بروفايل| ريم مجدي.. مشروع بطلة أولمبية خطفها الموت

ريم مجدي

زهرة في مقتبل العمر رسمت على كراستها الصغيرة الملوّنة أحلامًا كبيرة منذ نعومة أظافرها ومنذ عرفت الرسم، إلا أنَّ تلك الفتاة لم ترض من أحلامها بغير التتويج بالميداليات العالمية في بطولات المصارعة.

 

صباح السبت وفي أثناء عبور البطلة المصرية الصغيرة ريم مجدي "ريم كابوريا"، الطريق، راحت أحلامها أدراج الرياح، إذ صدمت سيارة مسرعة جسد الفتاة التي لقيت مصرعها في الحال، بمنطقة الكيلو 11 بطريق "الإسماعيلية ـ الصالحية الجديدة".

 

لم تذهب ريم وحدها، فأحلام ملايين المصريين في التتويج بميدالية أولمبية أضحت "ماض لن يتحقق" خلال أولمبياد طوكيو 2020.

 

آمال كبيرة علَّقها المتابعون على زهرة المصارعة المصرية بأنَّها ستكون صاحبة أول ميدالية أولمبية لمصر في تاريخ المصارعة النسائية، لما تمتلكه من مقومات نفسية وبدنية تؤهلها للعب والتدرب حتى مع الشباب وليست الفتيات فقط.

 

والدها قال إنَّها كانت مشروع بطلة عالمية منذ الصغر وكانت تحرص على أن تتدرب مع الشباب وليس الفتيات، وكان لديها إصرار على هزيمتهم وكانت تتمتع بلياقة بدنية كبيرة وقبلها إصرار من حديد على حصد البطولات.

 

ريم حصدت منذ ما يقارب الـ60 يومًا وتحديدًا يوم 15 سبتمبر الماضي على ميدالية ببطولة العالم للناشئين، في ميزان تحت 43 كجم، بعد فوزها على بطلة الهند بنتيجة 5 – 4، ولكن لم يمهلها القدر للتمتع بلذة الفوز باللقب العالمي.

 

ريم هي الأخت الوسطى بين إخوتها، فمجدي كابوريا يقول إنَّ لديه ثلاث بنات وريم ترتيبها الثانية ولم يتصور أن تمارس إحدى بناته رياضة المصارعة خصوصًا أنه من قبيلة "المساعيد" العربية، فلا يمكن أن تمارس إحدى بنات العائلة هذه الرياضة، ولكن ريم هي من أجبرته على ذلك فظلت تطلب منه طوال سنتين أن يدربها على المصارعة، وبالفعل بدأ التدريب منذ أن كان عمرها 6 سنوات، وتوقف لفترة واستأنفت التدريب من عمر 9 سنوات.

 

وأضاف "كابوريا": "لم أشعر بالخوف على ريم من ممارسة رياضة المصارعة، لأن الله أنعم عليها بجينات خاصة، وأشرف على تدريبها بنفسي، كما أنها تتمرن مع أولاد ولا يوجد بنات وذلك أفادها بشكل كبير، لأن هناك فرق كبير جداً بين الولد والبنت في التمرين ولعب المصارعة من حيث القوة والحيوية".

 

وتابع: "بدأت العمل كمدرب للمصارعة بمركز شباب الإسماعيلية منذ سنة تقريباً، وخلال سنة واحدة حققنا 6 ميداليات بطولة جمهورية، بالإضافة إلى 4 بطولات جمهورية حصلت عليهم ريم هذا العام وهم بطولة الجمهورية تحت 15 سنة، وأول جمهورية تحت 17 سنة، وأول جمهورية تحت 20 سنة، وأول جمهورية 20 سنة، وهذه سابقة لم تحدث في تاريخ الاتحاد الدولي أن تحصل لاعبة على 4 بطولات بمراحل سنية فوق عمرها، وأن تكسب جميع المباريات بالكتف وعدم التكافؤ دون أن يتخذ عليها نقطة واحد".

 

حصدت ريم مجدي لقب بطولة أفريقيا تحت 17 سنة، والتي أقيمت بالجزائر يوليو الماضي، كما أنها فازت بلقب أحسن لاعبة في القارة الأفريقية، المحزن والمخزي في الأمر أنها لاقت حتفها دون أن تحصل على مكافأة فوزها بذهبية أفريقيا للمصارعة أو حتى برونزية بطولة العالم.

 

فتاة تحدت صعاب العادات والتقاليد لدى بيئتها ونشأتها وتدربت مع الشباب، حتى تتفوق على قريناتها فهي تعتبر الفتيات ضعاف البنية، ما جعلها تتدرب مع الفتيان في محاولة منها لرفع الجانب البدني لديها قبل أن تخوض البطولات القارية والعالمية.

 

 

 

مقالات متعلقة