أعرب المخرج عمرو سلامة، عن استياءه من واقعة تعذيب المواطن مجدي مكين حتى الموت داخل قسم شرطة الأميرية.
وكتب "سلامة" عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك": "أسوأ ما في قصة مجدي مكين إنها تذكرك أن لا مصدر في مصر تستطيع أن تثق فيه خصوصا عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو شيء قد يسئ لصورة الدولة"، مضيفًا: "الإعلام سيقرر -أو سيتم مطالبته- بتجاهل الموضوع، ولهذا سيؤمن الجميع أن الحقيقة هي أسوأ رواية، حتى لو كانت ليست الحقيقية".
وتابع "سلامة": "لو كان الإعلام محايد وشفاف ومستقل كان صدقه الناس، ولكن لعدم توفر المعلومات لا يوجد غير الروايات الإلكترونية لتصديقها، خصوصا أن لو رد الإعلام بسبب تفاقم الموقف سيكون في الأغلب تبرئة المسئول وتشويه الضحية، مما سيدفع أكثر لتصديق أبشع رواية".
وأكد صاحب الـ33 عامًا: "ثاني أسوأ شيء هو التعامل مع الضحية على أساس دينها، لو دفع الناس لتعاطف أقل فهي مصيبة ولو دفعهم لتعاطف اكثر فهو مصيبة أيضا، يجب أن يكون التعاطف منزه لأن إنسان حي يرزق تم تعذيبه أو قتله -لو كانت هذه الحقيقة- بدون النظر لدينه، كونه مسيحي لا يجب أن يزيد أو ينقص من حجم الجريمة، لأنها جريمة شنعاء بكل الأشكال".
وتساءل عمرو: "كم حادثة مثل تلك تحدث ولا تكشف لنا بسبب عدم توفر صور أو بسبب الطرمخة عليها؟ مما يؤدي لشطحان خيال الناس وتوقع الأسوأ دائماً".
واستطرد "سلامة": "أسوأ ما في أي دولة، وأكثر ما يثير غضب الشعوب هو إيمانهم بسبب شواهد كثيرة أن هناك فئات في الدولة فوق القانون لا تعاقب وإن عوقبت لا تعاقب مثلما تعاقب فئات أخرى أقل في سلمها الاجتماعي، هذا دائماً وأبدا سبب أي تفاقم أو انفجار وله عواقب لا يمكن حسبانها".
وقال عمرو: "أتمنى أن تظهر الحقيقة، وأتمنى أن كان هناك مجرم يتم معاقبته، وأتمنى أن يكون في ذلك عبرة تقوم المجتمع، وأتمنى أن يقوم الإعلام بدوره، وأتمنى أن لا يستسلم الجميع للضغوطات حتى لا تحدث حوادث مشابهة مجددا".
واختتم حديثه: "لكن من الواضح أن هذه أمنيات مثل الأمنيات التي يقولها مرشحات ملكات الجمال في مسابقاتهن، عندما يتمنون بسلام العالم أو انتهاء الفقر، أمنيات نقولها لأن مسمعها جميل أمام عالم قبيح.. جدا".
وتوفي مجدي مكين، أو من لُقب بـ"قتيل الأميرية"، إثر تعرضه لضرب وتعذيب شديدين، بعد مشادة مع ضابط شرطة قادته إلى قسم الأميرية، حيث لاقى حتفه.