قتل مدنيان، اليوم السبت، جرّاء قصف شنه مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على الأحياء السكنية بمدينة تعز، جنوب غربي البلاد، فيما قتل 5 حوثيون في اشتباكات مع القوات الحكومية بذات المدينة. جاءت هذه التطورات على الرغم من دخول الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حيز التنفيذ، في وقت سابق اليوم. وقال مصدر أمني يمني، فضل عدم ذكر اسمه، إن "مدنيين اثنين قتلا، وأصيب اثنان آخران جراء سقوط قذيفتين أطلقهما الحوثيون على حي الشماسي وسط تعز". وأضاف أن "امرأتين وطفلا أصيبوا بجروح جراء قصف مماثل استهدف منزلًا في حي الأشبط شرقي المدينة". من جانبه، قال مصدر ميداني في المقاومة الشعبية (الموالية للحكومة) شرقي تعز، إن "الحوثيين وقوات صالح كثّفوا القصف المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في المدينة، وعلى مواقع المقاومة، والقوات الحكومي". وأشار أن "أكثر من 10 قذائف مدفعية سقطت على حي الشماسي في تعز، بعد ساعات من دخول الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها قيادة التحالف العربي". وقال المصدر الميداني إن "المعارك تجددت في مناطق خطوط التماس بالجبهة الشرقية لعز، بالرغم من الهدنة". ولفت أن "عددا من عناصر القوات الحكومية تسللوا إلى المستشفى العسكري شرقي المدينة (يسيطر عليها الحوثيون)، وقتلوا 5 من مسلحي الحوثي صالح". على صعيد متصل، قال عبدالله الشندقي، المتحدث باسم المقاومة في مديرية نهم، شرق صنعاء، إن "مسلحي الحوثي ارتكبوا 15 خرقاً للهدنة الإنسانية (اليوم)". وذكر الشندقي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "المقاومة رصدت 15 خرقاً للحوثيين، تمثلت بقصف لمواقع الشرعية (القوات الحكومية) في جبل المنارة وجبل قرن نهم والجبيلين ومواقع ملح (شرق صنعاء)". وتابع أن "المقاومة ردت على مصادر إطلاق النيران، في محور الميسرة الذي لم تلتزم فيه المليشيات (قوات الحوثي-صالح) بوقف إطلاق النار نهائياً". وفي وقت سابق اليوم، أعلن التحالف العربي، في بيان له عن هدنة انسانية جديدة ، لمدة 48 ساعة تبدأ اعتباراً من الساعة ( 12: 00) ظهرًا بالتوقيت المحلي (9: 00 تج). ووفقاً للبيان، فإن الهدنة "تتمدد تلقائياً" في حال التزام الحوثيين وقوات صالح بها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفِي مقدمتها مدينة تعز، ورفع الحصار عنها، وحضور هذين الطرفين في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب (السعودية). وهذه هي الهدنة السادسة في عمر الحرب اليمنية، والتي ترعاها الأمم المتحدة، والسابعة مع تلك التي أعلنتها قوات التحالف العربي في 25 يوليو 2015 من طرف واحد. ويشهد اليمن حربًا منذ نحو عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة. وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 36 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتقود السعودية منذ 26 مارس 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية لصالح".