواصلات أعلن - قبل يومين - أنَّ المشروع سينتهي قبل نحو شهرين.

 

 

 

 

 

 

مقالات متعلقة