ارتفعت جرائم الكراهية في مدينة نيويورك بنسبة 31% في الوقت الذي تزايدت فيه معدلات العنف ضد الأقليات عقب الإعلان عن فوز دونالد ترامب، المرشح الجمهوري بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي أُقيمت في الـ 8 من نوفمبر الجاري.
وتحدث ناطق باسم إدارة الشرطة في نيويورك لصحيفة "إنترناشونال بزنس تايمز" الأمريكية قائلا: "بدءا من الـ 13 من الشهر الحالي، وقعت 328 جريمة كراهية حتى الآن، قياسًا بـ 250 جريمة من نفس النوع خلال الفترة ذاتها من العام 2015."
وذكر المصدر الشرطي أن المسلمين كانوا عُرضة للاستهداف بنسبة تزيد عن الـ 100% مقارنة بالعام الماضي، من 12 واقعة في 2015 إلى 25 واقعة حتى الآن هذا العام."
وسجلت جرائم الكراهية المعادية للسامية، بحسب المصدر، قفزة طفيفة من 102 حالة إلى 111 حالة.
وتعد نيويورك مركزا لما يتراوح بين 600 ألف ومليون مسلم، إضافة إلى ما يربو على الـ مليون يهودي.
وقال جيمس أو نيل، مفوض الشرطة في نيويورك في تصريحاته الصحفية إن قوات الشرطة ستتعقب كافة جرائم الكراهية، مردفا:" كان ثمة الكثير من المناوشات، لكن تلك طبيعة نيويورك، ونحن أفضل بكثير من مدن أخرى، ولن نتساهل أبدًا مع مثل تلك الجرائم."
وتابع أو نيل: "لدينا أفضل المحققين في جرائم الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية. ولذا فإنّه إذا ما انخرطت في سلوك كهذا، فلتتأكد أنك ستقع في أيدي الشرطة في أسرع وقت ممكن، وسنعمل مع المدعين العموميين للتأكُّد أنك تلقى محاكمة كاملة بموجب المواد المتعلقة بجرائم الكراهية."
وفي أغسطس الماضي وجهت محكمة أمريكية اتهامًا لمواطن أمريكي يُدعى أوسكار موريل بقتل إمام مسجد ومساعده رميًا بالرصاص بعد مغادرتهما مسجدًا في منطقة كوينز. وفي الشهر التالي، ألقت السلطات القبض على شخص أضرم النيران في سيدة ترتدي الزي الإسلامي التقليدي في مانهاتن.
وبخلاف نيويورك، أظهرت أحدث التقارير السنوية لجرائم الكراهية والصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي " إف بي آي" زيادة نسبتها 67% في جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين العام 2014 و 2105، مسجلة بذلك ارتفاعا هو الأكبر في جرائم الكراهية ضد المسلمين منذ الفترة التي تلت هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001.
وأظهر التقرير أيضا زيادة نسبتها 6% في جرائم الكراهية الواقعة في عموم أمريكا بوجه عام.
وكثرت التقارير المتعلقة بجرائم الكراهية منذ الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الـ 9 من نوفمبر الحالي، مع تخوف البعض من احتمالية قيام أفراد وجماعات باستخدام فوز المرشح الجمهوري كـ منصة للقيام بممارسات عنصرية.
وأعلن أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك مؤخرًا أنه يحقق في اثنتين من الوقائع التي تشتمل على الصليب المعقوف، إحداهما في ملعب بيسبول في بافالو حيث عُثر على الصليب مكتوبا عليه عبارة " اجعلوا أمريكا بيضاء مرة أخرى"، والأخرى في مانهاتن حيث عُثر على علامة الصليب المعقوف بجوار كلمة " ترامب" في إحدى عربات المترو.
كان كومو قد أكد في تصريحات منفصلة أن جرائم الكراهية قد "تصاعدت حدتها" في شتى أرجاء الولايات المتحدة، بما في ذلك في ولاية نيويورك، منذ إجراء الانتخابات الرئاسية.
وتأتي تصريحات حاكم نيويورك المنتمي للحزب الديمقراطي بعد أكثر من أسبوع من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي طرح على الساحة أجندة قوية مناهضة الهجرة.
وحث كومو الموظفين العموميين والمواطنين على التنديد بجرائم الكراهية، وقال إن إدارته بدأت مؤخرًا في إجراء تحقيقات في الجرائم التي تستهدف الأقليات والمهاجرين.
وأضاف كومو قائلا: "دعوني أكون واضحا للغاية، إن أعمال الكراهية والتعصب هذه تناقض كل ما تدعمه نيويورك (من قيم).. إن التزام الصمت يعد بمثابة تورط في نوع جديد وخطير من التساهل يهدد أسلوبنا الأمريكي".
لمطالعة النص الأصلي