بروفايل| بولس حليم.. نافذة الصحفيين على ساحة الكنيسة

القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة

في إحدى ورش العمل المعنية بمناقشة (تغطية الملف القبطي)-عام 2010، وقف الصحفي الشاب شارحًا معاناته في الحصول على تصريح بشأن إحدى القضايا الهامة على الصعيد الكنسي، حيث رفض البابا شنودة الثالث –البطريرك الراحل-تعيين متحدث إعلامي، رغم تتابع المطالب-وقتئذٍ.

 

وقبيل وصول الأنبا تواضروس للكرسي المرقسي-قبل 4 سنوات-، كان مطلب تأسيس مركز إعلامي للكنيسة أكثر إلحاحًا، نظير أهمية رأي الكنيسة في أحداث جارية، وتسهيل مهمة الصحفيين المعنيين بالتغطية.

 

بابتسامة هادئة، وصوت كاشف عن رغبة في تعاون جاد، عقد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة اجتماعه الأول بـ"صحفيي الملف القبطي"، فور قرار بابوي بتأسيسه في 18 نوفمبر من العام 2013، استمع، وأنصت، وترك الحكم النهائي للتجربة.

 

صحفيو الملف القبطي في لقاء ودي مع القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة

 

بدا "حليم" لأول وهلة، ودودًا، منحازًا للصحفيين، ونافذة على المقر البابوي، والكنيسة بوجه عام، لا تغلق في وجه أحد، لم ينزعج من نقد متكرر لـ"موعد" نشر البيانات الكنسية، يعدّل، ويجوّد، قدر استطاعته، وتبلورت التجربة في سنوات ثلاث، إلى علاقة إيجابية واضحة، بين المركز، وصحفيي الملف القبطي.

 

عن تجربته قال حليم : "إن المركز الإعلامي جاء تعبيرًا عن عصر تغيرت مجرياته سريعًا، وبات ضرورة ملحة للعمل المؤسسي، كأداة هامة للتواصل المجتمعي، أنجز، ولا يزال قيد الإنجاز، برعاية البابا تواضروس الثاني".

 

المتحدث باسم الكنيسة أضاف لـ"مصر العربية"، أن المركز الإعلامي للكنيسة كضرورة استجاب لها البطريرك، يبدو كإنسان يمشي على قدمين، إحداهما، التواصل مع المؤسسات الإعلامية لتوفير معلومات واضحة، ودقيقة، على نحو يعكس وطنية الكنيسة، وأصالتها، بشفافية، واحترافية، والأخرى، بناء الوعي.

 

في مارس الماضي حصد بولس حليم، وكتيبته المعاونة، على شهادة إيزو 9001، كأول مؤسسة قبطية تحصل على شهادة كهذه، معربًا في احتفالية حضرها البابا تواضروس عن امتنانه لفريق العمل المعاون.

 

عبر 3 سنوات، توسع المركز الإعلامي الكنسي بتأسيس نحو 55 مركز فرعي، ومراسل بكل إيبارشية على مستوى الجمهورية، سعيًا لتغطية فعاليات، وأنشطة الكنائس المختلفة، مضافًا إليها أعباء تنظيمية في المناسبات الرسمية (احتفالات-أعياد-مؤتمرات) .

 

لم يخجل حليم من اعترافه بقلة الخبرة الإعلامية في بداية عمله، لكنه على الأرجح، نجح في تهيئة أجواء العمل الصحفي عبر تدشين علاقة ممهورة بالمودة، بين الصحفيين والمركز، في إحدى لقاءاته قال: ( إن هذا المكان مفتوح لكم في أي وقت، معربًا عن تقديره لمشقة العمل، وترحيبه بكافة المقترحات).

 

المتحدث باسم الكنيسة، لم ينجح فقط في نقل رسالة إعلامية على صفحة رسمية بموقع التواصل الاجتماعي –فيس بوك-، وإنما نجح أيضًا قدر اجتهاده في عقد لقاءات خاصة بين البابا والصحفيين، لإجراء حوارات تذيب الجليد، وتؤسس لطرح أسئلة مباشرة على البطريرك لحسم الجدل في قضايا هامة.

 

غدًا، يحتفل المركز الإعلامي بالذكرى الثالثة لتأسيسه، في حضور البابا تواضروس، وعدد من أساقفة المجمع المقدس، والشخصيات العامة، وفي الخلفية يرى القس بولس حليم:" أن الحلم ينمو بثبات، بما يضمن آداء الرسالة على أفضل وجه قدر المستطاع".

 

 

 

مقالات متعلقة